تحتفل هذه الأيام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتكريم فريق وأعضاء ذوي الاحتياجات الخاصة بمناسبة حصولهم على كأس العالم، الذي كان حدثاً جميلاً جاء في وقته وثمرة لجهود كبيرة. وإن شباب هذه البلاد من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى نهائيات كأس العالم لذوي الاحتياجات وغرسهم علم بلادنا مع أعلام الدول الأخرى هذا في حد ذاته إنجاز كبير قدم هذه الأمة إلى أمم العالم باللغة التي يفهمونها. أي أننا كبلد ننتقل إلى العالم. يذهب شبابنا إلى العالم وفي قلوبهم الإيمان وفي أوقات الصلوات وأمام الملأ يؤدون ما عليهم من واجبات لله سبحانه وتعالى.. وهذا عز وفخر لنا أمام العالم، الذي يجب أن يعرف أن هذه الأمة مميزة من بين الأمم بسلوكها ومعتقداتها.
إضافة إلى ما تقدم فلعله لا يغيب عن الذهن أن الدول تبذل الشيء الكثير من الجهد والمال حتى تصل بصيتها وشنارها إلى العالم وفرصتنا أن نستفيد من البعد الثقافي والإعلامي لهذه القفزة الشبابية وأن نشعر العالم أن بلادنا السعودية وانطلاقا من نظامها ومجتمعها تحترم الإنسان وتسخر له كل طاقاتها الحضارية والثقافية، وأن بلادنا ليست كما وصفها الرحالة الأجانب من الجواسيس بلاد رمل وجمل وليست بلاد نفط ومال فقط!
إن لدينا قناعة بأن تمسكنا بكل مثلنا الإنسانية يساعد على استقرار العالم، وإن هذه العناصر الإنسانية قادرة على الإسهام في إقامة نظام ثقافي دولي جديد. ذلك أن التحديات التي تشكل أزمة العالم المعاصر ليست اقتصادية أو سياسية فحسب ولكنها تحديات ثقافية أيضاً.. ولا يمكن الحديث عن تنمية شاملة دون الحديث عن تنمية القيم والمثل التي تشكل حجر الأساس في تكوين الأمم.. هذه مقومات فكرنا الذي يجسد بعده أي نجاح يجعل لهذه الأمة صوتها الواضح بين الأمم. إن هذا الإنجاز يحسب للرئاسة العامة لرعاية الشباب ولسمو رئيسها وسمو نائبه، وتحية لشباب هذا الوطن على جهودهم المقدرة.