Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/03/2007 G Issue 12575
الاقتصادية
الأحد 14 صفر 1428   العدد  12575
(الجزيرة ) ترافق المتسوقين في جولتهم وتعكس واقعهم مع ارتفاعات الأسعار
لماذا ارتفعت الأسعار.. السؤال الأبرز!! بعد (لماذا انهارت سوق الأسهم)؟

* الرياض - عبدالله الحصان:

تمر أسعار المواد الاستهلاكية منذ فترة بمرحلة مخاض خصوصاً مع تصاعد مؤشرها تدريجياً، ولعل الأهم هو ذاك المرتبط بحياة الناس وما يصرفونه على المواد الغذائية (الأرزاق) بأنواعها!!

بداية استبشر المواطنون والمقيمون خيراً لزيادة رواتب الموظفين وخفض سعر الوقود الذي من المفترض أن تؤدي إلى انخفاض أسعار العديد من المواد الغذائية كون انخفاض سعر النقل يؤثر بطريقة غير مباشرة على قيمة السلع وانخفاضها.. ولكن ما حدث غير ذلك وهذا ما يراه بعض ممن التقتهم (الجزيرة)!!

فالموظف البسيط الذي لا يتجاوز راتبه الـ 3000 أو4000 آلاف ريال قد تجبره هذه الزيادة على الاستغناء عن بعض السلع الرئيسية!! حول هذه الارتفاعات وأثرها على المواطن.. الحلقة الأقوى في مسيرة التنمية (كما يردد ذلك دائماً خادم الحرمين الشريفين أيده الله).. قامت (الجزيرة) بجولة ميدانية التقت خلالها عددا من المواطنين والمقيمين للوقوف حول كيفية تسوقهم والفوارق والمتغيرات التي طرأت على سوق الأرزاق في هذه المرحلة.

موجة من غلاء الأسعار!

بداية أخذنا المواطن فيصل السقامي بجولته الشهرية للتسوق بإحدى أسواق مدينة الرياض قائلاً: هذه الارتفاعات شعرنا بها إبان زيادة الرواتب وما بعد فترة هبوط الأسهم.. وكأن لسان حال السوق يقول (خسارة بعض تجار الأسهم من السوق جعلتهم يعوضون عن طريق رفع منتجاتهم الغذائية)!!.. واعلم أن هذه مبالغة، فقد لا تكون ثمة علاقة بين تجار الأسهم والمواد الغذائية، لكن الحقيقة أننا لم نجد مبرراً منطقياً لهذه الارتفاعات المتوالية، الأمر الذي يجعلنا نسبح في تحليلات الخيال!!

ويكمل: كنت لا أستهلك سوى 1500 ريال شهرياً لشراء المنتجات الغذائية التي تكفيني وقد تفيض في بعض الأحيان ولكن بدأت هذه القيمة تتسارع بالارتفاع أكثر فأكثر إلى أن أصبحت تقارع الـ 3000 ريال شهرياً!!..

ونقف فجأة عند محل بيع الجملة ويمسك فيصل بيدي ويؤشر بسبابته صوب كيس سكر ويقول: كنت أشتري هذه الكيس في وقتٍ سابق بـ 67 ريالا وأفاجأ بموجات الارتفاع تصل بها إلى 100 ريال..!!

أنكتفي بأن نتناول الشاي بلا سكر.؟ يقولها ساخراً!!

وعندها رافقت (فيصل) بعد أن اشترى كيس السكر تجاوزنا أكثر من محل قبل أن نصل إلى أحد محلات بيع الدواجن وأضاف.. عبد الله: هذا الصندوق، ويشير لصندوق الدجاج، كنت أشتريه بـ 57 ريالا أما الآن فيبلغ سعره 76 ريالاً!! وأثناء جولتنا تساءل المواطن فيصل وقال: أين يكمن دور وزارة التجارة وحماية المستهلك في الحد من هذه الارتفاعات التي أرهقت جيوبنا!! إنني مندهش حينما أدخل لبعض المحال التجارية وأرى اختلافاً بالأسعار لنفس المنتج عند محل آخر!! كذلك الخفض من قيمة المنتج خصوصاً إذا كانت الكمية كبيرة وقاربت من انتهاء الصلاحية!!

أكتفي بما أقتنيه اليوم - والحديث لفيصل - وأود أن أنوه على نقطة لا تقل أهمية وهي عن دور وزارة التجارة في مكافحة الغش التجاري الذي أدى للعديد من المشاكل التي قد تؤدي حال استمرت لصعوبات قد تعيشها أسرة تبحث عن لقمة عيشها!! وهنا يكتفي فيصل بما اشتراه،، وتنتقل (الجزيرة) لمرافقة مواطن آخر

أكتفي بالمنتجات القمحية!!

حيث يقول المواطن الذي طلب عدم ذكر اسمه: وأنا رب لأسرة تتكون من ستة أشخاص ودخلي الشهري لا يتجاوز الـ 3000 ريال، غير أني لا أستطيع مجاراة هذه الارتفاعات، وأضاف: أنني أكتفي بالعشر الأواخر من كل شهر بالخبز والمعلبات إلى أن يأتي راتبي الذي أقوم فور حصولي عليه بشراء ما قد يرضي بخاطر أبنائي ويكفيني نظراتهم المشفقة!!

وبعد هدوئه أكمل وقال: انظر لهذه الورقة وقارن (يقصد بها ورقة المشتريات).. خضراوات،، زيوت طعام،، لحوم،، أرز،، سكر،، فاكهة.. كنت أقتنيها وتفيض إلى نهاية الشهر بما يقل عن 450 ريالا فقط.. والآن ضعفها قد لا يكفي!!

وأثناء جولتنا بادرني المواطن بالسؤال: من المسؤول عن هذه الارتفاعات؟؟

كنت قبل زيادة الرواتب أقتني مستلزمات تكفيني إلى نهاية الشهر والآن!!

وهنا يتوقف المواطن عن حديثه وتكاد تشعر وأنت تشاهده بغصة تبدو على محياه، ويقول: الأرزاق بيد الرزاق،، وكلي أمل في أن تعود الأسعار كما كانت فنحن في بلد خير ونعمة وقبل كل هذا بلد إسلام وسلام، فكلي أمل بالقيادة الحكيمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين التي دأبت في الوقوف جنباً إلى جنب مع المواطن بكل ظروفه وعايشته همومه للحصول على حياة كريمة ومساعدته للعيش في رفاهية تامة، وهذا ما تسعى إليه دائماً حكومتنا الرشيدة أيدها الله.

أشتري بالحبة.. ولا أكترث بارتفاع الأسعار!!

وهنا يستوقفنا أحمد السيد وهو مقيم مصري الجنسية ويعمل طبيب أسنان وبمداخلة منه يقول فيها: معي 100 ريال وتكفيني إلى نهاية الشهر!!

ويضيف: لماذا تعطون الأمر أكثر من حجمه!! ولماذا نقوم بشراء كل ما تشتهيه النفس؟

أنا أقوم بالشراء بالحبة وهذه - يشير إلى فئة 100 ريال - تكفيني وأسرتي خضار وفاكهة الشهر كله!!

سكر.. لماذا أشتري 45 كغم؟ - والحديث لأحمد - أشتري كيلوا واحد فقط.. ويضيف.. لماذا أشتري 45 كغم من الأرز؟ اشتري 5 كغم وتكفيني لنهاية الشهر.!! لماذا أشتري كرتونا من الدجاج؟ أشتري خمس دجاجات تكفيني لعشرين يوماً!!!

ولكنه عاد واعترف بأن هنالك موجة غلاء بالأسعار وهو ملاحظ في عدد من الأسواق ليس فقط بالسعودية.. فمثلاً عندنا في مصر أيضا ارتفاع في الأسعار.!!

سوق الأسهم أثرت على السكر!!

وإيماناً منا بضرورة الوقوف على الرأي والرأي الآخر فقد التقينا مع العم أحمد صاحب محل للبيع بالجملة الذي أكد على أن الارتفاعات لا تعدو كونها طبيعية وقد أخذت حيزاً من الاهتمام المبالغ فيه!!

وقال: مثلاً الأرز نجد سعر الجيد منه لا يفرق عن تسعيرته السابقة سوى بعشرة ريالات أو أقل بقليل، بالإضافة لتعدد الخيارات لدى المستهلك باقتناء ما يريد.

وعن الموجة التي شهدتها سوق الخضار والفواكه أضاف: هي مرحلة لم نعشها نحن فقط بل عايشها العالم بأسره نتيجة لموجات البرد التي عمت علينا وكانت مرحلة مؤقتة استطاع خلالها المسؤولون إعادة الأسعار لما كانت عليه، وهذا شيء نشهده في كل شتاء.

وعن اختلاف الأسعار بين محل وآخر ولو بمنتج واحد،، قال: هذه هي التجارة وكل تاجر له حدٌ أعلى لا يستطيع تجاوزه وحدٌ أدنى هو حرٌ فيه، وقد يتخذ الأسلوب الأخير لجلب الزبائن له.

وفي نهاية حديثه لم يخف ملاحظته عن قلة الزبائن خلال هذه الأيام، وقال: يبدو أن سوق الأسهم لها الأثر البالغ حتى على السكر!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد