مصدر بأرامكو: خلل في مصفاة الرياض جعلنا نستعين بوسائل النقل القديمة
منذ أيام ومزارعو منطقة القصيم يعانون من نقص في وقود الديزل مما أوقعهم في حيرة وقلق على مآل ومستقبل مزروعاتهم التي بنوا عليها آمالاً في تسديد ما عليهم من أقساط، فالبعض منهم يمتلك الأرض الزراعية لكنه لم يسلم من القروض، والبعض الآخر لا يملك الأرض بل إنه مستأجر ومقترض في آن واحد، وإذا فقد الوقود تعطلت ماكينة تشغيل محاور الرش والسقيا، وبذلك قد يخسر المزارع جهد شهور من الكد والعناء ولن تبقى له من معاناته سوى أقساط في رقبته يلزمه تسديدها.
جهود حكومية
يقول المزارع إبراهيم العبدالرحمن من محافظة البكيرية بالقصيم إن حكومتنا الرشيدة - أعزها الله - قد عملت العام الماضي على تنفيذ مشروع من شأنه تشجيع ودعم المزارعين وحثهم على المزيد من الجهد والعطاء، وذلك عبر صرف الإعانات الزراعية لدعم إنتاج القمح وكذلك الأسمدة والوقود، وهو ما كان محل رضا وسرور المزارعين، وكان دافعاً لهم لمزيدٍ من السعي مضاعفة الإنتاج حتى ان بعضهم لجأ إلى استئجار أراضٍ إضافية وعزز قدراته بالقروض البنكية او بالإيجار على أن يسدد قيمة الإيجار بعد إنتاج المحصول وبيعه، وهكذا يكون المزارع قد دخل في تجربة ناجحة اقتصادياً.. لكن - كما يقول أبو عبدالرحمن - هذه التجربة تصطدم بعوائق مفاجئة مثل مسألة شح وقود الديزل الحاصلة الآن ويحاول المزارعون مواجهتها بعقلانية ولكنهم لم ينجحوا حتى الآن بعد مضي عدة أيام.
أيام الشربة
حين تبدأ سنابل القمح وحبيباته تميل إلى النمو والاكتمال فإنها تحتاج إلى مزيدٍ من الماء وباستمرار، وهذا يستدعي تشغيل مكائن الضخ باستمرار لعدة أيام وتدوير محاور الرش والسقيا على مدار الساعة وان لم يتم ذلك فإن محصول القمح مهدد بالتلف وضياع الجهود، وهذه الفترة تسمى عند المزارعين بالمنطقة بأيام الشربة.. ويؤكد كثيرٌ من المزارعين بالمحافظات أن رشاشاتهم المحورية تعمل لمدة 36 ساعة في الأيام العادية لتتم دورة السقيا الكافية، غير أن العارفين يشيرون إلى أن المدة تزيد وتنقص حسب نوع الرشاش ودرجة دورانه ونوعية التربة فهي كلها عوامل لابد من مراعاتها لاكتمال السقيا.
السوق السوداء
محطة تسويق الوقود بمنطقة القصيم أخذت مبدأ عدم الرد على هواتف المتصلين للاستفسار عن مدة نقص الديزل وانقطاعه، وربما لها مبرراتها وظروفها، لكن المزارع وهو يعاني هذا الهم قد لا يجد عذراً لعدم الإيضاح والتبرير ولو لجبر الخاطر، فالإيضاح أفضل من الصمت وعدم الرد على المراجعين أو المتصلين هاتفياً.. ولأن الموسم في عزه وعلى أشده وقلق المزارعين يتزايد يوماً بعد يوم فقد لجؤوا إلى البائعين في السوق السوداء ممن يجلبون الديزل من مناطق أخرى وبأسعار مضاعفة قبل الأزمة إيجار النقل من محطة القصيم إلى المزرعة كان يساوي 200 ريال بينما تعدى الآن 130 ريالاً، وبعض هؤلاء الباعة وافدون، وقد استثمروا هذه المشكلة بمزيدٍ من جني الأرباح والمبالغة في رفع السعر حتى ان بعضهم يغري المزارعين ويعدهم بجلب حمولات عبر شاحنات كبيرة على أن يدفع المزارع قيمة الشراء المضاعفة من السوق السوداء أو قيمة النقل وسرعة التأمين من منطقة أخرى وهما أمران أحلاهما مر، إذ لابد للمزارع أن يدفع مجبراً لشخص يعرف أنه يستغل وضعه.
الخسائر كبيرة
فيما لو استمر هذا الوضع لأسابيع فإن خسائر كبيرة محتملة ستلحقه بمزارعي القصيم تضاف إلى خسائرهم جراء موجة البرد القارس الذي غطى المنطقة مؤخراً وأضر بالمحاصيل، وأصوات المزارعين تتجه الآن الى أصحاب الشأن ومتخذي القرار من المسؤولين خصوصاً في مديريات الزراعة المعنية بأمرهم، وكذلك محطة توريد وتسويق الوقود والمنتجات البترولية بالمنطقة، لإيجاد حلول عاجلة تنهي هذه المعاناة وتتدارك ما سيقع من خسائر لا قدر الله.
خلل مصفاة الرياض
إلى هنا أكد مصدر مسؤول في شركة أرامكو السعودية أنه فعلاً تعيش منطقة القصيم أزمة كبيرة في وقود الديزل موضحاً أن هناك خللاً في مصفاة الرياض للصيانة مما أثر سلبا في كمية الوقود وبالتالي المنتج وقد تمت الاستعانة بوسيلة النقل القديمة وهي (الشاحنات) من ينبع لعدم جدوى وسيلة (البيب) من الرياض كما ألمح المصدر أن تخفيض سعر لتر الديزل في العام الماضي جعل الكثير من المزارعين يزيدون المساحة الزراعية والعودة لها، الأمر الذي لم تضعه شركة أرامكو - للأسف في الحسبان - مفيداً أن المخزون في القصيم استنفد وكذلك قلة الإمداد من محطة الرياض عبر (البيب) الذي يبدأ من رأس تنورة مروراً بالرياض.