كلما تابعت برنامجاً تلفزيونياً تطرق فيه الضيف إلى نقطة (شائكة) تتلبسني حالة من الهوس، توقظ حواسي، وتستفز مشاعري، وتكسوني بحلم التمني، بأن أكون مكان مقدم البرنامج، لأشبع هذه الجزئية مما ضج بعقلي من تساؤلات. قفزت هذه الحالة إلى نفسي عندما، قدمت (الإخبارية) الأسبوع قبل الماضي، برنامجا رياضياً تحت مسمى (قضايا في الوسط) وخصصت الحلقة لمناقشة قضية الاحتراف، وتمت استضافة د. صالح بن ناصر، وتدخل هاتفياً، أثناء الحوار، اللاعب الدولي السابق فهد الغشيان.
أبرز نقطة دار حولها الحديث (من وجهة نظري) هي عندما قال الغشيان (فشل احترافي الخارجي آنذاك هو سبب إداري بحت، وهو أن تاريخ ميلادي في جواز السفر الخاص بي هو عام 92 بينما تاريخ ميلادي في جوازي الآخر الذي هو لدى الرئاسة وأشارك فيه مع المنتخب فإن ميلادي فيه 93 ولذلك فقد حسبوا أني مزور التاريخ). انتهى كلام الغشيان (الخطير) في تلك الحلقة، ولكن المفاجئ هو أن الدكتور صالح بن ناصر لم يعلق على هذه الجزئية الهامة، ولم يوضح موقف الرئاسة من قضية تغيير تاريخ ميلاد الجواز الذي بحوزتها ومن المتسبب في تغيير ملامح الحقيقة في وثيقة رسمية! ولا سيما أن ابن ناصر أحد أركان الرئاسة العامة لرعاية الشباب! (ببساطة، مَنْ الذي زور التاريخ، من حقنا أن نعرف، فقط كي نحقق الشفافية).
(فقه الاحتراف)
* نتشدق بالحديث عن الاحتراف صباح مساء، ونحن (للأسف) لم نهيئ له البنية التحتية!
* كيف نطبق الاحتراف وهو فاقد لركنه القويم (التمويل الاقتصادي الذاتي). وكيف نطلب من الأندية أن تحلق في عالم الاحتراف وهي مكسورة الجناحين! كيف يبدع اللاعب وهو لم يتسلم ريالاً واحداً منذ 8 أشهر! وكيف يستطيع اللاعب أن يكفل لنفسه حياة كريمة في ظل هذا الوضع الراهن!
* كيف نتحدث عن تطبيق الاحتراف بمفهومه العالمي ونحن لا نملك الكوادر الكافية المختصة بعلم الإدارة الرياضية، وأساليب عملها، ونظم تفاعلها مع الأفراد؟.
* كيف نتحدث عن تطبيق الاحتراف ونحن لم نثقف لاعبينا بمفاهيم علوم الصحة الرياضية ومستلزمات الحفاظ على بنية رياضية سليمة؟.
* كيف نتحدث عن تطبيق الاحتراف وجل الأندية ليس فيها مسؤول احتراف! بل إن بعض اللاعبين يوقعون على عقود يجهلون دلالاتها القانونية؟!
* كيف نتحدث عن الاحتراف ونحن لم نلقن لاعبينا أساسيات علم النفس الرياضي وكيفية التعاطي والتكيف مع الظروف المحيطة باللاعب ومن ثم التغلب عليها؟.
* كيف نتحدث عن الاحتراف ونحن لم نعلم لاعبينا القيم التربوية في الرياضية، وكذلك علوم الحركة داخل الميدان الرياضي؟.
* كيف نتحدث عن الفكر الاحترافي والوعي به، وشريحة كبيرة من اللاعبين لا يزالون يتعاملون بتعالٍ وغرور مع الإعلام المحلي وكأن كل واحد منهم لامس مجد زيدان؟! كيف وكيف وكيف...
(التسول الرياضي)
لنفترض، أن مجموعة الأثرياء (أعضاء الشرف) أوقفوا دعمهم للأندية، ما الذي سيحل بالحركة الرياضية! بكل بساطة، ستنهار وتصبح الأندية (على الحديدة). لماذا نجعل سير عجلة الحياة الرياضية رهن إشارة التجار، ولماذا نحول لاعبينا الذي نعتز بهم إلى متسولين ينتظرون (شرهات) ذاك العضو أو (منحة) هذا التاجر؟.
(الانتخابات أو الطوفان)
أولى خطوات الإصلاح الرياضي لا بد أن تنطلق من تنظيم انتخابات (نزيهة) لكافة الاتحادات الرياضية، ومحاسبة كل اتحاد مقصر، وفرض أساليب الاستجواب، والاستقالة، وحجب الثقة من كل مسؤول لا يقوم بواجباته. وكذلك لا بد من إشراك الجماهير الرياضية في صياغة المشروع الرياضي الوطني عبر استحداث الآليات المناسبة في مؤسسات المجتمع المدني.
(خطوة للوراء)
المتابع للوائح تصنيف أفضل المنتخبات العالمية والأندية، على المستوى الدولي أو القاري، فإنه سيلحظ كيف تراجع ترتيب منتخبنا الوطني على المستوى الدولي، وكذلك تأخر وتراجع أنديتنا عن أفضل 10 أندية آسيوية!
(مفارقة)
يعاقب الاتحاد السعودي لكرة القدم اللاعب لأنه حلق شعره بطريقة يختارها لنفسه (وهذه حريته الشخصية) ومع ذلك نجد الاتحاد السعودي لا يعاقب الأندية التي تؤخر رواتب لاعبيها أشهراً طوالا وتقطع أرزاقهم!
مذيع بالقناة الرياضية
dmr_777@hotmail.com