Al Jazirah NewsPaper Friday  02/03/2007 G Issue 12573
رأي الجزيرة
الجمعة 12 صفر 1428   العدد  12573
ْإنفلونزا الطيور على الأبواب!

الوقاية من المرض خير من علاجه، هذه النصيحة الطبية التقليدية يجب أن تكون عنواناً لمكافحة إنفلونزا الطيور. فلابد من وجود تعاون دولي يشمل إنتاج اللقاحات اللازمة لتحصين الطيور وتوزيعها على نطاق عالمي، وتوفير الأقنعة الوقائية والمبيدات عدا عن ضرورة توفير العقار الناجع لعلاج المرض وبأسعار معقولة. كما يجب تكثيف الدراسات في مجال مكافحة الفيروس. وقبل كل شيء أهمية انتشار ثقافة الوعي وليس ثقافة الذعر كي تتمكن المجتمعات من السيطرة على هذا المرض سيطرة تامة.إن إنفلونزا الطيور أخذ يعود مجدداً بعد أن هدأ نسبياً في الأشهر الأخيرة. لكن عودته الموسمية هذه المرة ليست بعيدة وإنما بات قاب قوسين من حدودنا. ولذلك لابد من دقِّ ناقوس الخطر واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لمنع هذا المرض القاتل من اختراق جبهتنا الصحية.لقد أعلنت الكويت عن اكتشافها عدة بؤر لهذا المرض في الأيام القليلة الماضية، وآخر الحالات المكتشفة تم العثور عليها في منطقة الوفرة الزراعية على الحدود الكويتية السعودية. وفي مصر التي بها نحو مليار طير داجن تقوم بتربيتها في المنازل نحو 4.5 ملايين أسرة، سجلت حالة إصابة بشرية جديدة لتصبح الحالة الثالثة والعشرين منذ ظهور هذا الفيروس في البلاد. وعلى الرغم من الجهود الوقائية التي تقوم بها الحكومة المصرية إلا أن مصر تعد من أكثر دول العالم إصابة بمرض إنفلونزا الطيور، وهذا يعني أن الجهود الوقائة لن تكون سهلة، وتتطلب مستوى عالياً.

والمملكة ولحماية للمواطنين والمقيمين قامت باحتياطات أولية كمنع استيراد الطيور من البلدان المصابة، درءاً لانتقال العدوى إلى داخل البلاد، لكن المشكلة أن الفيروس القاتل قد ينتقل عبر الطيور المهاجرة والتي لا تعرف حدوداً، ولا تقف عند نقاط التفتيش، أو تمر عبر الجمارك، وبالتالي، فإن مصادر الخطر متعددة. وهذا يتطلب زيادة في الوعي لدى المتعاملين مع هذه الكائنات التي تحولت بسبب المرض من كائنات لطيفة ووديعة إلى كائنات مريبة!

المرض لم يتحول بعد إلى وباء بشري، ولكن منظمة الصحة العالمية لم تستبعد هذه الفرضية المرعبة. وقد قالت المنظمة عبر مديرها الإقليمي لشرق البحر المتوسط (أثناء انتشار وباء الإنفلونزا بين البشر فإن إنتاج وإرسال اللقاحات سيستغرق وقتاً والمتاح من الأدوية المضادة للفيروس سيكون محدوداً). وهذا يعني أن الاستعداد له يجب أن يبدأ إن لم يكن قد بدأ بالفعل.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد