السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم الكاتب والصحافي الرياضي الزميل الأستاذ سعد المطرفي فماذا قال..
* أين حظ الوحدة وهمومها من كتابة مقالاتك هذا الموسم؟
- على الدوام العلاقة بين (عسل) وربما الكثير من مقالاتي أحدثت تغيرات مفيدة في مسار الوحدة فمن يأتي إليها يدرك أنني أكتب عن كل ما فيها بتجرد وصدق وواقعية ولمصلحة عامة وليس لي أي مقاصد خاصة قد أحاول تمريرها كلما فتشت في همومها أو صفقت لنجاحاتها، وهذا الموسم أعترف أنني لم أتطرق إليها كثيرا في مقالي (الرأي الآخر كل صباح أحد) إلا من باب الإصلاح ومن باب مداراة (عين الحسد) عن نتائجها، وأنا لدي قناعة واضحة وقلتها للمعنيين بالأمر في مجلسي الإدارة والشرف في لقاءات عدة تمت بيننا بأن المبالغة في مدح الفريق وإغداق الثناء عليه إعلاميا مع بداية هذا الموسم قد يؤثر على نتائجه ومن الأفضل أن يسير في تقديم عروضه الرائعة وانتصاراته بهدوء حتى يحقق بطولة أو يقتحم المربع أو ينتزع الصدارة؛ لأن معظم لاعبيه شباب وتنقصهم خبرة التعامل مع الأضواء الثقيلة، الأمر الذي قد ينعكس سلبا على أدائهم ومن ثم على مسار الفريق ككل، وهذا السؤال يتكرر معي باستمرار بل أن الكثير من لاعبي الوحدة يطالبونني بمقالات عن فريقهم باستمرار وآخرهم علاء الكويكبي وعيسى والموسى وعساف والهزاني قبل أيام مضت عتبوا عليّ في هذا الجانب فقلت لهم كل شيء كلما كان في وقته كان مناسبا، وانتصاراتكم ستكون أبلغ من أي كلام آخر، وهذا ما يجب أن يكون المهم أن تستمروا في انتزاع النقاط وتواصلوا هذا الإبداع وهذا الأداء الملفت وهذه الروح الحقيقية في تأكيد أن الوحدة قادرة على تحقيق البطولات وربما (أزيدك من الشعر بيت) أنني كنت أفضل أن يوجه النقد للفريق من أي طرف ليزداد حماسه وقدرته على الثبات الأدائي.
* ظهر وتألق المعلقون من بين إعلامي مكة المكرمة بينما ما زال الصحافيون غائبين عن الساحة لماذا؟
- هذا (الحكي) ليس صحيحا فهنا صحافيون كثر ومبدعون في مكة المكرمة، لكن المشكلة أن معظمهم غير محترف والخيارات المتاحة أمامهم ما زالت محدودة جدا؛ أما العمل في الندوة عبر مركزها الرئيسي وهذا الأمر يبدو غير مشجع ولا أعرف إذا كان الحال قد تبدل لاحقا أم لا.. أو أن عليهم الالتحاق بالمكاتب الفرعية للصحف الأخرى كمراسلين، وهذا ما حدث مع الكثير من المبدعين منهم فمن يصدق أن أحمد الحربي وفارس العتيبي يعملان خارج المراكز الرئيسية وسلطان الزويهري وعبدالرحيم الثقفي وصالح العرابي هجروا الصحافة الرياضية دون مقدمات، ورغم كل ذلك تقريباً الآن هناك عدد آخر منهم قرر الانتقال إلى جدة وبدأوا في إثبات نجاحاتهم داخل المراكز الرئيسية ومنهم فواز الشريف وهاني الغامدي وأحمد المغربي وجمال مغربي ولو كانت هناك أكثر من صحيفة في مكة المكرمة صدقني لغيرت رأيك فالمسألة حوافز ومبدعين ومناخات عملية صحية.
* يقال بأنك كنت على وشك تسلم إدارة التحرير في الملاعب الرياضية ولكن ضغوطا اتحادية أبعدتك عن هذا المنصب وما مدى صحة هذه المقولة؟
- نعم، كان هناك اتفاق على أن أتولى الملاعب وفق خطوة تطويرية لم نتطرق إلى تفاصيله بعمق نهائي ربما كان أبرزها إمكانية تحويلها إلى جريدة يومية مع إبقاء طابعها الاتحادي، كما كانت عليه من قبل أن يحولها زميلي منصور البدر إلى أهلاوية أكثر مما ينبغي، لكن يبدو أن التسريبات المتعلقة بقدومي لم ترق لبعض الاتحاديين ، وعلى العموم شخصيا لم أخسر شيئا والملاعب ستكبر متى ما قرر المسؤولون عنها إحياءها بشكل جدي لمواكبة الواقع والتحولات التي حدثت من حولها.
* ما أسباب ابتعادك عن رئاسة القسم الرياضي بالندوة.. اشرح بوضوح وبالتفصيل؟
- ليس هناك سبب جوهري فأنا أعتقد أنني حينما قبلت بالمهمة كنت على قدر كبير من الشجاعة ويكفي أنني حينما غادرت الندوة بإرادتي لم يقبل الدكتور عبدالرحن العرابي باستقالتي إلا بعد مضي شهرين من غيابي وتمسكي بها؛ فقد جئت للقسم وهو في وضع مزرٍ للغاية، ولك أن تتخيل أنه كان أشبه بمستودع صغير لا تتجاوز مساحته الأربعة أمتار مربعة وليس لديه فريق عمل ولا أرشيف ولا حتى علاقات جيدة مع كل الأندية بما فيها الوحدة ولا يسمح بدخوله إلا لشخصين فقط والمغامرة لإنقاذه كانت بحاجة إلى جهد مضاعف وتحتاج إلى قرارات جريئة وجديدة، وقد فعلت ذلك فمنعت من رأيت أنهم سببا في حالته المتردية وسوء وضعه من الكتابة فورا، وسرحت من رأيت أن تسريحه أفضل من بقائه واضطررت إلى تغيير موقعه وفتح كل صفحاته لمن كل يملك القدرة على تقدم ما هو مفيد للناس، وألغيت نظرية القدح والردح التي كانت قائمة واستقطبت عشرات الكتاب والصحافيين والدكتور عبدالرحمن العرابي كان بالتأكيد في تلك الفترة متفهما لرؤيتي وخير معين لتنفيذها؛ لأنه مؤمن بأن الصحيفة التي ليست لديها صفحات رياضية جريئة وجيدة تظل مترهلة وهزيلة وقد حققت نجاحات غير مسبوقة حينذاك وأرقام التوزيع والإشادات خير شاهد، ثم انتقلت للقسم السياسي وعملت فيه عدت مرة أخرى إلى الاستقالة للتفرغ للدراسة وأعمالي الخاصة، ومن ثم عملي الأساسي ولولا قراراتي بإعادة فلترة وهيكلة القسم الرياضي في تلك الفترة لظل كما هو عليه حتى الآن؛ لأنني تركته من الناحية المهنية مؤسس بشكل عملي، ولا أخفيك سراً فعلاقتي بالندوة انقطعت تماما منذ ذلك اليوم حتى الآن رغم علاقتي الجيدة برئيس تحريرها الحالي الخلوق الأستاذ هشام كعكي.
* كتبت مؤخراً في الرياضية أزمة وتعدي (العلاقة بين الهلال وأمين اتحاد كرة القدم أصبحت متوترة جدا أكثر مما مضى ولا بد من حل) ما هو الحل بنظرك؟
- من باب الإنصاف لا بد أن يكون هناك حل، وهذا الحل ليس بيدي، ولكنه تأكيدا بيد من بيدهم الحل والربط في هذا الشأن، لأن فيصل عبدالهادي بكل أمانة تجاوز حدوده وأصبح يناصب الهلال العداء على المكشوف وكأن هناك حسابات قديمة يجب تصفيتها بين الطرفين وسيستمر ويتمادى ما لم يجد محاسبة صارمة ودقيقة من قبل المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب لأن المسألة ليست متوقفة على نقطة خلاف واحدة بل أصبحت سلسلة من المتناقضات والمعايير الازدواجية الموجهة ضد الهلال تحديداً، ويكفي ما قاله المهندس سلمان النمشان مؤخراً عن التقسيم كشاهد على الحقيقة فأنا أعرف فيصل جيداً وأعرف مشاعره باتجاه الهلال وباتجاه لاعبيه خصوصاً نواف التمياط الذي طلب منه ذات يوم زيارة دار رعاية الأيتام بالشرقية حينما كان مديراً للمنتخب وذلك بهدف تحفيزهم ودعمهم ومواساتهم فتعذر وماطل وهو يدرك أن نواف من أشد اللاعبين حرصاً واهتماماً على زيارة مثل هذه المؤسسات الاجتماعية وهذا سطر من فصول طويلة في العلاقة الحادة التي ينتهجها ضد الهلال لذلك مواقف فيصل ليست وليدة اليوم مع الهلال ولاعبيه بل هي قديمة والرجل لا يستطيع التحرر منها أو تناسيها على الأقل تقديراً للثقة الممنوحة إليه ومن باب تحقيق المساواة بين كل الأندية ومن أجل أن يحقق شيئاً من النجاحات التي يفترض أنه قبل بالمهمة من أجلها ولكي لا يقول قائل إن النجاحات ليست مرتبطة بناد ما ولكنها حتماً مرتبطة بعدالة التطبيق والعمل بشكل ودي وحميم من أجل المصلحة العامة ففيصل كمسؤول عن أمانة اتحاد كرة معني بكل الأندية، والمبررات التي يقدمها الرجل للرأي العام نصفها متناقض والنصف الآخر غير مقنع وشخصياً لست متحاملاً عليه ولكنني أطمح في أن يصل الطرفان إلى حل توفيقي لأن الهلال ليس من كوكب آخر كي يعامل بهذه الطريقة وليس في معزل من الناحية القانونية إذا ما قرر يوماً ما اللجوء إلى ديوان المظالم لإنصافه طالما هناك لوائح وتنظيمات وشرعية تجيز له ذلك غير أنني لا أفضل أن تصل الأمور حتى الآن إلى هذه النقطة في ظل ثقة الإدارة الهلالية في إنصاف الأمير سلطان بن فهد وسمو الأمير نواف بن فيصل للهلال كناد مما يتعرض له من عقبات على يد الأمين العام لاتحاد الكرة.
* أبناء مكة المكرمة على مشارف لقب جديد من خلال التنافس القوي على بطولة الدوري هل تتوقع حصول الوحدة على اللقب؟
- في كرة القدم كل شيء ممكن طالما هناك استراتيجيات عمل واضحة والوحدة كناد من الناحية التاريخية يعد بطلاً ليس في لعبة واحدة بل في كثير من الألعاب وهذا الموسم من المفترض أن يحقق الفريق بطولة ولكن بنسب أقل مما يجب في الموسمين القادمين لاعتبارات عدة أهمها نضج تجربة لاعبيه وتطور مستوياتهم فهذه المجموعة التي نجح في صناعتها من سنوات جمال تونسي وقدم لها الكثير على حساب صحته وماله ووقته أصبح يتوفر لها من المحفزات ما لم يتوفر للكثير من لاعبي الوحدة خلال الخمسة أعوام الماضية. واسمح لي أن أكشف لك بعض الأسرار التي تحيط بالفريق وتقف خلف انتصاراته ونجاحاته هذا الموسم فرئيس أعضاء الشرف الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز سلمه الله ومتعه بالصحة والعافية مهتم جداً بأوضاع النادي ككل والفريق تحديداً منذ بداية الموسم إلى درجة أنه يطمئن هاتفياً على أحوال النادي بصفة دائمة من خلال اتصالاته المستمرة مع جمال تونسي حتى أنه عندما أصيب عيسى المحياني في مباراة الأهلي ونقل للمستشفى اتصل به ليطمئن على صحته من باب حرصه على أبنائه اللاعبين وحرصه على إسعاد أهل مكة المكرمة وحفيده الأمير عبدالعزيز بن فيصل بن عبدالمجيد من المتابعين عن كثب لمباريات الفريق وهناك دعم مادي كبير جداً يقدم من قبلهما من حين لآخر وهناك دعم شرفي أيضاً غير مسبوق يقدم للفريق من مباراة لأخرى ثم إن هناك كذلك استقرار إداري وفني ومجموعة من اللاعبين المميزين وجمهور بدأ يدرك قوة فريقه ويعود للمدرجات فما الذي يمنع الوحدة من تحقيق لقب هذا الموسم أو الذي يليه؟ شخصياً لا أرى أي عائق يقف أمام هذا الطموح وهذا الهدف والمباريات القادمة إن شاء الله ستثبت ذلك لكي تكون هذه البطولة من أجمل الهدايا التي يقدمها الوحداويون للأمير عبدالمجيد حفظه الله بعد عودته سالماً وأنا على ثقة من أن إدارة جمال تونسي واللاعبين وكل الشرفيين المحيطين بالفريق حالياً يسعون لتحقيق هذا الهدف فخالد المطرفي عضو الشرف الداعم أعلن أنه سيقدم مكافأة تأهل للنهائي غير مسبوقة على مستوى المكافآت التي قدمت للاعبي الأندية حتى الآن المهم أن (يشد اللاعبين حيلهم) فيما تبقى من المباريات.
* يقول الزميل جبر العتيبي إن الصحافة الأهلاوية تتميز عن مثيلتها الاتحادية ب(الاستقلالية) ويرد الزميل عثمان مالي بقوله (وأين هي الصحافة الأهلاوية؟).. ما هو تعليقك؟
- لا يعنيني رأي كلا الاثنين رغم اعتزازي بالصداقة التي تربطني بهما.
* ماذا تقول لهؤلاء؟
- فوزي خياط: أسأل الله أن يحسن خاتمته فليس لدي أكثر من الدعاء الصادق له فرغم اختلافي معه في الكثير من الموقف لال انه يحتاج الى الدعاء منا.
- عادل عصام الدين: عادل مع أصدقائه ومع أهل بيته لكنه غير عادل مع نفسه فهو مبدع ومفكر ويملك رؤية صحيحة للأشياء تتمنى لو أن كثيراً من الناس مثله في شفافيته وصدقه وحسن نواياه لكنه غير حذر من المستقبل.
- عوض رقعان: يجب أن ينأى بنفسه عن المواقف الرياضية غير الجيدة وذلك من باب (الميانة) لكي لا يخسر الكثير.
- جمال تونسي: لا عليك يا رجل فقافلة الانتصارات ماضية.