بتنا الآن أمام كأس الملك عبدالعزيز في نسختها التاسعة.. إنها نسخة (غير) منعطفها الحاسم نحو المجد والتاريخ والتملك الأبدي.
|
هي (غير) لأن الأسئلة التي تشهق الحناجر وهي ترددها تتمحور فيمن يزف الليلة.. هل يزف فريق الأحلام البيضاء بنجومه الكاسحة ليصطاد الفرصة التي طال انتظارها؟
|
يقول الكثيرون ان الثالثة (ثابتة) وفي عرف الخيل لا معادلات والحسم هو خط النهاية.
|
سؤال آخر تشهق به الحناجر. هل تفتح الأمسية الكبرى وختام بطولات الموسم العملاقة ذراعيها وكل بريقها من ألوان الذهب والنوماس لمهور الأبيض.. تلك المهور التي لم يبق لها سوى اللمسة الثالثة لتمتلك دربي كأس الموحد.
|
نعم كأس الكؤوس حلم مشروع يداعب كل أجفان المنافسين، والأبيض كاد أن يحقق هذا الإنجاز مبكراً، وكان ذلك مع انتقال السباقات لميدان المؤسس عندما فاز بها طالع الذهب مرتين متتاليتين، لكن المنافس التقليدي الذهبي أوقف ذلك المد عندما تصدى مرخان للبطولة وقطع على الأبيض (الثلاثية الذهبية) فهل يعيد الأزرق بأنا لها والأسعد ما فعله مرخان؟ وهل يكون ندا رضوان الأحمراني عريس الليلة؟ وهل يصدق الأخضراني مصدق.
|
في سباق الليلة كل الطرق تؤدي إلى الذهب، ولكنها طرق وعرة.. صعبة أسهلها وأصعبها وأقربها لفريق الأحلام البيضاء.. ولترسانة نجومه التي تأهلت لهذه البطولة وكأنها تطلق منذ بدايات الموسم الإنذارات (اللاهومية) والمتتالية بأن امتلاك الكأس بات وشيكاً وقريباً بأكثر مما يتصور البعض.
|
صعب جداً حتى على عتاولة وفطاحلة المدربين أن يختاروا جواداً بعينه ومرشحاً وحيداً في سباق الليلة صحيح إن الرؤية الترشيحية تدور حول مهور الأبيض، ولكن من يكون البطل بينهما وصحيح أن مقولة كثر جيش يطلع فارس قد تصيب خط نهاية الذهب ولكن الأصح أن مسافة سباق الليلة (الميل) تبقى الفخامة (الأبهى) التي تكسو الرؤية الترشيحية شيئاً من الغمام المبشر بهطول المطر، في حين يبقى موقع الهطول للرذاذ الهتاني أمراً صعباً تحديده. سيناريوهات السباقات الماضية كانت مزيجاً من الخطط التكتيكية وغيرها لم يكن بحاجة إلى خطة ومساندة. وفي العام الماضي وفي هذه الزاوية تحديداً وفي نفس يوم البطولة كان عنوان ما كتبناه أن السباق سيكون سباق (جوكيه).. وبالفعل جاء الجوكي (الطاير).. العالمي فرنكي ديتوري ليحسمها تحت (نشاط) في الرمق الأخير بعد أن كاد يفعلها بطلها الأزرق المتحد ومباغت في أمسية كان عنوانها الحضور اللافت للمتحد ومباغت، لكن النهاية السعيدة كانت ثنائية بيضاء ويتوقع نشاط.
|
والليلة.. أين سأضع عنوان المقال ومفتاح الفوز؟ للجواد الذي يمتلك مقومات المغوار الذي لا يعرف اليأس والذي يسميه أهل الخيل في عرفهم بالجواد (المحارب) أم لجياد المبادرة المبكرة (وهو أمر مستبعد في رأيي الشخصي)؟ أم يكون العنوان للجياد التي تلفت الأنظار بانطلاقة ومباغتة، أقرب منها التصاق المسافة وخط النهاية.
|
وما أتوقعه أن كشف النقاب عن البطل المنتظر سيتم في الـ50م الأخيرة والكثيرون يتوقعون أن تطغى الألوان البيضاء على ما سواها في المراكز المتقدمة (الخماسي الذهبي).
|
وبالنظر إلى أسماء نجوم (الأبيض) فكل واحد منهم يراهن على الذهب، وكل واحد منهم يقول الكأس عندي.. وإن كنت أرى (عادل) وبشكل ذكي ومباشر.
|
لكن لابد من التأكيد والقول أن المؤشرات تدل على أن الأزرق يجيد التعامل مع النهائيات بثقافة احترافية طبقها في النهائيات وتمرس عليها وقطف ثمارها السداسية بشهية مفتوحة وغير مسبوقة وإن كنت أتحفظ على طريقة مدرب الأزرق الحالي وعدم إجادته تطبيق تلك المهنية مع نجوم الأزرق بتلك الدقة التي كان عليها سلفه جيري بارتون وتبقى حظوظ الأحمراني ندا رضوان وكل مقومات التحضير الخفية والذكية تجدها عند القدير فيحان ومهمته صعبة نتنظر مصدق وربما يحقق الناموس ولد عقاب المانوس.
|
عموماً أقف وقفة إجلال وتقدير لكل مدرب استطاع تأهيل جواده لتاج البطولات وبنظامها التأهيلي والنقاطي نحو بطولة يبقى الاسم الأجمل لها (صفوة النخبة).
|
ختاماً أتمنى أن يعكس سباق الليلة الوجه المشرق لصناعة الإنتاج السعودي بتقديم مستويات مقرونة بأرقام وأزمنة رائعة لمسافة الميل بالميدان السعودي مع الأمل بأن يكون للمنتجين السعوديين حضور بارز في موقعة دربي الموسم الختامية.
|
|
لولا الردى ما بين الطيّب بالناس |
والطيّب لو هو سهل ما حدٍ تردى |
|