Al Jazirah NewsPaper Monday  26/02/2007 G Issue 12569
الريـاضيـة
الأثنين 8 صفر 1428   العدد  12569
للعقل السليم
عاش الاتفاق.. عاش الوطن.. الطاهر
تركي الناصر السديري

إنجاز للاتفاق.. الكيان الرياضي العريق، ينبوع الممارسة الرياضية الشريفة، والنزيهة، والمملوءة برائحة الوطن.. والوطنية.

ولو لم أكن هلالي الميول.. لما ترددت أبداً في أن أجعل (الاتفاق) خياري واختياري الأول.

والسمات والخصائص التي يتشارك فيها هذان الناديان الكبيران والمجيدان.. كثيرة.. وعميقة. لعل من أهمها الاعتماد على العمل الجاد والمخلص والباذل في إنجاز العطاء، والاعتماد على همة الإبداع الوطني في نسج مسيرة البذل والعمل.. والالتزام بقيم الرسالة الرياضية النبيلة والنظيفة ومبادئها في ممارسة التنافس الرياضي.. دون اللجوء إلى اقتناص جهود الآخرين.. وسلبها والاستعانة بها، والاعتماد على حشود المشجعين النافذين ونفوذهم في لفلفة الوسائل والممارسات وبربستها في سبيل تحقيق أية إنجاز أو كأس أو نتيجة.. لعلها تنتج (سيرة) أو (سجلاً).. يجعل من النادي.. نادياً جماهيرياً (.. قد الدنيا!).

الاتفاق.. العريق، لم يلجأ إلى ممارسة ما يفعله غيره، لكونه مؤسساً تأسيساً صحيحاً.. وصحياً، جعله غير مهووس بإثبات قيمته ومكانته الجماهيرية والرياضية العريقة، ولا يعاني (عقدة ما) في هذا الخصوص!

ومثله.. مثل الهلال، فهو نادٍ رياضي نبت من (كل الشعب).. وانتمى إلى قيم الرياضة العريقة.. والنظيفة ومبادئها.. فأصبح له مدرج واسع.. لا يمل من الاتساع.

لهذا.. لم (يمت.. الاتفاق).. ولم (يتأزم) مدرجه.. و(يحتضن)، و(يركل أخلاق الرياضية).. عندما يفقد كأساً.. أو يخسر نتيجة مباراة مع منافس..

فالواثقون من أساس بنيانهم، ومبنى عراقتهم، ومصداقية انتمائيتهم إلى القيم الرياضية النبيلة.. والنظيفة.. لا تجتاحهم حالات تأزمات.. الهوجة والهيستيريا.. والانهيار المحبط..

والاتفاق يعطي النموذج العظيم للنادي العريق الواثق برسالة الرياضة التي تؤسس على قيمة الوعي بها.. ممارسة وتنافساً.. فهو الذي غابت عنه البطولات ردحاً من الزمان.. ورغم ذلك يزداد مدرجه اتساعاً، وتزداد حشود جماهيره ثقة وتآلفاً.. بمقدار ثقتها ووعيها بنبل رسالة كيانها العريق.. الرياضية والوطنية.. التي يفاخر ويتباهى بها كل اتفاقي في طول الخارطة السعودية الزاهرة وعرضها.

مثله مثل الهلال، شقيقه الحميم، فهو الآخر ظل دهراً من الزمان.. بلا بطولات، ومورس بحقه ما يشبه (كسر العظم) بكل الفنون.. والحيل والحماس.. ورغم ذلك كما يقول أديبنا الكبير عبدالله بن بخيت.. يزداد هذا الهلال جماهيرية.

هذه هي صفة الأندية العريقة، المؤسسة تأسيساً شعبياً حقيقياً، يحتفظ ويحافظ على تقدير وشكر وعرفان رواده ومؤسسيه الأوائل دون جحود ودون نكران، ولا تغييب. فلا أحد يستطيع أن يسطو على الأندية الشعبية الحقيقية كالاتفاق أو الهلال أو الوحدة أو القادسية أو الخليج وغيرهم.. يسلبها من الناس.. ويمتطيها.. جواداً.. أو يستحوذها ملكية خاصة أو حكراً وقفياً.. تتوارثه فئة أو شلة أو صاحب تجارة.. أو نفوذ.

الاتفاق كيان مؤسس على أسس متينة، فظل محافظاً على قيمته وقامته مهما تكالب عليه الدهر.. وغربلة الزمان.. ظل متمسكاً بقيم الرياضة.. النظيفة والنبيلة ومبادئها، وآمن بنهج مؤسسيه الأوائل المدركين والمستوعبين لمعنى التنافس الشريف والنظيف، ذلك الذي يشير إليه جوزيف مرسييه في كتابه القيم (كرة القدم من حيث هي واقع اجتماعي ووسيلة تثقيف): (يعي الرياضي أولاً نفسه.. وأنه إذا ما كذب.. احتقر، وإذا غش.. أبعد، وإذا كان شريراً.. بات موضع الاستياء العام)!

هم كذلك الاتفاقيون.. مثل أشقائهم الهلاليين والشبابيين والأهلاويين.. وكل المنتمين إلى المنافسة النظيفة.

هنيئاً لمدرج الرياضة.. النظيفة بكأس الخليج الاتفاقي.. البهي، ورحم الله عبدالله حسين مؤسس الاتفاق وكل رجاله الأوائل الذين قدموا للوطن هذه المنشأة الرياضية العريقة عام 1944م.. ناصر القلاف وجميل غلام وعبدالعزيز العومي وعبدالقادر بوبشيت وجمعه بوعوين.. وغيرهم.

وتحية تقدير ومحبة وتبريك لجيل الاتفاق المعاصر الذي حافظ وتمسك بقيم الاتفاق العريقة.. وإنجاز للممارسة النظيفة والسامية.. وعلى رأس هؤلاء الأفاضل رئيس الاتفاق المحترم والوقور وعفيف اللسان ونقي السريرة: عبدالعزيز الدوسري، وخليل الزياني وهلال الطويرقي وصالح خليفة، وكل مدرج الاتفاق المملوء بقيم الرياضة ونبل الممارسة.. النظيفة.

***

* علق مدير القناة الفضائية السعودية الزميل عادل عصام الدين عن عدم نقل المباراة النهائية لبطولة أبطال الخليج للأندية التي أقيمت بين الاتفاق السعودي والقادسية الكويتي بقوله: (بإمكانكم سؤال المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن ذلك.. للمرة الأولى نرى نهائياً يخوضه فريق سعودي داخل أرض الوطن، وتمنع القناة المحلية نقل الحدث!!

يا ترى.. من يصيغ اتفاقيتنا؟ ومن يحدد حقوقنا قانونياً..؟ أعنى منظومة الرياضة.. وعمودها الفقري كما تدركون.. هم الجماهير الرياضية.. التي إلى الآن ليس لها (اتحاد) أو (جمعية) أو.. من يدافع عن حقوقها.. ويحمي مالها.. وهي (الشريك) الأكبر والأهم دائماً.. فيما له علاقة بالرياضة ممارسة ومنافسة ووجود..!!

أتمنى أن تدرك الرياضة السعودية أهمية وجود كيان مستقل يمثل جماهير الرياضية وقيمته وضرورته بما لها.. وما عليها.. أتصور أن حدوث مثل هذا الأمر (وهو ما سيكون كسنة من سني التطور) سيمثل انعطافة مهمة ومؤثرة في تنظيم (سوق التجارة الرياضية).. التي تنمو وتنتعش على ظهر هذه الجماهير.. المغيبة.. ومصممة دمها.. بلا.. احم.. ولا دستور أطالب باسم مدرج الرياضية الكبير.. بتأسيس (جمعية حقوق الجماهير الرياضية).. دون تأخير.. ولا تعويق.. ولا وصاية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد