Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/02/2007 G Issue 12567
الريـاضيـة
السبت 6 صفر 1428   العدد  12567
(أسعد ردنة) نجم الوحدة الدولي وأخطر جناح بالمنطقة الغربية في الثمانينيات يتذكر عبر ( الجزيرة ):
تمنيت الهلال.. ووجدت نفسي بالوحدة

لنادي الوحدة المخضرم تاريخ عريق وماضٍ مجيد شهد العديد من الإنجازات والانتصارات الذهبية التي تحققت في مسيرته ولا سيما في عقدي الثمانينيات والتسعينيات الهجرية بقيادة رئيسه ورمزه الراحل الشيخ (عبد الله عريف) - رحمه الله - باني الأمجاد الذهبية لفرسان مكة.

فعندما نسرد أسماء جيل الثمانينيات، أو الجيل الذهبي للفريق الوحداوي فلا بد أن يتجلى في القائمة أشهر جناح أيسر بالمنطقة الغربية وأكثرهم تألقاً وهو المهاجم الخطير السابق (أسعد ردنة) الذي كان يُعد في عصره أول لاعب وحداوي ينال شرف تمثيل الأخضر في دورة الخليج الأولى بالبحرين عام 1390هـ.

(الجزيرة) التقت بالوحداوي المخضرم (سعد ردنة - 65 عاماً -) لنقلب معه أوراق ماضيه ويحكي لنا أبرز ذكرياته الجميلة مع المستديرة نتناولها عبر الأحداث التالية:

البداية مع المريخ

* بدايتي كانت مثل بداية أي لاعب من الحواري والمدارس وأتذكر جيداً في أوائل الثمانينيات الهجرية كونا نادياً اسمه المريخ بالعاصمة الرياض كنا نلعب بالدرجة الثانية مع فرق نجمة الرياض والوحدة والاتحاد من الرياض أيضاً والنصر.. طبعاً كنت أخطط للانضمام للهلال باعتبار أنه كان يحظى بشهرة واسعة وسمعة كروية عالية ولا سيما بعد حصوله على بطولة كأس الملك لموسم عام 1381هـ وأتذكر عندما انضممت للمريخ كان فريقا النصر ونجمة الرياض من الفرق الأكثر منافسة لفريقنا.. طبعاً لعبت موسمين مع الفريق ثم انتقلت لمكة المكرمة عام 84 - 1385هـ والتحقت بصفوف الوحدة وعمري آنذاك لم يتجاوز 18 عاماً رغم أن أمنيتي كانت الالتحاق بصفوف الهلال الذي كنت أعشقه وأميل لتشجيعه.

عريف نقلني للوحدة

* ففي عام 84 - 1385هـ انتقلت لمكة المكرمة وأتذكر أنني تدربت مع فريق التعاون بمكة وكدت أن انضم إليه لولا الله ثم رئيس الوحدة ورمزه الراحل الشيخ عبد الله عريف - رحمه الله - الذي كان يشغل منصب أمين العاصمة المقدسة بالإضافة لترؤسه نادي الوحدة، حيث نجح في إقناعي أنا وزميلي اللاعب كريم المسفر وبالفعل سجلت عام 1385هـ ومثلته عدة أشهر في درجة الشباب، ثم صعدت للفريق الأول ونجحت في تمثيله رغم صغر سني وحداثة تجربتي، وذلك في ظل وجود أسماء لامعة ونجوم باهرة كانت تعج بهم الخارطة الحمراء في تلك الأيام الخوالي.

فريق الأحد عشر كوكباً

* كان يُطلق على فريق الوحدة لقب فريق (الأحد عشر كوكباً) ولا سيما أن فريقنا نجح في عام 1386هـ بالفوز ببطولة كأس الملك ووصل لنهائي كأس ولي العهد في الموسم ذاته برئاسة الرمز الراحل عبد الله عريف.. وكان الوحدة يضم في ذلك الوقت نجوماً لامعة منهم كريم المسفر ولطفي وسعيد لبان ومحمود زرد ومحمود أبو زيد وعبد الله أبو يمن وحسن بصيرة وحسن دوش وعلي داود وغيرهم من الأسماء التي لا تحضرني الآن.. وهؤلاء النجوم صنعوا عصراً ذهبياً لفرسان مكة ولا سيما في أوائل التسعينيات الهجرية حيث نجحنا في الوصول لنهائي كأس ولي العهد لموسمي 92 - 1393هـ وأتذكر جيداً أننا لعبنا موسماً 36 مباراة لم يهزم الفريق.. وأعتقد في عام 86 فقط تعادلنا في اثنتين وكسبنا 34 مواجهة.

أعتز بالسايح

* مثلت الوحدة في خط الهجوم وتحديداً كجناح أيسر، ولا أنسى دور المدرب التونسي رضا السايح الذي اكتشف موهبتي وقدمني للساحة الرياضية ومنحني الضوء الأخضر مبكرا لتمثيل الفريق الأحمر.. طبعاً شكلت مع رفيق دربي المهاجم سعيد لبان ثنائياً متفاهماً فقد كنت أعرف تحركاته وأقرأ أفكاره داخل الملعب وكنت وراء صنع كثير من الأهداف التي سجلها سعيد لبان.. وأتذكر عندما حققنا لقب بطولة الدوري عام 1386هـ تمَّ اختياري كأفضل جناح أيسر بالمنطقة الغربية، وتم اختياري لتمثيل منتخب الغربية في دورة كأس المصيف بالطائف لمنتخبات المناطق، التي قدمت لنا العديد من النجوم بالمملكة أمثال سعيد غراب والنور موسى وعمر راجخان ومبارك الناصر وأحمد الدنيني - رحمه الله - ومحمد سعد العبدلي ومبارك العبد الكريم وسعود ومحمد الفصمة وخليل الزياني وغيرهم.

أولويات الوحدة

* يُعتبر نادي الوحدة أول نادٍ بالمملكة يُطبق طريقة 4-2-4 بقيادة المدرب التونسي رضا السايح حيث شكل كريم المسفر وحسن دوش حلقة وصل وربط بين خطي الدفاع والهجوم الذي كان يقوده الرباعي سعيد لبان وجميل فرج وعبد الله أبو يمن وأسعد ردنة.

ذكريات الأخضر

* عشت مع الأخضر ذكريات لا تُنسى حيث اخترت لأول مرة لتمثيل منتخب المملكة عام 89 - 1390هـ في دورة كأس الخليج الأولى بالبحرين وأتذكر عسكرنا بالرياض أكثر من شهرين في بيوت الشباب ولعبنا 5 مباريات تحضيرية بقيادة المدرب سكينر ومساعده حسن سلطان- رحمه الله - ولعبت في كل اللقاءات الودية في مركز الظهير الأيسر حيث أُصيب زميلي المدافع محمود أبو زيد واضطر المدرب سكينر لاختياري للعب في مركز الظهير الأيسر رغم أن مركزي الأصلي (جناح) وعندما سافرنا للبحرين دخلت مع زميلي المدافع حامد صومالي في تحدٍ خاص إلا أنه نجح في تمثيل الأخضر في هذه الدورة نظراً لطوله الفارع وبنيته الجسمانية.. ورغم أنني كنت احتياطياً إلا أنني أعتز وأفتخر كثيراً لهذه المشاركة التي أكسبتني أشياء كثيرة في مشواري الرياضي.

«بكر» كتب نهايتي الكروية

* استمررت في الملاعب حتى عام 1396هـ ومن أقوى الأسباب التي دعتني للاعتزال المبكر تعرضي لإصابة قوية في الركبة إثر احتكاك قوي حصل بيني وبين نجم الاتحاد هشام بكر تسبب في إصابتي بالركبة واضطررت للسفر للقاهرة على حساب رئيس النادي الأستاذ عبد الله عريف ومكثت هناك شهراً ونصف الشهر وتم إجراء عملية إزالة الغضروف وأتذكر بعد إجراء العملية انخرطت في ممارسة العلاج الطبيعي بالنادي الأهلي المصري عدة أسابيع وعدت لمكة ولم استمر في الملاعب نظرا لشدة الإصابة وأثرها القوي فتوقفت عن ممارسة الركض (قسراً).

العريف مدرسة

* تسألني عن الشيخ عبد الله عريف وأجيبك.. كان - رحمه الله - يُعد من رواد الحركة الرياضية الذين خدموا مسيرة الرياضة بمكة المكرمة.. طبعاً كان يشغل منصب أمين العاصمة المقدسة إلى جانب ترؤسه لنادي الوحدة، ورغم تعدد مسؤولياته ومهامه الجسام إلا أنه ظل يخدم الكيان الوحداوي عن كثب.. ويكفي أن جلالة الملك فيصل - رحمه الله - كان يُقدره كثيراً لعدة اعتبارات أهمها: إخلاصه في عمله كأمين للعاصمة المقدسة، وكذا طيبته المتناهية وباختصار شديد (عبد الله عريف) مدرسة في كل شيء.. ويكفي أنه صنع أمجاد الوحدة في تلك الحقبة.

يوم خسرنا الكأس أمام النصر

* من المباريات التي لا تزال عالقة في ذهني.. لقاؤنا النهائي الذي جمعنا مع شقيقنا النصر.. نهائي كأس ولي العهد عام 1392- 1393هـ في ملعب الصبان بجدة.. دخلنا هذه المواجهة التاريخية ونحن واثقون من إحراز اللقب لأول مرة غير أن النصر نجح في كسب المواجهة 2-0 في حين كسبنا المستوى وخسرنا النتيجة.. طبعاً كان بالإمكان إحراز اللقب لولا سوء الطالع الذي لازم زملائي اللاعبين خصوصاً جميل فرج وسعيد لبان اللذين أهدرا كل الفرص لتطير الكأس الغالية لفريق النصر.. والحقيقة تمنيت لو كسبنا هذا اللقب لإهدائه لرجل الوحدة العصامي ورمزه الكبير عبد الله عريف الذي ضحى بكل شيء من أجل الوحدة ولكن.

فخر واعتزاز

* أعتز كثيراً كوني أول لاعب من مكة المكرمة يتم اختياره لتمثيل منتخب المملكة في دورة كأس الخليج الأولى بالبحرين عام 1970 - 1390هـ طبعاً وكما أشرت آنفاً كنت ألعب ظهيراً أيسر ومعي مدافع الاتحاد الكبير علي عسيري.. وأتذكر جيداً من النجوم الذين مثَّلوا الأخضر في تلك الدورة أحمد عيد في الحراسة ونادر العيد وناصر الجوهر وساعد رزق وحامد صومالي وسلطان بن مناحي وسعد الجوهر والنور موسى وسعيد غراب والكبش ومبارك الناصر والعسيري.

(عيد) كسب الجولة

* لي مع قائد الأهلي الخلوق عبد الرزاق أبو داود مواقف وذكريات لا تُنسى، لكن الموقف الذي ما زال محفوراً في ذهني أتذكَّر في لقاء جمعنا بشقيقنا النادي الأهلي ضمن لقاءات الدوري عام 1387هـ.. دخلت في صراع هوائي مع أبو داود وسقطنا سوياً وكنت متنرفزاً ومن شدة غضبي عليه تطور الموقف فدفعته ودفعني فقام حكم المباراة (...)!! أعتقد الموزان بمنحي أنا وأبو داود كرتاً أصفر.. وهو بالمناسبة أول بطاقة ملونة أنالها في مشواري الرياضي.. طبعاً كنت دائماً أدخل في تحدٍ خاص عندما ألعب ضد الأهلي وكنت أتمنى التسجيل في شباك أحمد عيد، لكنني فشلت معه وهو الحارس الوحيد الذي لم أهز شباكه.

شخصيات بارزة

* في حياتي الرياضية شخصيات رياضية بارزة وجدت منها كل الدعم والمؤازرة، منهم الأمير هذلول بن عبدالعزيز.. الذي وقف معي في كثير من الأمور الشخصية، وكذلك الأمير خالد العبدالله، ولا أنسى مواقفه الإيجابية تجاهي بالإضافة للشيخ عبد الله عريف (رحمه الله) الرمز الوحداوي الذي غمرني بطيبته المتناهية ومواقفه البطولية معي بالذات وأخيراً اشكر« الأمير نواف بن محمد» على اتصالاته المستمرة للإطئنان على وضعي الصحي .

المرض يهدد حياتي

* حالياً أمر بظروف صحية صعبة مع كبر السن (65 عاماً) حيث بدأ معي داء السكري قبل سنتين وأصبح الوضع أكثر إيلاماً عندما امتد المرض ليشمل الكبد والمعدة فقد قمت بمراجعة عدة مستشفيات واستقررت الآن بمستشفى التخصصي بالرياض، وقد اتضح أن لدي مرضاً بالكبد من خلال التحاليل، وأكد بعض الأطباء في مستشفيات عدة أن الأمر قد يحتاج لاستئصال جزء من الكبد، غير أن الطبيب البريطاني بالمستشفى التخصصي، وهو المشرف على حالتي الطبية منحني علاجاً يمتد حوالي شهرين لمعرفة مدى التحسن أو إجراء العملية إذا تطلب الأمر.. طبعاً عشت مرحلة صعبة من جراء أعراض الكبد لدرجة أنني فقدت القدرة على تحريك اليد اليمنى بصورة طبيعية منذ بداية هذه الأعراض.. والحمد لله الآن أشعر بتحسن وأستطيع تحريك اليد بشكل طبيعي والعافية من الله عز وجل، وما يشغل بالي تلك الديون المتراكمة على كاهلي فأصبحت أعاني من الأمرّين (صحياً ومادياً)، لكن ثقتي بأمير الشباب وسمو نائبه بلفتة كريمة ولمسة حانية تخفف من معاناتي المرضية والاجتماعية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد