من يستهدف الاتحاد؟؟
فاز الهلال على الاتحاد في الدور الأول تحت قيادة العالمي خليل جلال الذي طرد يومها لاعبين من الاتحاد (مع الرأفة).. فثار الاتحاديون وطالبوا بالحكم الأجنبي، وألا يقتصر حضوره على المباريات النهائية وما قبلها فقط، وفعلاً حضر الحكم الأجنبي، ولم يغير من واقع الفريق الاتحادي شيئاً، فقد تواصلت خسائره، بل هي (تعاظمت) مع الصافرة الخارجية، وأصبح من المعتاد أن يطرد لاعبان من الفريق في كل مباراة.. ويكفي للدلالة على ذلك أن الفريق قد خسر ستة من لاعبيه تباعاً في ثلاث مباريات متتالية.. ومهمة، أمام الشباب، ثم الأهلي، وأخيراً الهلال!! في النهاية لم يجد بعض الاتحاديين مفراً من الدق على أسفين الحكم الأجنبي، والمطالبة بإعادة الثقة في الحكم المحلي؛ وهو الشيء الذي يطالب به الجميع، لكنه في الحقيقة يحتاج إلى المزيد من الوقت، وأجزم أنه لا يصح الاستعجال في اتخاذه حتى لا تكون له نتائجه العكسية.
** في الواقع إن مشكلة الاتحاد ليست في التحكيم المحلي ولا العربي ولا الأجنبي، فالفريق (المقلم) واصل خسائره محلياً وعربياً وآسيوياً، وأصبح عاجزاً عن الثبات في كل مناسبة، وفي كل مرة يخسر فيها الفريق يضرب فيها بعض من الاتحاديين بقوة على وتر التحكيم، حتى أصبح العزف نشازاً، والحديث فيه شيئاً من خرط القتاد.. إذ إن الواقع يؤكد أن (الصافرة) بريئة مما يحدث للاتحاديين، وأن الفريق موعود بالمزيد من الخسائر ما لم يتم تدارك الأمر وتدارس الأسباب الحقيقية للفشل الاتحادي!!
** والغريب في هذا الشأن أن الحديث عن التحكيم قد عاد بشكل سيء على لاعبي الاتحاد الذين أصبح في ذهنهم أن فريقهم مستهدف فعلاً بدلالة الاحتجاج الكبير الذي يبدونه على كل صافرة.. وكلنا يتذكر مثلاً ما حدث من مناف أبو شقير وحركته الشهيرة أمام الهلال في نصف نهائي الدوري الماضي، وحركة المولد الشهيرة الاحتجاجية في دوري أبطال العرب في مباراة شهدت طرد الدوخي، ويومها كان الضحية مصوراً مغربياً مغلوباً على أمره.. ودفع الاتحاد أيضاً من احتجاجات لاعبيه التي لم يكن لها داعٍ في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد، حيث طُرد مناف رغم أن بإمكانه تفادي ذلك بشيء من الخبرة والتهيئة النفسية، والتأكيد على احترام الحكام وقراراتهم.. وأمام الهلال استفاد الشلهوب من تجمهر لاعبي الاتحاد واحتجاجهم على الحكم في إرسال كرته إلى الشباك.. وفيما كان الموهوب يحتفل بالهدف كان الاتحاديون يواصلون الاحتجاج والتبرم اللذين لم يكن لهما سبب منطقي!!
** لقد احتج الاتحاديون على التحكيم محلياً وعربياً وآسيوياً بشكل غريب، ولو أنهم تفرغوا لإصلاح فريقهم بدلاً من هذه الاحتجاجات لكان أجدى لهم وله، ولا أدري هنا هل يعتقد الاتحاديون أن كل الحكام ضدهم.. هذا إذا ثبت فعلاً أن هناك حكماً واحداً.. واحداً فقط.. ضدهم!!
** أخيراً.. الحقيقة إن العمل من أجل الفوز وتحقيق البطولات هو عمل من نوعية خاصة.. وليس مجرد صرف مادي فقط.. والحقيقة إن اتحاديين اعتقدوا أن رقم البطولات يجب أن يتناسب طردياً مع ما يصرف على الفريق، فأخطؤوا في هذا القياس وذهب الاتحاد (الفريق) ضحية لهذا القياس.. وهنا كان لا بد من مشجب تعلق عليه الأخطاء.. ولم يكن هناك أفضل وأكثر جهوزية من التحكيم.. وهو براء!!
اضحك مع محللي أداء الحكام
... أصبح تحليل أداء الحكام وتقييم مستواهم سلعة رائجة هذه الأيام، ولا أدري هنا هل يوجد في أوروبا برامج تلفزيونية متخصصة في هذا الشأن؟ أم أن لديهم أشياء أهم من متابعة محلل يقيم قرارات أصبحت من الماضي؟ وأن هذه البرامج من اختصاصنا نحن فقط، ولا سيما أنها ظاهرة جديدة لم تستشر إلا خلال السنوات الأخيرة؟!
** العجيب في الأمر أن يقوم بتقييم أداء الحكام من هم أقل منهم كفاءة وخبرة ودراية وتجربة.. وأن المرء ليعجب زيادة على ذلك عندما تتباين آراء محلل من مباراة لأخرى حسب الفرق التي يحلل لها.. فما هو مسموح به أمس أصبح مرفوضاً اليوم.. وما هو في القانون صار خارجاً عنه، وهكذا..
** الحقيقة إن مثل هذه البرامج أصبحت مكاناً مناسباً للضحك.. والتندر، خصوصاً إذا كشفت عدم إلمام من يقوم عليها بالقانون واعتماده على الاجتهاد والرأي الشخصي.. والأفضل حينها أن تسمى برامج (اضحك مع محللي أداء الحكام)، وألا يؤخذ ما فيها مأخذ الجد، بل يعامل كما تعامل برامج التسلية الساخرة فقط!!
تخصص ياسر.. ورهان النصر
** بات من الطبيعي أن يسدد ياسر القحطاني في المرمى الاتحادي في كل مباراة تجمع الهلال بالاتحاد.. والغريب أن الاتحاد بالذات كان المنافس الوحيد للهلال على خدمات (القناص) عندما كان لاعباً في القادسية.. وعلى كل حال لست في صف من يذهب إلى وصف ياسر بالمتخصص في المرمى الاتحادي.. لأن هذا فيه تقليل من شأن (الآسر) الذي يسجل في كل المباريات والمنافسات بغض النظر عن الفريق المواجه.. كما أن لاعباً بحجم ياسر لا يمكن أن يذهب تفكيره إلى مجرد التخصص في مرمى إحدى الفرق.. بل التخصص في مرمى الجميع؛ وهو الأمر الذي أسهم في نجاحه وبسط نفوذه منذ أن كان في فريقه السابق، وهو ما أسهم أيضاً في جعله واحداً من أغلى اللاعبين في تاريخ الكرة الآسيوية.
** رمى النصراويون بكل أوراقهم في دوري أبطال العرب، وهم يقررون مواجهة الفيصلي (البارحة) بالفريق الرديف.. أو لنقل الصف النصراوي الثاني، وهنا لا أدري كيف ستكون ردة الفعل النصراوية فيما لو خسر الفريق من وفاق سطيف وفقد كل حظوظه العربية..؟ أما في مسابقة كأس ولي العهد.. فلا أعتقد أن النصر قد ذهب فعلاً إلى قرار عدم المنافسة على اللقب.. ولو كان قد قرر ذلك فعلاً لما حرص على نقل مباراته مع الفيصلي إلى الرياض.. وعمل على تقديمها يوماً واحداً.. لأنه ببساطة لن يفعل كل ذلك من أجل لقب يدرك أنه لن ينافس عليه!!
مراحل.. مراحل
** لعب الاتحاد هذا الموسم (28) مباراة (14 دوري، 8 كأس الأمير فيصل، ومباراتين آسيويتين.. وأربع مباريات عربية).. وخلال هذه المباريات تحصل (15) لاعباً على البطاقة الحمراء.. أي بمعدل (53.5%) بطاقة في كل مباراة.. وهو معدل مرتفع جداً.. وحري بالاتحاديين دراسة أسبابه بواقعية بدلاً من رمي التهم يمنة ويسرة على الجميع!!
** حتى وهو على كنبة الاحتياط (يقيم سامي الجابر الدنيا.. ويقعدها)، وبعضهم لا هم له إلا هو.. فقط!!
** المدرب الأوروبي.. فقد كل أسهمه، خصوصاً بعد أن أصبحت طريقته مكشوفة.. ومملة.. ولا تضيف إلى فريقه أي جديد!!
** الحكم الإسباني دافيلا الذي قاد مباراة الهلال والاتحاد كشف بشكل جلي من يفهم في القانون.. ومن يجهل فيه!!
** مع كل خسارة للتعاون في دوري الأولى يقول بعض التعاونيين: موعدنا المباراة القادمة.. ومع هذه (القادمة) تطل خسارة جديدة.. ويتراجع من جديد.. ولا جديد!!
** قلت في وقت سابق إن على التعاون أن (يشيل) فكرة الصعود إلى الممتاز من رأسه خلال الفترة الحالية.. وأن يخطط بهدوء لصناعة فريق جديد يكون قادراً على المنافسة (فعلاً).. لكن هذا لم يعجب بعضاً من التعاونيين.. وها هو فريقهم يظهر على حقيقته.. فلا طال عنب اليمن ولا نال من بلح الشمال!!
** والرائد هو الآخر إن لم ينتبه إلى نفسه ويصحح أوضاعه سيبقى موسماً آخر في دوري الثانية.. والصدارة المبكرة للدوري ليست سبباً كافياً للبرود الفني الذي عاشه الفريق في الأسابيع الأخيرة!!
** الدخول المجاني أكد أن له مفعولاً كبيراً بدلالة المدرجات التي تمتلئ قبل انطلاقة المباريات بوقت طويل!!
** إذا كان قد حاضر عن اللاعبين كما يتحدث خلف الشاشة، فإن كلامه سيعود عليهم سلبياً!!
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6529» ثم أرسلها إلى الكود 82244
للتواصل sa656as@yahoo.com