حديث الشارع الفروسي بات منصباً منذ مطلع الأسبوع الحالي على أحد أحداثه (الكبرى)، حيث يتطلع الكل إلى دربي كأس الملك عبدالله، الذي يُقام مساء اليوم بميدان الموحِّد بالجنادرية.. الجميع انشغلوا بتلك الأمسية الذهبية.. هذا يُرشح، وذاك يتوقع.. هذا يُرجِّح تتويجاً مزدوجاً للأبيض بتوقيع مسواط، وعلم، وذاك يراها واضحة المعالم في موقعة الإنتاج بوجود خماسي أبيض رهيب.. بينما تُخيّم شبه غمامة على الرؤية تجاه موقعة عمالقة المستورد اللاهبة رغم وجود الحاسم، الحاكم، والعالمي، علم، حيث تمتد الاحتمالات لتحقيق حضور متوقع من النغمات الخضراء، وتسجيل عودة قوية لحامل اللقب.

البركة الراكدة لمياه الفروسية مرشحة اليوم للتحرك بقوة من جديد، فنحن أمام عمالقة يتنافسون الليلة على ديربي المواجهات بنكهة العالمية والمضمار الرملي يُعبِّر عن تنافس فوق صفيح ساخن بطعم مساحة الميل ونصف الميل.. وبعد مشاهدتي للبرنامج السباقي لأمسية الليلة المنتظرة تذكرت الأيام الخوالي، واسترجعت سباقات العمالقة في المستورد أيام الميدان التاريخي بالملز وأيام جيل ما قبل المسافة الماراثونية!

توارد للذهن شريط تلك الأيام بعصاريها وأحداثها المثيرة وتحدياتها الكبيرة وهذا هو ديدن سباقات الخيل السعودية.. التنافس الشريف هو ما يميزنا عن غيرنا.. وإذا قلنا إن سباق كأس سمو ولي العهد لهذا الموسم (قبل شهر ونصف الشهر) هو بداية النهج الاحترافي لفروسيتنا في طريقها نحو العالمية حيث تغيَّرت كما نعلم مسافة الديربي فإن سباق الليلة جاء ليعزز هذا النهج بأسماء كثيرة من العيار الثقيل!

سباق الليلة سيجذب أنظار عشاق الخيل في أرجاء المعمورة، كما أنه سباق يتشح بوشاح الديربي في كل معاييره ومقاييسه الفنية والسباقية، لذا فالأنظار تتجه إليه بما يحمله من معايير ومؤشرات، ففي أمريكا حيث إمبراطورية الخيل وقلبها النابض سيتابع عشاق الخيل (علم) الذي بهرهم قبل أن يحط رحاله صباح الاثنين الماضي في الجنادرية.. وفي الأرجنتين أنصار صادق الوعد وجماهيره هل سيسحبها الحاكم والنعمان.. وهناك الإنجليز عيونهم على شبل بدر وشايف وبطران والألمان عيونهم مع الأقحوان.. وفي دبي حيث عشاق الخيل وملاّكها الذين بدأت خيلهم تتوافد على ندا الشبا العالمي استعداداً للمونديال العالمي الذي سيُقام في 31 مارس المقبل.

هؤلاء أيضاً تتجه أنظارهم للديربي السعودي الليلة وستتركز أعينهم على شاشات التلفزة السعودية لمراقبة السباق الأقوى والأغلى والأروع.

متابعو (الحاكم) الذي سجل رقماً قياسياً عالمياً شبيهاً برقم الأسطوري (دبي ملنبوم) في منازلته الشرسة مع (علم) القادم من معقل الخيل وأباطرتها، وبحضور حامل اللقب صادق الوعد، الذي لن يتنازل بسهولة عن لقبه الغالي وسط مشاركة للمالك الطامح إلى معانقة الذهب (أبو الجدايل)، الذي قد يكرر ذكريات ما هو أبعد من شبل بدر، كما أن القادم من الكويت الغريبان فواز سيشد أنظار الكويتيين في عودته القوية الليلة حيث سيحمل آمال ملاك الخيل الكويتيين وجماهير الفروسية في كافة محافظاتها.

في حكم المؤكد - بإذن الله تعالى - أني سأكون بعد شهر ونصف الشهر من الآن في دبي لتغطية الحدث الفروسي العالمي الأبرز بطموحات أكثر من مجرد المشاركة وأكثر من مجرد المراكز الشرفية، بل بطموحات تتعدى ذلك تتمثَّل في الفوز بكأس العالم بعد تأهل كل من الحاكم وعلم لمونديال 2007م والأمل في انتزاع أغلى بطولات العالم، وسأراقب الليلة وبمشيئة الله موقعة الكبار والنجوم بالميدان السعودي وسنفرح جميعاً للفائز مستوى ونتيجة، كما سندعو بأن يكتمل العطاء في 31 مارس المقبل بالفوز بالكأس العالمية، حيث نملك جياداً في مستوى الحدث العالمي الكبير، لأنه وفي حالة عدم تحقيق هذا الإنجاز لهذا العام فإن علينا أن ننتظر أعواماً أخرى قد تكون ليست قريبة.

ولعل ما نختم به هو أن الجميع فائز في هذه الليلة فإطلالة (أبو متعب) ملك الخيل وعزها وفارسها الأول هي أغلى النواميس والجوائز على وسط الفروسية ومحبيها.. كيف لا؟ والفارس قد حاز حب الجميع في جميع القطاعات بروحه الوطنية، وجهده الوافر، وانحيازه الكامل لشعبه وأمته، وفي إيقافه لنزيف الدماء بين الأشقاء الفلسطينيين.

مرحباً بملك الإنسانية.. ودعواتنا بأمسية خيلية في مستوى الحدث الفروسي الكبير.

المسار الأخير