السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم الكاتب والصحافي الرياضي الزميل محمد الشيخي.. مدير المركز الإعلامي بالنادي الأهلي
* على الرغم من الفوز المثير والنتيجة التاريخية، إلا أن الصحافة الاتحادية تدّعي أن الأهلي لن يفوز بهذه النتيجة لو أعيدت المباراة أكثر من مرة.. ما رأيك؟
- دعهم يقولون ما يريدون أو ما يعتقدون، إنه متنفس لهم وتذكَّر أن الهزيمة عادة ما تكون مرة وقاسية في مباريات التنافس التقليدي وتلك التي تكون ثمرتها الكأس.. ولعل الكل شاهد المباراة ولاحظ كيف أن الأهلي كان بإمكانه الفوز بأكثر من الأهداف الثلاثة ولو أعيدت المباراة كما ينتظرون لفاز الأهلي مرة أخرى وعوَّض ما أهدره من أهداف في لقاء الثلاثية الحارقة..
* بمناسبة الحديث عن النهائي والبطولات الأهلاوية، من هي الشخصية التي تتمنى عودتها للنادي بعد هذا الإنجاز لتعميق الالتفاف الأهلاوي؟
- كل شخصية أهلاوية ترى أن وجودها يخدم مسيرة الأهلي.. ويمكن القول إن أعضاء شرف الأهلي ومحبيه كانوا أحد أسرار البطولة بالتفافهم حول الإدارة واللاعبين سواء قبل النهائي أو بعده.. ففي عالم الأهلي الجميع كان يتطلع لمصلحة الكيان ولا يهمه أي مصلحة أخرى لذا تحققت البطولة وبمثل هذا الالتفاف ستتحقق بطولات أخرى بتوفيق الله..
* جاء التعامل الأهلاوي قبيل النهائي هادئاً ورزيناً هل جاء ذلك بتنسيق متفق عليه بين إعلاميي الأهلي؟ وكيف ستكون الإستراتيجية الإعلامية لكم في المرحلة المقبلة؟
- حتى أصدقك القول.. الإعلام الموالي للنادي الأهلي إعلام راق يحب ناديه ولا يريد الإضرار بالأندية الأخرى حتى تناولاته متزنة وتتصف بالمصداقية.. ولعل طبيعة عملي تستوجب مني الالتقاء الدائم بشريحة كبيرة من إعلاميي الأهلي دون ترتيب أو اتفاق وحتى بالمهاتفة، وكان هناك بالفعل إستراتيجية إعلامية لمباراة النهائي لم تكن موجهة ضد أحد ولكن أحد جوانبها التهيئة النفسية للفريق الأهلاوي، إضافة إلى أن تلك الإستراتيجية تحمل في طياتها حقائق ما يدور في المعسكر الأهلاوي من إصابات ومن معضلات فنيّة وما أفرزته خسارة الفريق من الوحدة في الدوري.. ولعلي انتهزها فرصة وأشيد بالتعامل الإعلامي الأهلاوي وحتى الإعلام المحايد مع الحدث قبله وبعده، حتى تصريح حسن جمجوم عندما أكَّد أن الأهلي لن يفوز على الاتحاد مهما كان مستواه أخذناه بمسؤولية رغم عدم منطقيته وتداولته الأقلام الأهلاوية برؤية إعلامية مثمرة، فيما تفرّغ مسؤولو الأهلي لإعداد الفريق.. أما الإستراتيجية المقبلة فهي ستتركّز على إبعاد الفريق عن أي ضغط نفسي وتهيئته للمنافسات القادمة محلياً وعربياً والالتفات للمشاركات الخارجية لفريق كرة الطائرة عربياً وفريق كرة اليد خليجياً والاهتمام بالمناشط المختلفة الأخرى في النادي..
* الإدارة الأهلاوية تعرضت لبعض النقد في مراحل من هذا الموسم هل كان هذا النقد يتحرَّى الحقيقة؟ وما هي ردة الفعل لديكم إزاءها؟
- لا أحد فوق النقد.. وعندما تكون هناك رؤية منطقية لواقع معين يحتاج إلى التغيير فهناك مهنية إعلامية تستوجب الأخذ بالرأي والرأي الآخر، وفي بعض الأحيان ترى أن هناك جنوحاً عن الحقيقة في بعض الأطروحات أو الأخبار وقد اخترنا من خلال المركز الإعلامي طريقاً جديداً يتركز على مجابهتها بطريقة غير مباشرة من خلال ما يُنشر من أخبار ذات مصداقية عن النادي لتكون وسيلة توضيح للشارع الرياضي وللجماهير الأهلاوية بصفة خاصة.. ولعلك تلاحظ أن سياسة النادي الأهلي الإعلامية اتخذت أكثر من منهج غير بيانات التوضيح ومنها التضمين الخبري للهدف المراد تحقيقه، كما أن بعض التناولات السلبية وجدت التجاهل كونها أفادت في أن نبني عليها جسوراً سريعة أوصلتنا للذهب..
* هل تلغي كأس فيصل مقولة إن الصحافة الأهلاوية أو الأقلام الأهلاوية منقسمة بين الرمزين الكبيرين خالد بن عبد الله ومحمد العبد الله؟
- كلاهما لهما تاريخ مشرّف في خدمة الأهلي ودعمه في سنوات طويلة، وجميعنا نتفق على أنهما من أبرز من دعم الأهلي في مشواره الطويل بعد الأمير عبد الله الفيصل - أطال الله في عمره - وهذا ينفي أي انقسام قد يتوهم من يتوهم أنه موجود..
* يدّعي عدنان جستنية مدير المركز الإعلامي السابق لنادي الاتحاد بأن ما يطرحه الشيخي في عموده الصحفي يمثِّل الرأي الرسمي للأهلي بحكم منصبه، فهل ينسحب وينطبق ذلك على ما كان يكتبه جستنية عبر عموده قبل إبعاده عن منصبه؟
- عرفت كتابة العمود الصحفي بمهنية قبل أن أكون مديراً للمركز الإعلامي لذا لا أجد غضاضة في القول بأن أسلوبي في التناول المختلف عن أسلوب عدنان يعطيني آفاقاً أكبر في الحديث بحرية مطلقة بعيداً عن القيود وأحياناً يستفيد الأهلي وأحياناً لا يستفيد، أما ما يطرحه هو يومياً من خلال عموده فلا شك بأن علامات الاستفهام تحيط به من كونه مديراً للمركز الإعلامي عندما كان في منصبه أو اتحادياً لا فرق!
* بالمناسبة كيف توفّق بين رئاستك للمركز الإعلامي بالأهلي وعمودك الصحفي ككاتب؟
- الكتابة الصحفية فن نثري يجب إجادة أدواتها أولاً قبل الشروع فيها، واستثمار العمود الصحفي في النقد الهادف البناء هو ما أركز عليه وإن كنت في بعض الأحيان أتناول قضايا الأهلي فهي من حقي كوني أنتمي لهذا النادي لكنني لا أهوى الإساءة رغم سهولة مفرداتها..
* هل تؤيّد اتجاه النادي الأهلي كمقترح في إصدار صحيفة أو نشرة إعلامية أسوة ببعض الأندية الأخرى؟ ولماذا؟
- كل الصحف تهوى الأهلي لأنه نادٍ راقٍ نخبوي لذا ترى الأهلي يتوسّد أعمدة الصحف دون استئذان بأفراحه وأتراحه وفي هذا الشأن هو لا يحتاج صحيفة تروّج لأخباره أو سياسته الإعلامية.. أما مستقبلاً وعلى صعيد الجانب الاستثماري فقد يكون ذلك أرضية صلبة تستثمر جماهيرية النادي وشعبيته..
* برأيك ما الأدوار المنوطة بالمراكز الإعلامية في الأندية؟ وهل نجحت تجربة الأهلي في هذا المجال؟
- يجب أن تكون هناك أهداف واضحة من إنشاء المراكز الإعلامية في الأندية وألا تكون العملية (موضة) أو تقليد ومن هذا المنطلق تتفاوت أهمية وجود المراكز الإعلامية أو هامشيتها، فهناك أندية وضعتها عائمة دون أهداف، وهناك أندية استغلتها أفضل استغلال.. وأعتقد أننا في النادي الأهلي قد نجحنا في هذه التجربة إلى حد ما في تحقيق الكثير من الأهداف التي رسمناها لعمل المركز، منها تغطية أنشطة النادي المختلفة وأخباره والتعاون مع الإعلام بكل قنواته في هذه التغطية وتنظيم المؤتمرات الصحفية والرد بطرق عدة على الأخبار المغلوطة وتفنيدها والتفاعل مع الإعلام الأهلاوي في إستراتيجيات غير موجهة وكذلك تزويد الجماهير الأهلاوية في أي مكان بأخبار النادي عبر العديد من القنوات المتاحة وهذه الخدمة وحدها تكفي لأن يكون المركز الإعلامي مهماً.
* يقول الزميل جبر العتيبي إن الصحافة الأهلاوية تتميّز عن مثيلتها الاتحادية بالاستقلالية، ويرد الزميل عثمان مالي بقوله: وأين هي الصحافة الأهلاوية؟.. ما تعليقك؟!
- الصحافة الأهلاوية صحافة لها وزنها وثقلها على خارطة الصحافة الرياضية السعودية، وهي تتميّز عن غيرها ليس فقط بالاستقلالية، بل حتى بالاتزان والطرح المتعقّل والنقد الصريح بعيداً عن الاستهداف والترصد، وربما لها خط مختلف ومتميّز، ومن يريد التقليل منها فهو إما جاهل بدورها أو أنه يريدها أن تسير في طريق أعوج لا يتواكب مع مكانة النادي الراقي.. الصحافة الأهلاوية قدَّمت كتَّاباً لامعين ومسؤولي تحرير وصحفيين بارعين لذا لا قيمة للرأي المناوئ في هذا الشأن..
* يقول الكاتب الصحفي صالح الحمادي إن أصحاب الأقلام يعيدون حرب (داحس والغبراء) ولكن بلا رماح.. ما تعليقك على كلامه؟
- أرى في ظل التصادمات الإعلامية والمشاحنات المنبرية الزائدة عن حدها أن ما ذكره صحيح، وافتقدت الصحافة من خلال هذا التوجه لغتها الجميلة وإثارتها المقبولة عندما تلتصق أكثر بالأندية وتكون سلاحاً فتَّاكاً لا رسالة شريفة..
ماذا تقول لهؤلاء
فهد الرشودي: نموذج لعضو الشرف المخلص لناديه بالدعم والمشورة..
عادل عصام الدين: مدرسة صحفية رائدة تخرَّج من فصولها كثير من رواد الصحافة اليوم..
منصور البدر: أحد أساتذتي والرجل الذي وقف معي وساندني حينما توليت مسؤولية المركز الإعلامي بالنادي الأهلي..
جمال عارف: اتحادي صرف.. يصيبني بالحيرة أحياناً هل هو يحب الاتحاد أكثر أم منصور؟
فيصل العساف: من أعضاء الشرف المتميّزين بحبهم ودعمهم..
جبر العتيبي: من أشجع الصحفيين والرجل الذي قدَّم الكثير لناديه إعلامياً..
كلمة أخيرة..
كلمة إعجاب وثناء على رياضة (الجزيرة) وعلى ما يخطه يراعك في صفحاتها.