Al Jazirah NewsPaper Friday  16/02/2007 G Issue 12559
الريـاضيـة
الجمعة 28 محرم 1428   العدد  12559
مرايا
الأهلي.. (الراقي).. قولاً وعملاً
سامي اليوسف

الأهلاويون قد يختلفون فيما بينهم على طريقة عشقهم لناديهم، قلعة الكؤوس، لكنهم يتفقون على حبه وعشق مصلحته برقي بالغ.

الأزمات تكشف معادن الرجال والأحباب، وأزمات الأهلي حول كرة القدم خصوصاً عديدة في السابق، لكنها كانت تتضاءل في حضرة الالتفاف الأهلاوي من كل فئاته، سواء أكانوا أعضاء شرف أو جماهير أو حتى صحافيين.

في المباراة النهائية اتبع الأهلاويون سياسة مبنية على إستراتيجية نوعية مميزة، حيث العمل بصمت مطبق وتعزيز داخلي وتصوير إعلامي على أن الفريق يعاني بشدة من وطأة الغيابات والنقص في صفوفه، حتى خُيل للمتابع أن الأهلي خاسر لا محالة أو أنه أشفق عليه من هزيمة تاريخية.

بينما على أرض الواقع الأهلاوي كان الجميع ملتفاً حول الأهلي، الصغير في أدواره قبل الكبير بدعمه وفكره.. الكل يعمل على تعزيز الثقة في نفوس اللاعبين وترتيب صفوف الفريق والتنظيم الجماهيري والإعلامي.

واللافت أن الإستراتيجية الأهلاوية كان عنوانها الرزانة والحكمة فلم تمس مشاعر أنصار المنافس، أو تعمل على التأثير في عناصر اللعبة الرئيسين أو التشكيك في عمل الآخرين وإشاعة الاحتقان في أجواء النهائي.

كان العمل الشرفي قائماً على دعم إدارة المرزوقي لتقوم بأدوارها دون ضغوط أو نقص في الموارد والثقة.. وفر الشرفيون الأرضية الصلبة للإدارة لينعكس ذلك بالإيجاب على عملها الأساس مع اللاعبين والجهازين الإداري والفني.

دعْم اللاعبين وتحفيزهم مادياً ومعنوياً وتعزيز الثقة في نفوسهم وإبعادهم عن الضغوط النفسية والعصبية هيأ المناخ الجيد لهم للتألق، وقبل ذلك الالتزام بما طلبه المدرب لتأتي النتيجة متوازنة مع جودة العمل والتحضير.

في الأهلي لم يمجدوا الرئيس دون سواه، ولم يخصوا شرفياً بالإشادات دون غيره، ولم يطبّلوا للاعبين ويزفوهم للكأس قبل انطلاقة المباراة.

بل سارت الأمور بروية وحكمة وهدوء سبق العاصفة..!

نيبوتشا سمع الكلام فحقق الذهب

اختلف كثيراً المدرب نيبوتشا في قيادته الفنية للأهلي عما كان عليه الوضع مع استلامه لأول مرة لزمام الأمور التدريبية.

والأهم أن الإدارة قضت على داء السمسرة الذي كان يسعى المدرب إلى أن يستشري في الجسد الأهلاوي من خلال تدخله في تحويل مسار التعاقدات في أبناء جلدته أو وفق اختياراته للأسماء، وهذا يحسب لإدارة المرزوقي أنها قضت على حشر المدرب لأنفه في أمر التعاقدات، حيث بدأ يُركز على الأمور الفنية تحديداً.

الأمر الآخر الذي لا يقل شأناً عن سابقه في رأيي أن المدرب توقف عن مهاجمة لاعبي فريقه علناً وعبر الصحافة الرياضية مما ساعد على تعزيز بناء جسور الثقة والتواصل الآمن بينه واللاعبين، وهذا ساعده كثيراً وهنا أيضاً يجب أن لا نغفل دور إدارة النادي في تغيير أشياء مهمة في طريقة وأسلوب المدرب في تعاطيه مع الأمور الخاصة بالفريق واللاعبين.

الجميل أن نيبوتشا برهن على أنه (يسمع الكلام) ويستفيد من الآراء البناءة الناقدة لأسلوبه وهذا أمر يحسب له.

وماذا بعد نفي فيغو!

عندما يؤكد النجم البرتغالي لويس فيغو بأن أمر انتقاله إلى نادي الاتحاد غير موثوق فيه، وأنه لم يحسم بعد وهو المعني أولاً وأخيراً بالأمر وينشر هذا الكلام عبر وكالة أنباء عالمية يهمها في المقام الأول حرفيتها ومهنيتها الصحافية، فإننا يجب أن نضع أكثر من علامة استفهام على كل أصناف البهرجة التي أثارها الرئيس الاتحادي قبل نحو شهر ومعه صحيفته والمحسوبون على الإعلام الاتحادي بشأن حسم التوقيع مع النجم فيغو.

يبدو أن المصائب لا تأتي فرادى على البيت الاتحادي، فبعد هزيمة الأهلي التاريخية والقاسية ثم قرارات لجنة الانضباط ونقل المباراة الدورية المهمة أمام الهلال إلى الرياض جاء تصريح فيغو (الفاضح) ليزيد الطين بلة.

ويبرهن مجدداً على الأخطاء القاتلة في إدارة نادي الاتحاد وحب التلميع وتحقيق مكاسب إعلامية عبر فرقعات صحافية لا تقدم بل تؤخر كثيراً..!

هل يستيقظ الاتحاديون على صدمة أخرى قد تتعلق بمطالب مالية جديدة هذه المرة أو هزائم مريرة أم ضياع بطولات أخرى.

فواصل

* كنت أقول للزميل الاتحادي العقلاني عثمان مالي، وهو يمارس رياضة المشي (هارد لك)، وإن للمشي فوائد نفسية وصحية تخلص الإنسان من بعض الضغوط فأجابني بعقل: (هذه الهزيمة جاءت في التوقيت المناسب لتوقف الأخطاء والبهرجة).. ألم أقل لكم إنه اتحادي عاقل.

* شغب الجمهور وتوتر اللاعبين وتهور البعض منهم والانسحاب من المنصة يعكس حالة من الغليان الداخلي لوضع متأزم مكبوت قد يطفو للسطح قريباً لينثر حمم كل التفاصيل المسكوت عنها!

* في قمة أفراحهم بالكأس والذهب، جهز خبراء الأهلي فريقهم لمنازلة برج بو عريرج الجزائري في فترة زمنية قياسية ولم تنسهم الأفراح واجباتهم وعقلانيتهم في التعامل مع الأحداث، ليحقق الفريق نصراً ثميناً مكّنه من الصدارة عربياً في مجموعته وعزز نجمه اللافت مالك معاذ من موقعه على قمة الهدافين.

* ها هي (الجزيرة) مجدداً تثبت أنها المنبر الإعلامي الراقي والصادق والحيادي لكل أندية الوطن، فمن يحقق الإنجاز يبشر بأخذ حقه وافياً على صدر صفحاتها.

خاتمة

(لا يصح إلا الصحيح)

*sam2002ss@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد