Al Jazirah NewsPaper Friday  16/02/2007 G Issue 12559
الريـاضيـة
الجمعة 28 محرم 1428   العدد  12559
ترانيم المتعة
صالح رضا

الله عز وجل المتعة للإنسان وشرعها تعالى حقاً له يتفضل بها عليه بين الفينة والفينة.. ولقد حظي بها جل من شاهد مباراة الكأس التي جمعت الأهلي مع الاتحاد على كأس سمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله -.. فالمتعة لا تأتي من فراغ ولا تنبع من قوة ولا تفرض بإجبار.. المتعة تأتي دائماً من المنابع الطيبة.. ومن الأنفس الخيرة.. بل إن متعة المتعة تأتي دوماً من النفوس البيضاء ومن الطبيعة الخضراء.. وهذه من قبل ومن بعد هي نعمة الخالق على خلقه.

** هذا الممتع المسمى ب(الأهلي) أمتعنا برشاقة أدائه وكأنه يبني قصائد الأخيار الطيبين.. الملأى بالحكمة والنبل والدعوة للخير والحياة السوية.. لحياة نقية دائمة ومبهجة ومريحة.

** الأهلي في ذلك المساء كان مبهجاً وممتعاً وترك للآخرين العنف والتوتر والخروج عن المألوف.. فرأينا ما يندى له الجبين من انفلات يدعو حقيقة للشفقة والدعاء لهم بالسكينة والطمأنينة.. فهم أيضاً جزء منا لا نتمنى لهم أن يُصابوا بكل ذلك الهلع.. فتكون ردة الفعل كما شاهدنا من خشونة حتى اللاعبين الأجانب لديهم أخذوا يضربون ويركلون.. وبعض جمهورهم المغلوب على أمره يرمي ويرجم في كل اتجاه حتى خرج جلهم من الملعب حفاة للأسف.

** لم نتمن أن يصل بهم الحال إلى ذلك الوضع المزري.. قسماً لم نكن نرغب في ذلك.. ولم نكن نتمنى ذلك الانكشاف أمام ملايين المتابعين في أنحاء العالم العربي فضلاً عن تقرير حكم المباراة المعد للفيفا.

** أيضاً لم نكن نتمنى إجبار - نجم المباراة الأول - الحكم العادل والنزيه أن ينهي المباراة قبل وقتها الأصلي.. فهذه ستبقى وصمة سلبية في حق رياضة (الوطن).. وسيخلدها التاريخ الرياضي ولن يغفلها.. وسيذكرها بشخوصها وظروفها.

** هذه المباراة هي أول نهائي سعودي ينتهي قبل وقته المحدد.. وثاني مباراة في تاريخ لقاءات الفريقين انتهت قبل وقتها النظامي... فقد انسحب الاتحاد في عصر ذات يوم وقبل عشرات السنين في ملعب الصبان.. وها هي تتكرر بعد أن ظننا أننا تجاوزنا تلك النزعة التي تنتشر في ملاعب الحواري الخلفية.

** وكم كانت ستكون المناسبة مبهجة وراقية وحضارية لو بدأت وانتهت المباراة حسب قوانين اللعبة.. وكم كانت الغبطة الجميلة وهي تنثر شذاها في جنبات الملعب لكل الحاضرين لتنتهي كأي مباراة أُقيمت في مجتمعات حضارية شاهدناها ونشاهدها دوماً في الملاعب هنا وهناك فيصيبنا الانكسار ونحن نشاهد نهائياً ممتعاً من طرف ومزرياً من الطرف الآخر.

** المتعة والبهجة والنشوة التي نثر الأهلي شذاها ذلك المساء فانتشر عبيرها في الآفاق مغردة تُمتع الجميع وتبهج الناس أينما كانوا فالمتعة والبهجة التي تجعلك مبتهجاً ومبتسماً قد خص الله تعالى الإنسان بها لحكمة إلهية.. وذلك على العكس من الانفعال والتوتر مما يزيد أثر الصدمة فتكون متقوقعة على أصحابها وينالهم بؤسها وألمها بينما المبتهجون في غاية المتعة والسرور.

** وقبل أن أختم أسأل الله تعالى أن تكون تلك المباراة نهاية للتصرفات الخارجة عن قيمنا ومبادئنا الإسلامية قبل أن تكون من قيم ومبادئ الرياضة والفروسية.. فلا نخرج عن قانون اللعبة ولنتقبل الهزيمة كتقبلنا للفوز.. ولنبارك للفريق المنضبط والفائز وللطرف الآخر نخفف من عوامل الهزيمة.. ومَنْ تقبل أمر الله بنفس راضية فحتماً سيدخل الله طمأنينته إلى نفسه وسيعوضه الله خيراً منها إذا احتسب وتوكل والأمر في نهاية الأمر كرة قدم.

** أخيراً نبارك لكل الأهلاويين ذلك التفوق وذلك الإمتاع متوجاً بالسلوك النبيل والانضباط التام حسب القيم والمبادئ السامية التي يحضنا عليها ديننا الحنيف قبل أن تحضنا عليها مبادئ الرياضة.. لتنتشر الغبطة والراحة والمتعة في نفوس الرياضيين الحقيقيين أينما حلوا وفي أي زمان كانوا.. والله الموفق.

عيب يا بدرة!!

اللاعب العربي خالد بدرة (أساء) لنفسه ولناديه وللبطولة وللمباراة.. فقد كان حرياً به بعد أن سجل الهدف الثالث أن يكون متجهم الوجه.. قاطب الجبين.. منتفخ الأوداج.. وعابس الوجه.. ثم يذهب لخانته في الدفاع وهو منكس الرأس ويمشي الهوينى وقد احدودب ظهره.

هذا ما أراده البعض أن يكون عليه خالد بدرة بعد أن يسجل أثمن هدف وفي نهائي غير عادي (ديربي) وكان قد سجل الهدف القاتل في الفريق المنافس وهدف التأكيد لفريقه بالحصول على البطولة وكأسها.. ومع كل ذلك استكثروا عليه أن يفرح!!!

هذا ومن الإخوة الاتحاديين من سألني بالله تعالى أن أقول كلمة الحق.. وللعلم.. فكم من كلمة حق أغضبت الهلاليين، وكم من كلمة حق فرضت عليَّ المقاطعة من الأهلاويين.. وكم.. وكم.. فرأس مالي كلمة الحق أقولها.. ولو كانت على نفسي.. قسماً أقولها.. فأنا لا أهاب أحداً ولا أتملق أحداً ولا أظلم أحداً إن شاء الله.

دعونا نأخذ الموضوع بهدوء حسب رغبة بعض الإخوان الاتحاديين ممن راسلوني بهذا الصدد.. فبعد أن سجل بدرة ضربة الجزاء فمن الطبيعي أن يفرح.. ومن الطبيعي أن يتجه لأي جهة كانت - عدا احتياط الفريق الخصم - فما دام داخل الملعب فمن حقه أن يفرح ثم يأتي زملاؤه ويحيطون به.. وهو ما حصل وفي هذه الأثناء رمى بعض جمهور الاتحاد الفوارغ والأحذية - أكرمكم الله - على بدرة ولاعبي الأهلي، فحمل بدرة حذاء منها ووضعه على رأسه في إشارة واضحة أنكم أنتم يا جمهور على رأسي.. ثم اتجه لخانته وهذا ما قاله بدرة بعد المباراة ولو أني أخالفه كثيراً في ذلك الأسلوب.. فقد خانه الأسلوب.. فلو أعاد شيئاً من المحذوفات رمياً أو أشار بما حذف به لكان هناك سوء تصرف منه ولكانت هناك إدانة له.

هذا ولم تكن هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة.. ففي مباريات الاتحاد المهمة على استاد الأمير عبدالله الفيصل إذا ما تأكد بعض جمهور الاتحاد من ضياع المباراة على فريقهم تقوم فئة منهم بالرمي والرجم وإشاعة الفوضى.. هذا ما شاهدته وهذا ما أعرفه ولو كان بدرة مذنباً لأدنته.

وأذكر هنا بما كان يفعله بهجة والمهاجم البرازيلي سيرجيو تجاه احتياطي الأهلي ولجمهور الأهلي في الدرجة الأولى ومع ذلك لم يحدث منهما ما يعكر صفو المباراة.

أنا أفهم حقيقة المشاعر فقد جعل البعض من فرحة بدرة القشة التي يتمسك بها الغريق لتبرير ما فعله جمهور الاتحاد.. ثم إذا كان بدرة استفز جمهور الاتحاد بماذا نفسر استمرار الرمي تجاه الحكم المساعد ولاعبي الأهلي، مما اضطر الحكم الحازم لإنهاء المباراة قبل وقتها النظامي وستبقى ندبة سوداء في جبين الكرة السعودية.

وهذا وأستغرب جداً من لجنة العقوبات في تكليف النادي الأهلي بلفت نظر خالد بدرة، وهو الذي حرص ومن خلال خبرته الدولية على احتواء الموقف أكثر من مرة فقد رمى إحدى كرات رمية التماس إلى ضربة مرمى للاتحاد لينهي حالة التوتر والاحتقان التي كانت في المدرج.. كما أن بدرة اللاعب عُرف عنه هنا وفي بلده تونس حسن الخلق وخفة الظل والتقيد بالقيم الرياضية.. بل هو من خيرة اللاعبين تأدباً وخلقاً وسلوكاً في ملاعبنا، ويظهر أن مستواه وقيادته الحكيمة للفريق هما سبب الحملة التي تعرَّض لها، لكن يا جبل ما تهزك ريح كما يقول المثل الشعبي، وهنا لا يفوتني أن أنوه بما قام به اللاعب الخلوق حمزة إدريس من تهدئة لجمهور ناديه.. وكنا نتمنى أن تسفر جهوده عن شيء إيجابي قبل أن ينهيها الحكم بالصافرة القاضية قبل وقتها النظامي.. والله من وراء القصد.

وتتواصل المتعة!!

حوّل الفريق الرديف للأهلي غياب أعمدة الفريق واسترخاء اللاعبين بعد الاحتفالات بالفوز بكأس سمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - والظروف غير المواتية إلى طالع سعيد بفوزهم على أهلي بوعريج الجزائري، ذلكم الفريق الصعب والقوي.. لكن إرادة الله تعالى كانت أقوى.. فألف مبارك للأهلي السعودي الفوز والنقاط الثلاث والمتعة والإمتاع المتخصص فيه الأخضر!!

نبضات!!

* اتضح للجميع الآن لماذا الاتحاديون يعارضون الاستعانة بالحكام الأجانب ويصرون على بعض المحليين؟.. ولا تعليق!!

* استغرب الجميع عدم صعود اللاعب مناف أبو شقير للتشرف بالسلام على راعي المباراة واستلام ميداليته الفضية.. الرياضة أخلاق وممارسة للسلوكيات السوية!!

* حسن خليفة حارس الاتحاد السابق أراد الاعتداء على لاعبي الأهلي أثناء احتفاليتهم بالكأس.. ونقول له: يا مدرب (الغفلة) عليك باحترام المناسبة واحترام اسم صاحب المناسبة واحترام راعي المناسبة واحترام أصول الروح الرياضية.. (أصرف لك) بدلاً من ذلك السلوك المشين!!

تنويه:

ورد في نبضات في المقال السابق ما يلي:

(النبل الأزرق أنقذ الأهلي في اللحظة الأخيرة، وهذه من مزايا الزعيم، فهو نادٍ حر لا يخضع إلا لله ثم لإرادة رجاله!!) والحقيقة أن زميلنا المصحح قد بتر الجملة حيث صحتها كما يلي:

(رئيس.......(لحس) اتفاقه مع الأهلي بإعارة..... لهم، ومعروفة الأسباب والضغوط، ولكن النبل الأزرق أنقذ الأهلي في اللحظة الأخيرة، وهذه من مزايا الزعيم فهو نادٍ حر لا يخضع إلا لله ثم لإرادة رجاله!!).

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6891» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد