Al Jazirah NewsPaper Friday  16/02/2007 G Issue 12559
الاقتصادية
الجمعة 28 محرم 1428   العدد  12559
أكد أن السعودية مؤهلة لتكون مركزاً لخدمات ودعم ثلثي تجارة الشرق الأوسط.. مدير وكالة الاستثمار الأجنبي الهولندية لـ ( الجزيرة ):
نتطلع إلى زيادة حضورنا الاقتصادي.. والمملكة يمكن أن تقوم في المنطقة بدور اقتصادي مماثل للدور الهولندي في أوروبا

*حاوره - فهد العجلان:

أكد السيد جاكوم هاكاما مدير وكالة الاستثمار الأجنبي الهولندية أهمية أن يزور المستثمرون من دول العالم المملكة، ويقفوا عن كثب على التطورات الاقتصادية التي تعيشها، مؤكداً أن هذا الوضع الاستثنائي تجهله العديد من الدول، مشيداً بالخطوات الإيجابية التي بدأت تقوم بها هيئة الاستثمار السعودية في التعريف بالأوضاع والظروف الاقتصادية التي تعيشها المملكة.

وكان السيد جاكوم قد زار المملكة مؤخراً ضمن جولة قام بها إلى دول المنطقة بهدف تعميق التواصل وتوسيع الحضور الاقتصادي الهولندي في دول الخليج. (الجزيرة) التقت السيد هاكاما في الرياض خلال جولته الخليجية وكان لها هذا الحوار القصير معه:

* ما طبيعة زيارتكم للمملكة، وما الأهداف الاقتصادية التي تطمحون إلى تحقيقها... ومرئياتكم عن مستقبل العلاقة بين البلدين؟

- زيارتي للسعودية هي جزء من زيارة استهدفت عدداً من دول الخليج بهدف عرض وترويج الفرص الاستثمارية المتاحة في سوقنا، وكذلك توسيع إطار التعاون والحضور الاقتصادي بين هولندا ودول الخليج في مجالات الاستثمارات العامة، وفي مجال الطاقة على وجه الخصوص.. وأشير هنا إلى أنني سبق أن زرت المملكة في أبريل الماضي مع نائب رئيس الوزراء الهولندي أثناء إبرام صفقة سابك والتي عقدنا خلالها لقاءات مثمرة مع كبار المسؤولين فيها. وللعلم فإن شركتي سابك وأرامكو تشكلان حضوراً جيدا في السوق الهولندي اليوم، كما أن الأولى افتتحت فرعا لها في سبتمبر الماضي في مقاطعة خيلين باستثمارات بلغت 2.3 بليون يورو، وفي الواقع أن هولندا تمثل موقعا اقتصادياً استراتيجياً للقارة الأوروبية، لذلك حرصت خلال زيارتي لمنطقة الخليج على التركيز في هذا الجانب والذي يمكن لدول الخليج استغلاله خصوصاً في مجال الطاقة وتوفير بيئة الأعمال الملائمة لشركات الطاقة الكبرى وما يساعد في انسياب الحركة التجارية بيننا والآخرين هو أننا نملك ميناء يعد من أكبر موانئ الطاقة في العالم وهو ميناء روتردام.

* هل لك أن تعطينا تفاصيل أكثر عن الاستثمارات السعودية الهولندية المشتركة؟

- معروف أن المملكة تتجه إلى الاستفادة من مخزونها من الغاز وتسعى إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع.. كما أن لدي قناعة وحرصاً بأهمية تفعيل الدور الاستثماري الذي يمكن للشركات الهولندية القيام به والفرص المتاحة التي تعرض للجانبين، وأعتقد أن العلاقة الاقتصادية الفاعلة لابد أن تأخذ في الحسبان تفاعل الطرفين وهو ما نسعى إليه.. وصحيح أن ثمة نشاط جيد للشركات الهولندية في المملكة ولكني أعتقد أن هناك مجالاً أرحب لمشاركة المزيد من الشركات وتوسيع أكبر للمشروعات، ونحن نعمل بجد مع هيئة الاستثمار في المملكة والتي افتتحت مكتباً لها في هولندا وتساهم عبره بدور كبير وفعال في الترويج للاستثمارات السعودية.

* ألم يكن هناك تعاون سابق بين المملكة وهولندا بخصوص الاستثمار في قطاع المياه وكذلك المعدات الطبية؟

- صحيح كان هناك وفد هولندي متخصص في مجال المياه سبق أن زار المملكة في وقت سابق، وقد قدم عرضاً تفصيلياً عن الخبرات الهولندية في مجالات معالجة المياه وخصوصاً المياه الملوثة صناعيا، أو حتى مياه المجاري وإمكانية معالجتها لتصبح صالحة للشرب... هذه الخبرة الهولندية المتراكمة عبر السنين أعتقد أنها قادرة على تكوين إطار تعاون فعال لخدمة البلدين ومعالجة الكثير من الإشكالات... فكما سمعت مثلا أن مدينة جدة تعاني من طفح المياه ومثل هذه الإشكالات لدينا الخبرة التقنية ليست فقط للقضاء عليها وإنما للاستفادة من هذه المياه وتحويلها لمياه صحية صالحة للشرب.. وأذكر أني حين كنت في الصين قبل سنوات وفي شنغهاي بالتحديد قامت إحدى شركات المياه الهولندية بتوقيع عقد ضخم لتوفير مياه الشرب هناك... فكما أسلفت لدينا الخبرة والقدرة ونسعى لتقديمها للجميع؛ فعبر اللقاءات المباشرة والمتواصلة سيتحقق العمل المشترك والناجح.

وبالنسبة للجزء الثاني من السؤال فأقول وأنه وخلال زيارتنا السابقة للمملكة أبدى المسؤولون في هيئة الاستثمار رغبتهم في دخول الشركات الطبية الهولندية للاستثمار في السوق السعودية، وسرعان ما نقلنا هذه الرغبة لبعض الشركات الهولندية هناك فكانت الاستجابة مباشرة وسريعة من شركة فيلبس وها هم اليوم يعملون بفاعلية في السوق السعودي وهذا يؤكد أن الفرص حين تجد التسويق الواضح والفعال سرعان ما تلتقط.. أيضاً لا يفوتني الإشارة إلى الاهتمام الذي أبدته هيئة الاستثمار السعودية والتي تتولى إنشاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بتجربة ميناء روتردام وخبراته والسعي للاطلاع على تفاصيلها للاستفادة منها فيما يتعلق بإنشاء ميناء المدينة الاقتصادية، وقد نقلت هذه الرغبة إلى إدارة ميناء روتردام وتم التواصل بينهما وأعتقد أنك شخصياً زرت هولندا مع زملائك الإعلاميين الشهر الماضي ورأيتم الكثير من المجالات التي يمكن للبلدين التعاون فيها.

والأمر المهم الذي لا يفوتني ذكره تعزيز التعاون الاقتصادي على صعيد الشركات المتوسطة والصغيرة، فكما تعلمون هناك الكثير من الشركات في الشرق الأقصى تقوم بالتصدير بطريقة(FOB).

هذه الطريقة قد تحقق ربحا معقولا للشركات المصدرة لكنها بالمقابل تخلق فرصا كثيرة للتجار والموزعين لتحقيق أرباح كبيرة.

* هل تركزون على قطاعات معينة في مجال تبادلكم التجاري مع المملكة أم أن المجال مفتوح في هذا الجانب؟

- المكانة الاستراتيجية لهولندا والخدمات اللوجستية التي تقدمها جعلتها اليوم موقعا لتصريف الكثير من السلع، وبحكم الخبرة التراكمية لهولندا في هذا المجال نهتم بكل أنواع السلع التي تدفع عجلة الاستثمار؛ فمثلا نملك مزادات تسويق الورود لكل أنحاء العالم ليس فقط الورود الهولندية بل حتى الورود التي تأتي من دول الشرق الأوسط وأعتقد أن المملكة أحدها فحسب معلوماتي أن 22 طائرة من نوع 747 محملة بكل أنواع الورود تصل إلى المزادات الهولندية أسبوعيا من كل أنحاء العالم... هذا الدور الاقتصادي الهام الذي تقوم به هولندا في أوروبا أشعر بأن السعودية وبإمكاناتها الكبيرة والمتنوعة قادرة وبجدارة أن تقوم به وأن تكون القلب الاقتصادي الحيوي والمحوري لتقديم الدعم والخدمات المساندة للعديد من السلع والخدمات لتكون مقرا لثلثي حجم تجارة منطقة الشرق الأوسط، وأعتقد أن في التجربة والخبرة الهولندية مايمكن أن يساعد المملكة على القيام بدور كهذا، أيضاً من القطاعات التي يمكن للمملكة وهولندا التواصل والتعاون فيها القطاع الزراعي وأعتقد أن الشركات الزراعية الهولندية تعمل بشكل جيد في المملكة فيما يتعلق بالبيوت المحمية ولدينا في هولندا تقنيات متقدمة ومتطورة جدا في هذا المجال؛ فعلى سبيل المثال نملك التقنية التي تحفظ المياه ساخنة طوال الصيف داخل تربة البيوت المحمية لتستخدم في الشتاء الأمر الذي يساهم في ترشيد الكهرباء.

أعتقد أن المملكة قادرة على أن تكون محورا ومركزا ماليا أساسيا في المنطقة وهو الدور القائم على تواجد البنوك الدولية وتوسع الخدمات المالية وتنوعها الأمر الذي يخول المملكة لاقتطاع حصة مناسبة من العمليات المالية الدولية التي تنفذ كمحور رئيس في المنطقة بين الشرق الأقصى وإفريقيا وأوروبا.

* كلمة أخيرة تودون إضافتها؟

- أخيراً أود أن أؤكد أنني مبهور جداً بسرعة التطور والتقدم الذي تعيشه المملكة العربية السعودية وأعتقد أن دولا كثيرة في العالم لا تعرف عن هذا الوضع الاستثنائي الذي تعيشه المملكة، والمهم الآن أن هيئة الاستثمار في المملكة بدأت تقوم بدور فاعل في هذا الاتجاه بتعريف العالم عن كثير مما يحدث في المملكة لكني على ثقة أن المستثمرين في الكثير من دول العالم بحاجة إلى أن يزوروا المملكة ويشاهدوا هذا الواقع المتميز وأنا سعيد في الواقع بتدشين مكتب لهيئة الاستثمار السعودية في هولندا يكون نافذة اقتصادية واسعة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد