Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/02/2007 G Issue 12558
الريـاضيـة
الخميس 27 محرم 1428   العدد  12558
علاج النصر بيد أعضاء شرفه
مي عبدالعزيز عبدالله السديري

لقد وصلني عبر بريدي الإلكتروني رسائل كثيرة تطلب مني أن أكتب عن الشأن النصراوي وفي مقالي هذا سأتطرق لحال وواقع النصر الذي يعيشه بعد رحيل رمزه ورئيسه الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله.

فقبل رحيله كانت هناك بعض من الأصوات النشاز وبعض من أعضاء الشرف يطالبونه بأن يترك رئاسة النادي وإعطاء الفرصة لغيره وتصدى لهم بكل قوة وكأنه على علم بما سيحل بهذا النادي بعد رحيله وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حنكته وخبرته الرياضية الطويلة وبعد أن شاءت قدرة الله وقضائه بوفاته - رحمه الله - الذي ترك فراغاً إدارياً لا يمكن ملؤه إلا بأحد الذين تخرجوا من مدرسته من حيث القيادة والضبط والربط واتخاذ القرارات التي تحمي هذا النادي الذي كان منذ سنوات طويلة خلت إحدى ركائز منتخبنا الوطني ودعائمه الأساسية لكرة القدم من حيث تقديم نجوم على المستطيل الأخضر.

فبعد أن ترجل الفارس عن فرسه فقد هذا النادي معه هويته وشخصيته وهيبته وأصبح يعيش حالة من التفكك والتمزق داخل أروقته وعدم الاستقرار، فلقد تعاقبت على هذا النادي ثلاث إدارات التي كان آخرها عودة الرئيس الذهبي الأمير فيصل بن عبدالرحمن لتولي رئاسته التي حظيت بدعم مالي كبير وتباشر الجمهور النصراوي خيراً لعل وعسى أن يعود فريقها لمنصات التتويج كما كان في عصره الذهبي متناسياً ذلك الجمهور بأن هناك فرقاً بين نصر الأمس ونصر اليوم، فنصر الأمس فريق قوي يلعب بروح الانتماء لناديه ويقدر ويحترم مشاعر جمهوره ويضحي من أجل شعار النادي الذي يحمله ومن خلفهم قائد محنك وشخصية قوية قيادية الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - ونصر الأمس لم يكن فرعاً لأحد من الأندية فكانت الشخصية النصراوية تفرض على الآخرين احترامها.

أما نصر اليوم الذي يصارع من أجل البقاء وهذا طبعاً لم يعهده جمهوره الوفي والصابر فنجد أنه دخل ضمن دائرة الاحتواء للأندية الكبيرة وأصبح أعضاؤه هم رؤساء أندية منافسة تدعي جهاراً لكن ما تبطن هو من لا يستطيع أن يعلم به أحد وهذه الظاهرة لا توجد إلا في النصر والغريب أن أندية هؤلاء الأعضاء هم من يهزم النصر بهزائم ثقيلة، وأنا غير قادرة على استيعاب هذه المعادلة.

إن سوء التخطيط الإداري والانفراد في اتخاذ القرار ودخول الإدارة في مشاكل مع بعض من أعضاء مجلس الإدارة وإبعاد أبرزهم من حيث الدعم المادي وتنسيق أغلب اللاعبين والتعاقد مع لاعبين أجانب منتهية صلاحيتهم وعدم الأخذ بآراء الكثير من أعضاء شرفه حول الأمور التي تهم مصلحة نادي النصر العامة وما آلت إليه نتائج الفريق ووضعه في ترتيب سلم دوري كأس خادم الحرمين الشريفين قبل الأخير وكل ذلك ما هو إلا نتاج سوء التخطيط والتخبيط الإداري الذي يعيشه هذا النادي الذي لم يبقَ منه إلا اسمه (نادي النصر) تصورا حتى لونه وشعاره غيروه وهذا ما شاهدناه في المباراتين الأخيرتين للفريق أمام الاتحاد الذي أصبح فيه هذا النادي العالمي فرعاً وتبعياً له وذلك إرضاءً لعضو شرفه منصور البلوي وفريق الحزم في اعتقادي بل أجزم لو أن رئيسه الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - كان حياً لما رأينا نادي النصر بهذا الحال.

جمهور النصر الوفي والصابر والمغلوب على أمره يعيش حالة من الخوف والذعر على مستقبل فريقه من شبح الهبوط، فبعد هذه الأحداث والنتائج التي حصلت لنادي النصر والمخيبة لآمال جمهوره الكبير وحفاظاً على سمعته وتاريخه الرياضي العريق فأنا من وجهة نظري ورأيي إذا ما أراد النصراويون النظر في مصلحة نادي النصر العامة فإن علاج البيت النصراوي يتلخص بالآتي:

1 - أن تكون الإدارة النصراوية شجاعة وجريئة وتقدم استقالتها فوراً حفاظاً على ما بقي له من سمعة وتاريخ رياضي لهذا النادي ولمصلحته العامة.

2 - أن يكون هناك اجتماع عاجل داخل أروقة النادي وموسع لأعضاء شرف النادي دون استثناء لمناقشة الأمور التي تهم مصلحة النادي العامة واختيار مجلس إدارة قادر على النهوض بالنادي والعودة به إلى سابق عهده.

3 - تفعيل دور هيئة أعضاء الشرف ليكون لها الأهمية القصوى في اختيار من تراه مناسباً لتولي رئاسة النادي القادمة.

أما المكابرة والعناد والتشبث بكرسي الرئاسة وعدم الالتفات لمصلحة نادي النصر العامة فسيدخل نادي النصر لا قدر الله في معترك وكارثة الهبوط.

فالحل إذا والعلاج الآن بيد أعضاء شرفه فهل من مجيب؟

همسات

1 - يبدو أن نائب المشرف العام لكرة القدم النصراوي عبدالعزيز الدغيثر ليس لديه أي خلفية رياضية بعد تصريحه بأن النصر سوف يصل إلى المربع الذهبي، تصريحات الدغيثر أصبحت نكتة يتداولها الرياضيون برسائل الجوال.

2 - هل يملك طلال الرشيد عصا موسى السحرية لانتشال الفريق من القاع حتى تسند إليه مهمة الإشراف على الفريق في هذا الوقت أم أن الإدارة تريد أن تخلي مسؤوليتها من الإخفاقات وتأتي بعضو ليس له أي دراية وخبرة بعلم كرة القدم ويشرب الكأس المر في نهاية المطاف بسبب حب الشهرة.

3 - حكم مباراة النصر والفيصلي قدم مساعدة مكشوفة لنادي النصر ومن المتوقع أن تستمر المهزلة التحكيمية لصالح النصر خوفاً من هبوطه وهل من المعقول أن تدفع الأندية ثمن بقاء نادي النصر، الجمهور النصراوي الواعي يرفض بالتأكيد بقاء فريقه بهذه الأساليب لأنه يرغب بالحل الجذري.

Maysay777@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد