الجنادرية اسم ارتبط في الأفهام بمفاهيم التراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة والإسلامية السامية والمتجذرة في المجتمع السعودي، ومنذ انطلاقته الأولى في عام 1405هـ لقي مهرجان الجنادرية اهتماماً متزايداً على المستوى العربي والعالمي، فانتقل من المحلية إلى العالمية بسبب ما اشتمل عليه من ثراء ثقافي وفكري لا ينضب.
ومن ابرز أهداف مهرجان الجنادرية الذي يقام في هذا الوقت من كل عام التأكيد على هوية الشعب السعودي العربية والإسلامية، وتأصيل الموروث الوطني بشتى مجالاته ليبقى ماثلاً للأجيال المتعاقبة، وتوسيع دائرة الاهتمام بالفكر والثقافة في المجتمع، وفتح باب المناقشات الفكرية والسجالات الشعرية بمختلف أغراضه.
كما أن مهرجان الجنادرية فرصة سانحة لإبراز ما أبدعته الأيدي السعودية عبر السنين في مختلف الحرف التقليدية، وإعطاء الجيل الحاضر صورا من الكفاح الذي عاشه الآباء والأجداد، لتكون نموذجا ماثلا ومرتبطا بالواقع المعاش، وحافزا للجيل الحاضر على العطاء وبذل المزيد، ويضاف إلى ما سبق الأهمية السياحية لمهرجان الجنادرية إذ إنه يمثل عنصر جذب وترفيهي كبير.
إن التطور الحضاري والتقدم العلمي والتقني لا يعني الانفصال عن الماضي مهما امتدت جذوره الزمنية، فالحاضر هو امتداد طبيعي للماضي.
فالحضارة مجموعة من التراكمات الزمنية، ولا يمكن فصل أولها عن آخرها، والجمع بينهما من الأمور التي اهتمت بها المملكة، ولا ننسى معارض المملكة بين الأمس واليوم التي نظمت في أكثر من عاصمة دولية، أعطت صورة واضحة عن النقلة الحضارية التي حققتها المملكة في جميع الميادين، التي أذهلت الشعوب الأخرى وخاصة الشعوب الغربية.
والدول عادة ما تحتفي بموروثاتها الثقافية، وفنونها الشعبية ومعالمها الأثرية والحضارية، حتى إنه أنشئت منظمات دولية للعناية بالثقافة والآثار وكل ما يتعلق بالزمن الماضي.
والمملكة بحكم طبيعتها العربية تتمتع بثراء حضاري تاريخي متميز، ولقد استطاع مهرجان الجنادرية الذي يتطور كل عام أن يوثق هذا الثراء، ليس للسعوديين فقط، وإنما لكل المهتمين بالتاريخ والثقافة، وما من شك في أن الجمهور على موعد مع عروض جديدة ومتنوعة انتظرها منذ محرم الماضي.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244