بعد الشغب الجماهيري الاتحادي الذي أساء لنهائي كأس الأمير فيصل بن فهد وشوَّه جمال اللقاء ومكانة المناسبة ونقل صورة مسيئة عن انضباط مدرجات ملاعبنا للعالم من خلال شاشات الفضائيات أو من خلال تقرير الحكم الإسباني المرشح من قبل الفيفا، توقع الجميع أن تصدر عقوبات مشددة تجاه تلك التصرفات الهوجاء تردع أصحابها وتكون عبرة لغيرهم من الجماهير.
ولكن الذي للأسف كان غير ذلك..!!
فالعقوبات التي صدرت جاءت مخففة جداً وغير متناسبة مع حجم الأفعال المشينة التي حدثت، والأكثر غرابة أن تلك العقوبات الخجولة رافقتها قرارات أخرى حولت مسار قضية الشغب الجماهيري الاتحادي من مطالبة بعقوبات إلى مكافآت فعلية، وذلك عندما تم العفو عن اللاعبين الموقوفين بعد انقضاء نصف المدة حيث كان الاتحاد هو المستفيد الأول والأكبر من هذا القرار.
وبدلاً من أن يكون لقرار العقوبة على الشغب الجماهيري وقعه في ردع الجماهير الاتحادية وإشعارهم بفداحة ما ارتكبوه من أعمال وسلوكيات مشينة ومرفوضة جاء قرار العفو ليطلق رصاصة الرحمة على قرار لجنة الانضباط ويصيبه في مقتل. فلم يعد لقرار لجنة الانضباط أي قيمة أو مفعول بل إنه ولد ميتاً.
وفي الحقيقة لا اعتراض على قرار العفو من حيث المبدأ فهو صادر من القيادة الرياضية التي نحترمها ونحترم قراراتها، ولكن الملاحظة كانت على التوقيت فقط. فالعقوبات يجب أن يكون لها دور وفاعلية وأهداف ردعية وتربوية وإن لم يحدث ذلك تكون لا قيمة لها. لذلك فإن عقوبة الفريق الاتحادي على شغب جماهيره لم تعد لها قيمة أو فاعلية سواء لدى جمهور الاتحاد أو الجماهير الأخرى لأن هناك مكافأة (كبرى) تزامنت مع قرار العقوبة (الضعيف).
وإذا كنا نلاحظ على إدارات وجماهير الأندية الأخرى الحسرة والندم كردود فعل طبيعية بعد صدور قرارات لجنة الانضباط ضد ممارسات خاطئة ارتكبوها، فإننا أمام الحالة الاتحادية الفريدة رأينا العكس تماما. فلأول مرة نرى فرحاً وابتهاجاً وسعادة غامرة بقرارات لجنة الانضباط وعقوباتها وذلك لأن المكأفاة (والترضية) كانت أكبر وأثمن.
ويبقى السؤال المحير يبحث عن الإجابة الصعبة..
كيف اكتسب الاتحاد هذه الحصانة.. ولماذا تكون له وحده هذه الحظوة والمعاملة الخاصة..؟!!
وعلى من يجد الإجابة أن يقدمها مشكوراً لأعضاء لجنة الانضباط المحترمين الذين اكتشفوا أن قرارات لجنتهم ضد الخروج الاتحادي عن نصوص الانضباط هي تجديف ضد التيار.