من يقرأ حديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لوكالة إيتارتاس الروسية يخرج بعدة مبادئ مهمة فيما يتعلق بالسياسة وممارستها، بعضها يتعلق بالسياسة الداخلية وأخرى بالخارجية والعلاقات الدولية.
ومن هذه المبادئ والمتعلقة بالسياسة الداخلية أن المنصب أياً كان إنما هو أمانة على عاتق صاحبها، وتعظم الأمانة مع علو المنصب. ولا شك في أن ولاية أمر الناس من أعظم الأمانات. فالسلطة ليست هيمنة على الناس وممارسة للقوة ضدهم، وإنما هي مسؤولية كبرى لخدمة الناس وقضاء حوائجهم. فالسلطة انتصار للضعيف في وجه القوي، وإحقاق للحق، من دون النظر إلى ألوان الناس وطبقاتهم. فالجميع أمام صاحب السلطة سواسية.
ومن المبادئ المستقاة من حديث الملك هي أن القائد السياسي ليس بمعزل عن المجتمع، وإنما هو فرد من أفرادها وجزء لا يتجزأ منها، وبالتالي، فإن أي قرار يتخذه القائد إنما ينبع من قيم المجتمع وثقافته، ولخدمة المجتمع. وقد أكد الملك عبدالله على هذه النقطة بقوله: (دور الدولة هو ضمان توفير المناخ الملائم لأي قرار يراه المجتمع مناسباً بما ينسجم مع مبادئ الشريعة الإسلامية)، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الجدلية والتي تختلف فيها الآراء.
وفيما يتصل بالعلاقات الدولية أكد المليك على أهمية الاحترام المتبادل بين الشعوب والحضارات، والوقوف في وجه دعاوى التقسيم والفرقة. لأن الاستقرار الدولي لا يمكن تحقيقه وسط بيئة دولية مشبعة بالكراهية والأحقاد. ولا يمكن لهذه البيئة أن تنعم بالمحبة والسلام إلا بحل القضايا العالقة ورد الحقوق لأصحابها.
فالمجتمع الدولي القائم على الكيل بمكيالين لن يحقق الأمن المطلوب والذي تنشده الشعوب. وهنا يأتي دور القادة السياسيين الذين يستطيعون حل الأزمات الدولية متى ما توفرت النية الصادقة لحلها، والرغبة الحقيقية في إنهائها.
هذه بعض الأفكار السياسية التي يحملها خادم الحرمين، وكلها أفكار تنبع من القيم الإسلامية السامية، التي تهدف إلى تحقيق حياة أفضل لبني البشر.
ومن يتابع سياسة الملك يجدها ترجمة حقيقية لهذه المبادئ. وليس غريباً أن تتمتع المملكة بالاحترام الدولي الكبير، وذلك لأنها استطاعت ومنذ تأسيسها أن تستثمر الإمكانات والمقومات التي وهبها الله تعالى في خدمة شعبها، وفي سبيل تحقيق الاستقرار والسلام الدوليين.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244