لم تقتصر الفوضى في المباراة النهائية على كأس الأمير فيصل بن فهد على الشغب الذي أحدثه جمهور الاتحاد في الملعب الذي توقفت من أجله المباراة عدة مرات ومن ثم أجبر الحكم على إنهاء المباراة قبل وقتها المحدد حفاظا على الأرواح والممتلكات واتقاء لما هو أسوأ من حذف الفوارغ والأحذية على رؤوس الحكام ولاعبي الأهلي، بل إن الفوضى الاتحادية تجاوزت كل ذلك ووصلت إلى المقصورة الرئيسة عندما راح رئيس نادي الاتحاد يستقبل اللاعبين بعد صعودهم إلى المنصة ويسلم عليهم قبل وصولهم إلى راعي المباراة سمو الأمير نواف بن فيصل في كسر واضح وفاضح لبرتوكولات ومراسم التتويج الرسمية التي تفرض توجه اللاعبين مباشرة لراعي المباراة والسلام عليه أولا.
إن ما فعله جمهور الاتحاد من فوضى وشغب وما فعله رئيس الاتحاد من تجاوز في المقصورة يوجب اتخاذ الإجراءات الحازمة والمحاسبة الشديدة.
لقد باتت لجنة الانضباط تقف الآن على محك العدالة والحياد والمكيال الواحد، إنه اختبار قوي وحقيقي دخلت فيه اللجنة وينتظر الجميع النتيجة لمعرفة مدى قدرتها على التعاطي العادل مع كافة قضايا ومجريات الأحداث الكروية.
لم تكن المباراة عادية أو دورية بل كانت نهائية وتحمل اسما غاليا على الوطن وعلى رياضييه، وبرعاية وحضور القيادة الرياضية ممثلة بسمو نائب الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل، مما كان يتطلب توافر معدلات عالية من الاحترام والتقدير والانضباط من لدن جميع الحضور والحفاظ على السلوكيات الرياضية الإيجابية، فضلا عن وجود حكام أجانب مرشحين من الفيفا سينقلون ولا شك الصورة القاتمة التي رسمتها أحداث الشغب الاتحادي والتي لن تكون في صالح سمعتنا أمام العالم وأمام الفيفا الذي سيطلع على تقارير الحكام الذين رشحهم وسيسوءه حال الانضباط في مدرجات الملاعب السعودية.
فإذا كان اقتحام مشجع أرض الملعب وركضه في جنباته يعتبر جناية كبرى تعاقب عليه لجنة الانضباط بنقل مباراة أو أكثر خارج ملعب الفريق المتسبب في ذلك، فإن ذلك لا يقارن أبدا من حيث الخطورة والتجاوز برمي الحجارة والعلب الفارغة والأحذية على رؤوس الحكام ولاعبي الفريق الآخر والتسبب في إيقاف المباراة عدة مرات في حضرة القيادة الرياضية ومن ثم إجبار الحكم على إطلاق صافرة النهاية قبل الوقت المحدد لتفادي حدوث ما لا تحمد عقباه ولافتقاد المباراة في تلك اللحظات الاشتراطات الصحيحة لإقامة مباريات كرة القدم والتي من أهمها سلامة اللاعبين والحكام.