يتذكر الجميع الزيارة التي قام بها الملك عبدالله لموسكو عندما كان ولياً للعهد في سبتمبر من عام 2003م، وذلك في إطار جولته الآسيوية. لقد كانت تلك الزيارة تاريخية، كونها أحدثت نقلة نوعية في العلاقات السعودية الروسية. وليس سراً أن الاتحاد السوفييتي السابق والتي تعتبر روسيا أهم أجزائه كان أول دولة في العالم تعترف بالمملكة، وذلك في السادس من فبراير من عام 1926م. تبعته بعد ذلك زيارة الملك فيصل -رحمه الله- للاتحاد السوفييتي عام 1932 عندما كان وزيراً للخارجية في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
وليس سراً أيضاً أن العلاقات السعودية الروسية شهدت انقطاعاً في الماضي، كون المملكة تنتهج مبادئ سياسية ثابتة تنطلق من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وعندما انتفت أسباب القطيعة بين البلدين عادت العلاقات إلى سابق عهدها وربما أفضل وخاصة في السنوات القليلة الماضية.
وزيارة الرئيس الروسي بوتين للمملكة لا شك أنها تدفع بالعلاقات بين البلدين خطوات أخرى للأمام وخاصة وأنها الزيارة الأولى لرئيس روسي للمملكة. وهذا يعود بالنفع على البلدين الصديقين، فالمملكة دولة مهمة عالميا، كما أنها تحتل موقع القلب من العالم الإسلامي لثقلها الديني والاقتصادي ولموقعها الاستراتيجي. وفي المقابل فإن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، وهي من الدول الصناعية السبع الكبرى، وتأتي بعد المملكة في تصديرها للنفط، فضلاً عن وجود ما يربو على ثلاثين مليون مسلم في روسيا. وبالتالي فإن المصالح المشتركة بين الدولتين الصديقتين متعددة. وهذا ما أكدته جملة الاتفاقيات التي وقعت بين الجانبين.
وما من شك في أن حسن العلاقات بين البلدين سيعود بالنفع أيضا على باقي الدول، لأن اتفاق المملكة وروسيا في مجال النفط على سبيل المثال سيساعد كثيراً على استقرار أسعار النفط في العالم.
إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله استطاعت أن تعزز علاقاتها الاستراتيجية بكثير من دول العالم، وقد أكدت هذه العلاقات الزيارات التي قام بها المليك لدول آسيوية وغربية، كما أكدتها استضافة المملكة لعدد من رؤساء الدول في الأشهر القليلة الماضية كالرئيس الفرنسي جاك شيراك، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، هذا عدا عن عدد من الزعماء العرب، وعلى سبيل المثال قادة دول الخليج العربي في قمة مجلس التعاون الأخيرة.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244