** عاد المجد شجياً منتشياً ومرتدياً سندساً أخضر فائق الجودة.. ليفرض القيم النبيلة على الساحات الخضراء.. فبتلك القيم الخيرة تأسس ذلك المجد.. وعلى تلك القيم النبيلة سار المجد الأخضر ينثر شذاه.. وكلما تعرض للأذى والغبن زاد عبيره وفاح شذاه تماماً كالعطور والأطياب الثمينة.. فالأهلي جدول لا ينضب من الخير والمجد والقيم.
**
في ليلة تحاكي قصص ألف ليلة وليلة انكشف الاتحاد، فقد حضرت الحقيقة فتلاشى الاتحاد.. حضر القانون النزيه والعادل فغابت ثقافة الانبراش والاختراش.. حضر قانون لعبة كرة القدم فكادت تخلو الساحة من لاعبي الاتحاد.. وحيث إن الله تعالى يمهل ولا يهمل فقد أظهر الحق ونصره.. فانكشف جمهورهم برمي الفوارغ والأحذية على الحكام الأجانب لعلهم يدخلون في قلوبهم رهبة كاذبة عاشوا عليها كثيراً وتفننوا في إتقانها مرات ومرات ولكن لله حكمة وذلك للانكشاف التام أمام الجميع ولينهي الحكم النزيه المباراة التي كانت من طرف واحد قبل نهاية وقتها النظامي.. فهؤلاء لم يكونوا في مستوى مباراة كرة قدم حقيقية لينهيها الحكم حسب قانون اللعبة!!
** فالأهلي عندما بدأ المباراة أراد أن يعيد جاره إلى حقيقته المرة.. وهي هنا واضحة وصارخة وقوية.. فالأهلى أعلى شأناً من الاتحاد عبر أكثير من سبعين عاماً.. مرت منها خمسون حولاً وهذا الراقي الأخضر مغيب للفريق الأصفر تغييباً كلياً ومصادر لكل أدوات وجوده.. كانت تمر أكثر من حقبة من الزمان والاتحاد يمنى بالهزيمة تلو الهزيمة من البطل الكبير الذي قد يشفق عليه كل عامين أو ثلاثة فيخرج لهم تعادلاً لكي يفرحوا به ويقيموا الأفراح والليالي الملاح.. وهم في واقع الأمر يعيشون معيشة ضنكا.
** في هذه المباراة أشفق الأهلاويون كعادتهم عل تلك الأشلاء ولم يزيدوهم وجعاً فأصبحوا يتداولون الكرة يمنة ويسرة ليمضي الوقت ولم يصبهم طمع.. وهذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة... ففي مباراة إصابة أحمد خريش وانهيار لاعبي الاتحاد تداول لاعبو الأهلي الكرة حتى انتهت المباراة شفقة على فريق الاتحاد المنهار وهذا جزء من الثقافة الأهلاوية العريقة.
** تلك (النطنطة) و (الفهلوة) الإدارية نضيف إليها هواية الترزز والتصور مع النجوم.. وتلك الرحلات المكوكية غرباً وشمالاً وشرقاً.. وأولئك اللاعبون النجوم الأوربيون والأفارقة الذين يحضرون ويأخذون المقسوم ثم يرحلون.. كل تلك البهرجة لم تنجح مع حقائق كرة القدم.. فانكشفت الإدارة تماماً من خلال هذه الهزيمة المذلة.. لقد أصابهم في الحقبة الأخيرة غرور وإسراف ونرجسية وعبث لم يحسبوا عواقبها.. فعلى الرغم من أصوات الخيرين التي تصلهم فقد صدوا عنها وجعلوا في آذانهم (صمغاً) حتى أصبح وأوشك أن يصبح ناديهم صعيداً زلقاً.. فانكشف العبث والإسراف!!
** ولكل من عاتب الأهلاويين على تفريطهم في رفع سقف الأهداف بعد أن استسلم الخصم.. فهم مخطئون.. فالشفقة قاسية وقاتلة وأشد فتكاً من القسوة نفسها.. فعندما تمنح خصمك قدراً طيباً من الشفقة فأنت تتماشى مع نبلك الأبدي الذي كسبه الأهلاويون على مدار أكثر من سبعين حولاً.. ولا وجود لكلمة (القسوة) في القاموس الأخضر.
** هذا وكنا نتمنى على الاتحاديين لاعبين وجمهوراً احترام اسم المسابقة ولكنهم للأسف خذلوا المناسبة وخذلوا مسمى المسابقة وخذلوا الأمير الراحل زين الشباب وحبيبهم المرحوم بإذن الله فيصل بن فهد حتى انتهت المباراة قبل وقتها الأصلي وتعتبر أول نهائي سعودي ينهيه حكم المباراة قبل وقته!!
** وقبل أن أختم لا بد من الاعتراف بالموقف السماوي النبيل.. من الأزرق النقي والأصيل.. فبعد أن تخلى الجميع عن الأهلاويين بتأثيرات من الرئيس الجار.. ها هو الزعيم الذي يؤمن أن الرياضة ما هي إلا وسيلة فعالة لغايات نبيلة، فشأن الهلال هو شأن الحياة نفسها يمضي دوماً للأمام بنبل أسطوري يسجل في سجلات الخلود، ومن المؤسف حقاً ألا يتمتع البعض بحسن إدراك شهامة ونبل ورجولة الهلاليين الذين لم يتوانوا في إعارة لاعبهم القوي عبدالله الجمعان لشقيقهم الأهلي دون أن يضيفوا عليه أعباء مالية.. فقد امتدت يد رجال الزعيم الذين أثبتوا ثوابت رجولية وشهمة وحقيقية على مدار خمسين عاماً من المجد والبطولات.
** وهنا قضي الأمر بكأس جديد من الذهب الذي سيمتلكه الأهلي إلى الأبد حسب أنظمة المسابقة ومليون ريال مكافأة المركز الأول وقبل ذلك وبعده عودة المجد للملاعب السعودية.
نبضات!!
* النبل الأزرق أنقذ الأهلي في اللحظة الأخيرة، وهذه من مزايا الزعيم فهو نادٍ حر لا يخضع إلا لله ثم لإرادة رجاله!!
* موقف مضحك، قالوا إن لاعبي وسط وهجوم المنتخب السعودي قد توسلوا برفع الإيقاف عن محمد نور ليساعدهم على إتقان اللعب، حيث لا يوجد في هذا البلد غير هذا الولد، وآخرون أكدوا ضرورة رفع إيقاف نور من أجل (الوطن)، وإذا كان منتخبنا تتوقف تحقيق بطولاته على نور، فلا سارت الركبان ولا صدح القصيد!!
* سمو الأمير محمد العبدالله صرح يوما أن عبدالله الجمعان أفضل مهاجم سعودي.. مع التحية للمتكلسين فكراً وثقافةً واستيعاباً!!
* الأهلي هو المتضرر من التحكيم فلم تحسب له في شوط المباراة الثاني ضربة جزاء وطرد ثلاثة لاعبين اتحاديين وهم المنتشري وكيتا والبرازيلي فانجر مع ذلك فالتحكم الأجنبي هو نعمة من الله على مسابقاتنا!!
* قلتها مراراً وتكراراً الاتحاد في أوج عطائه لا يستطيع الفوز على الأهلي إلا بعامل التحكيم.. وعندما حضر حكم محايد ها هو الاتحاد ينكشف للجميع!!
* اللاعب أبو شقير كرر إشارته للحكم التي سبق أن فعلها مع حكم أجنبي وتم توقيفه مباراة أو مباراتين مع بدء الموسم التالي، ومع ذلك لم يرتدع لأنه لم يعاقب عقاباً حازماً ليأتي الطرد المذل من حكم المباراة عقاباً نظامياً لعله لا يعود لها!!
* احتجوا على استقدام الحكم الإيطالي (الجزار) في تطبيق القانون فجاءهم الحكم الأسباني (جونز أليس) ولم يستوعبوا أن قانون كرة القدم واحد!!!
* سبحان الله.. تيسير آل نتيف أسقى الاتحاديين من نفس الكأس التي اسقاها للأهلاويين.. حكمتك يا رب!!
* الحكم الأسباني الرائع جونز أليس قضى على (قانون) مدرب الاتحاد ديمتري المعروف ب(اضرب واهرب) وذلك لصرامته في تطبيق (قانون) كرة القدم!!
* أصاب من أطلق لقب (مالك حل) على ترسانة المهارات اللاعب مالك معاذ!!
* تفاؤل أهلاوي قبل المباراة بانضمام اللاعب الكبير عبدالله الجمعان والقادم من الزعيم.. كما قد تفاءلوا بإضافة الأزرق الكحلي لألوانهم مما يجمعهم بزعيم البطولات في علاقة ضاربة في أعماق التاريخ!!
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6891» ثم أرسلها إلى الكود 82244
salehreda@hotmail.com