إكمالاً لمسيرة الخصخصة التي اتبعتها الخطوط الجوية العربية السعودية لبعض القطاعات بهدف إشراك القطاع الخاص واندماجه في بعض مشروعاتها، وبهدف إحداث سياسة تطويرية تبلورها عبر هذا التوجه، فهي تعمل حالياً على إعداد وتهيئة القطاع الأساسي للطيران لمرحلة التخصيص، وذلك عبر العديد من الخطوات التي ستتبعها، وقد ضمت أكاديمية الأمير سلطان للطيران وشركة الطيران إلى الشركة القابضة لتصبح 6 وحدات متمثلة في: التموين، والشحن، والخدمات الأرضية، والخدمات الفنية، وأكاديمية الأمير سلطان للطيران، وشركة الطيران.
القطاع الأساسي للطيران
وتعمل إدارة الخطوط على إعداد القطاع الأساسي للطيران للتخصيص وفقاً لهذه الأهداف: وضع الأهداف والخطط الاستراتيجية للقطاع خلال السنوات القادمة، ووضع خطة لتطوير الأنظمة الآلية المستخدمة من خلال وضع نظام تقني شامل يساعد على تطوير العمليات التشغيلية وتطوير الأنظمة والإجراءات المالية والمحاسبية والإدارية والاستفادة المثلى من القوى العاملة، وتطوير وتحسين الخدمات وتحديث الأسطول، وكذلك التخطيط الأمثل لشبكة الرحلات (والتركيز على المحطات الأكثر ربحية)، وإعادة الهيكلة الشاملة (المالية والتشغيلية والتنظيمية). كما سيتم بإذن الله وضع خطة متكاملة لمراحل تخصيص هذا القطاع ورفعها إلى المجلس الاقتصادي الأعلى للحصول على الموافقات اللازمة في الربع الأول لعام 2008م.
واعتباراً من أكتوبر 2007م سيتم بمشيئة الله البدء في إجراءات تخصيص أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران، وذلك بإعادة الهيكلة الشاملة للأكاديمية وتحويلها إلى مركز عالمي للتدريب يعمل وفق أسس تجارية للتدريب الأوّلي على الطيران وتدريب الطيارين على رأس العمل على جميع أنواع الطائرات والتدريب على صيانة الطائرات وتقديم هذه الخدمة لجميع شركات الطيران، وكذلك تدريب أبناء الوطن من منطلق تجاري على علوم الطيران لتخريج أعداد كبيرة من الطيارين ومهندسي الصيانة لسوق العمل في المملكة.
تخصيص الشركة القابضة
يتطلب تخصيص الشركة القابضة مدة زمنية قدرها 18 شهراً من صدور قرار مجلس الوزراء الموقر بشأن الموافقة على تخصيصها، وذلك بعد تنفيذ هذه الإجراءات: تقديم طلب للحصول على الموافقات الكريمة لتحديد نسبة الاكتتاب واستكمال المتطلبات النظامية، وتحديد هيكل للاكتتاب العام المبدئي، وإعداد المستندات الخاصة بالاكتتاب العام، ومناقشة الأسعار مع المستشار المالي، وإعداد المستندات الخاصة بضمانات الأسهم وتقديمها إلى الجهات النظامية الخاصة بالضمان، وإعداد تقارير البحث اللازمة للمحللين، وإعداد تقارير المرحلة السابقة للتسويق والتسجيل، وإعداد العروض الإعلانية وتقويمها، وتحديد الطريقة المثلى لطرح الأسهم للاكتتاب العام.
مشروع التخصيص
تعمل الخطوط السعودية في المرحلة الحالية على الإسراع في خطوات التخصيص من خلال تحويل القطاعات الأساسية إلى وحدات استراتيجية وفصلها عن المؤسسة بالتزامن مع استكمال إجراءات تخصيصها؛ لما في ذلك من أثر كبير في بناء شركات مستقلة تتبع للشركة القابضة تكون قادرة على النمو والمنافسة في مجال النقل الجوي وخدماته، وتنطلق في ذلك من التوجهات التالية:
- الاستقلال المالي والإداري لكل وحدة.
- تحسين مستوى أداء الموظفين وإمكانية استيعاب الفائض منهم.
- تطوير أعمال الوحدات وتحسين قدرتها على المنافسة عند تحويلها إلى شركات وتأثير ذلك في استقطاب المستثمرين.
- القدرة على طرح الأسهم في اكتتاب عام، وبالتالي تأثير ذلك إيجابياً في الشركة القابضة لاستثماراتها المتعددة في هذه الشركات، الأمر الذي يزيد من قيمتها وجاذبتيها للمستثمرين.
- اختيار شريك استراتيجي أو مستثمر محلي لديه خبرة في هذا المجال أو مجموعة تضم شركاء استراتيجيين ومستثمرين محليين.
- تحديد الأسس العامة التي يتم على ضوئها تقويم الشريك الاستراتيجي، وهي تتمثَّل في: الخبرة الدولية، والمقدرة المالية من خلال امتلاكه السيولة الكافية والإمكانات التسويقية، وامتلاكه الإمكانات والخبرات التشغيلية في مجالات الأعمال والأنشطة التي يعمل بها.
- تحديد النسبة المتاحة للاستثمار للشريك الاستراتيجي والمستثمرين المحليين بين 30% إلى 49%، وخلال سنتين من إنشاء كل شركة سيتم طرح نسبة من أسهمها للاكتتاب العام.
خطوات استكمال التخصيص
للوحدات الاستراتيجية
قطاع الشحن
أكدت الدراسات الاستشارية وجود فرص استثمارية واعدة لقطاع الشحن الجوي بالخطوط السعودية في ظل الحقائق التالية:
- معدلات النمو في سوق الشحن الجوي تبلغ 6% سنوياً، وترتفع هذه النسبة إلى 13% في مجال الشحن الجوي السريع.
- ارتفاع معدل التشغيل لهذا القطاع في المؤسسة؛ حيث تقدّر الإيرادات بأكثر من مليار ريال سنوياً.
- تُسيِّر السعودية رحلات منتظمة بطائرات الشحن إلى كلّ من: نيويورك، وهيوستن، وبروكسل، وهونج كونج، وتايبيه، وشنغهاي، ودكا، والخرطوم، ودبي. إضافة إلى رحلات موسمية لكلّ من: القاهرة، ونيروبي. وسوف يتم البدء في الحملة الإعلانية واستقطاب شريك استراتيجي أو مستثمر محلي من خلال التركيز على الشركات العالمية المتخصصة في مجال الشحن، ويقوم المستشار المالي لمشروع التخصيص حالياً بإعداد دراسة متكاملة بهذا الخصوص، ومن المتوقع البدء في ذلك في نهاية شهر يناير 2007م.
قطاع خدمات المناولة الأرضية
- أظهرت الدراسات الاستشارية المتخصصة أن الاتجاه العام لسوق خدمات المناولة الأرضية يشير إلى توجُّه الشركات المستفيدة من الخدمة إلى التكتُّل للحصول على خدمات مشتركة بأفضل الأسعار.
- توجُّه الشركات المشغلة لخدمات المناولة الأرضية في المطارات إلى عقد تحالفات فيما بينها لمواجهة تكتل الشركات.
- زيادة الجاذبية الاستثمارية لقطاع خدمات المناولة الأرضية على ضوء الحركة الجوية في المملكة وأعداد شركات الطيران التي تهبط في مطاراتها وأهمية مشاركة القطاع الوطني الخاص في الاستثمار لتخصيص هذه الوحدة.
- اتساع نطاق خدمات المناولة الأرضية من التشغيل في ساحة المطار فقط لتشمل تقديم الخدمات في صالات المطارات (الكاونترات وإجراءات صعود الطائرة).
ومن المتوقع الانتهاء من تخصيص هذه الوحدة في منتصف عام 2007م الحالي.
قطاع الخدمات الفنية
يتم العمل حالياً على دمج الخدمات الفنية مع إدارة قطاع المواد وإعادة الهيكلة الشاملة لهذا القطاع ووضع خطة متكاملة من منطلق التوجهات الاقتصادية التالية:
- يشهد سوق صيانة هياكل ومحركات الطائرات انفتاحاً واسعاً في الفترة الأخيرة في ظل توجُّه العديد من شركات الطيران إلى شراء خدمات الصيانة من الخارج.
- معدل النمو العالمي للسوق المشار إليه أعلاه 3%.
- يمتلك قطاع الخدمات الفنية بالخطوط السعودية ميزات تنافسية تتمثل في القدرة على إجراء عمليات الصيانة الأساسية وصيانة كافة محركات وهياكل طائرات الخطوط السعودية، إضافة إلى وجود كوادر فنية مؤهلة وورش صيانة مجهزة.
- تقوم الخطوط السعودية حالياً بتقديم خدمات الصيانة للعديد من شركات الطيران الأخرى.
قطاع التموين
قامت الخطوط السعودية بالإعلان عن الرغبة في تخصيص قطاع التموين بتاريخ 12-8- 2006م، والعمل قام على الانتهاء من الإجراءات المطلوبة لاستكمال ذلك. ويمثل قطاع التموين أهمية كبيرة كبداية انطلاقة لتخصيص جميع الوحدات الاستراتيجية، وذلك لتميُّز هذا القطاع بالنواحي التالية:
- يعتبر وحدة استراتيجية منذ إنشائه عام 1982م.
- إنتاجه السنوي يصل إلى أكثر من 18 مليون وجبة.
- يقوم تموين السعودية بتزويد ما يقارب 48 شركة طيران أخرى باحتياجاتها من الوجبات.
- سيتم الانتهاء من اختيار الشريك الاستراتيجي المناسب خلال الشهر الحالي، وسوف يتم الرفع إلى مجلس الإدارة للحصول على الموافقات المطلوبة.
ومن هذا المنطلق وفي هذه المرحلة التي تعيشها الخطوط السعودية تم وضع خطط وأهداف استراتيجية للسنوات القادمة وسط تطورات اقتصادية مؤثرة، أهمها:
- انضمام المملكة العربية السعودية إلى منظمة التجارة العالمية.
- تحرير الأجواء بين الدول.
- التكتلات الاقتصادية والدولية والتحالفات الاستراتيجية بين شركات الطيران.
- تحرير النقل الجوي الداخلي والمنافسة القادمة مع الشركات الوطنية سيكون عاملاً مساعداً على تخفيف العبء عن الخطوط السعودية وإمكانية الاستفادة من طائراتها للتشغيل على المستوى الإقليمي والدولي والأسواق الأكثر ربحية.
- المنافسة الكبيرة مع شركات الطيران الأخرى الدولية والخليجية.
- ظهور شركات عديدة خلال فترة زمنية قصيرة في منطقة الخليج، والبعض من تلك الشركات منخفضة التكاليف.
- زيادة الإقبال على النقل الجوي مقارنةً بوسائل المواصلات الأخرى.
- ارتفاع معدل نقل الحجاج والمعتمرين.
- النمو الاقتصادي الكبير الذي تشهده المملكة من خلال المشروعات التنموية الكبيرة.
- التطور التقني لصناعة النقل الجوي وزيادة الطلب على الطائرات ذات الحجم العريض.
- تحويل بعض المطارات الخليجية إلى محاور رئيسة لاجتذاب حركة الركّاب العابرين (الحرية السادسة).
- التوجُّه نحو تخصيص بعض شركات الطيران المملوكة للدول في المنطقة ونشوء شركات طيران تجارية.