في الحقيقة إن كل متابع لما يدور داخل الكيان الهلالي العريق سيصل إلى قناعة شبه تامة بأن الفرقة الزرقاء أوشكت على دخول نفق مظلم، وأن زمن (الخماسيات) القاسي باتت ملامحه تلوح في الأفق الأزرق فعلاوة على حديث سمو رئيس النادي الدائم عن الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها الفريق بدأ بعض اللاعبين - وفق التقارير الصحفية - يتسابقون على الغياب والتأخر عن التمارين، كما لو كان هناك جائزة لآخر لاعب يحضر للحصة التدريبية! ناهيك عن الاستقالة المفاجئة للمميز عادل البطي، كل هذه المؤشرات تعطي انطباعا لدى المشجع الهلالي العادي بأن وراء الأكمة ما وراءها، وأن أمورا غير طبيعية تدور داخل أروقة النادي لذلك أستطيع القول - والحال هذه - بأن على المدرج الأزرق عدم انتظار أي بطولة هذا العام بما فيها التأهل للأدوار النهائية في دوري أبطال آسيا! قد لا تشاطرني الرأي أيها القارئ الكريم بل ربما تصفني بالمتشائم لكن أقول: إن جميع الاحتمالات واردة جدا في ظل الأوضاع الهلالية الراهنة، وكما أشدنا بالزعيم وتغنينا ببطولاته وهو يحقق الألعاب تلو الألقاب حتى وصلت إلى سداسية تاريخية يصعب تكرارها فإنه يجب أيضا أن نسلط الضوء على الواقع الهلالي المؤسف الذي كان ثمرته الخروج من أولى بطولات الموسم، لقد كانت الروح الهلالية لدى اللاعبين فيما مضى تتحدى النقص العددي وتخبطات المدربين وأخطاء التحكيم لأن كل لاعب عندما يدخل للملعب يشعر بالمسؤولية الثقيلة تجاه الشعار الذي يرتديه، أما اليوم فبات الوضع مؤسفا لدرجة كبيرة، شاهدوا - إن شئتم - روح الفريق في مباراة الاتفاق ضمن آخر مواجهات كأس الأمير فيصل لتعلموا بأن هناك من لا يستحق شرف ارتداء شعار ناد كبير بحجم الهلال، أعزائي لاعبي الهلال.. إن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي! والتعلق بأثر بركة تبرعات إدارة النادي للجهات الخيرية أيضا لا يكفي! صحيح أن فعل الخير وبذل المعروف للمحتاجين أحد أسباب الفوز - بعد توفيق الله - لكن لا يعني ذلك التقصير في مسؤولية كل واحد منكم كلاعب محترف أولا وهلالي ثانيا يفترض فيه الجدية والانضباط في التمارين والمعسكرات، لا أعتقد أن أي عاقل بوسعه أن يرى الوضع المتأزم في النادي والمشاكل تحيط به من كل جانب ثم يغض الطرف عنها ويقول: (فايزين فايزين وعلى نياتكم ترزقون)! والأسوأ من ذلك إذا تسرب هذا الشعور لدى اللاعبين أنفسهم عندها سيترك اللاعب التركيز في التمارين ويتفرغ للقيل والقال وأشياء أخرى وليس ببعيد أن (يتميلح) أحدهم و(يستخف دمه) أمام زملائه بأنه أحد صناع القرار في النادي وبيده إقالة مدرب أو إحضار آخر! أليس من الحمق فعلا اختزال أسباب التوفيق في النوايا فقط؟! معنى ذلك لا حاجة لنا بالمدرب أو الإداري أو المعسكرات بل على العكس لندع اللاعب على راحته ويسهر إلى الفجر ما دام الفريق في النهاية سيفوز بالبطولات لأن نيته طيبة!! فإذا لم يتدارك رجال الهلال هلالهم فسيكون مستقبله مظلما - كما قال سمو رئيس النادي - فمنافسات كأس سمو ولي العهد ستبدأ بعد أسبوعين تقريبا والتصفيات الآسيوية ستنطلق بعد أقل من شهر تقريبا، وفوق ذلك سيحرم الفريق من خدمات 7 لاعبين إلى نهاية الموسم! لتواجدهم في معسكر المنتخب الأولمبي، فهل يحتاج الهلاليون لمعجزة حتى يسعدوا جماهيرهم؟! هذا ما ستحمله لنا الأيام المقبلة.
هلاليات مختصرة
- هل كان سمو رئيس الهلال محقا عندما قال: إنه أخطأ يوما قبل الاستمرار في كرسي الرئاسة؟! عطفا على الظروف الصعبة الحالية!
- لا أحتاج لتذكير لاعبي الهلال بأن وراءهم جمهور لا يرحم ولا يقبل أنصاف الحلول فضياع أي استحقاق قادم سينسف بطولات موسمين سابقين!!
- لعل العزاء الوحيد في استقالة عادل البطي هو عودة منصور الأحمد.
- (مركز الأمير فهد بن سلمان الإعلامي بنادي الهلال) المقرر إنشاؤه منذ بداية الموسم ما زال (عظما)! والوقت الطويل الذي استغرقه كفيل بإنشاء برج مكون من 20 طابقا!!
- ياسر الطلاسي وفيصل المطرفي جنديان مجهولان في إدارة العلاقات العامة بالنادي.
محمد بن سالم السالم