يقال إن في الإعادة إفادة، ولكن أن تعيد الشيء، ليس مرة ولا مرتين ولا ثلاثاً بل أكثر، فهذا ليس إفادة بل إفلاس. عودة منصور الأحمد إلى إدارة الكرة الهلالية من جديد هذا الموسم بعد أن تم تسريحه نهاية الموسم الماضي إنما تأتي من باب العجز والفشل في إبراز اسم جديد أو ابتكار طاقة إدارية جديدة. منصور الأحمد الذي بدأ العمل الإداري في الهلال إبان رئاسة الأمير خالد بن محمد للنادي، واستمر مديراً للكرة عدداً من السنوات قبل أن يصبح مساعداً لمدير الكرة في وقت سابق لفهد المصيبيح، وكل هذه السنوات لم تصنع من الأحمد مديراً ناجحاً؛ فهو يعتمد على العمل التنفيذي ولا أكثر.
في الموسم الماضي قررت إدارة الهلال إبعاد الأحمد بعد أخطاء كبيرة لا تغتفر عندما مارس الفوقية بعصبية مع اللاعبين الشباب، وسار في طريق تدليل النجوم الكبار على حساب الصغار، إضافة إلى عدم قدرته على منح المكافآت بتوازن بين اللاعبين عندما مُنح هذه الصلاحية من رئيس النادي، فضلاً عن تعامله السلبي مع أعضاء الإدارة، وعدم تقدير أدوارهم... كل هذه السلبيات دفعت إدارة الهلال إلى إبعاده في الموسم الماضي، ولأنه شخص لا يشعر بحرج من العودة بعد الإبعاد، ولضيق الوقت؛ فقد أعادته إدارة الهلال من جديد على طريقة (لعل في الإعادة إفادة)، وهو الأمر غير المتوقع؛ لأن هذا المثل لا ينطبق سوى على المرة الأولى إلا إذا كانت إدارة الهلال ستقول: (لعل في الإعادة السابعة أو الثامنة إفادة)؛ فمن حقها أن تغير الأمثال إن هي أرادت أيضاً طالما أن سياسة الإداري المثالي بالنسبة لهم هي (الشور شورك).
عموماً إن استمرت ظروف الهلال المادية بهذا السوء الذي هو عليه الآن فإن المدير الجديد القديم سيظهر بإمكاناته الحقيقية، وسيعلم من اتخذ قرار عودته أهو قرار صحيح أم خاطئ؟