التصدي للأعمال الكبيرة التي تدخل في تصنيف القضايا الاستراتيجية، وتؤثر على مصير الأمة ومستقبلها وتشغل أبناءها لا يمكن أن يتم عبر مفصل واحد، والإرهاب الآفة التي ابتلي بها عدد من الدول الإسلامية لا يمكن التصدي له واجتثاثه والقضاء عليه من خلال محاصرته ومواجهته أمنياً - وعلى الرغم من أهمية هذا المفصل وفعاليته في إفشال عدد من الأعمال الإرهابية سواء بالعمليات الاستباقية أو بالمواجهة التي انتهت بالقبض على عدد من الإرهابيين، وهو ما تحقق في بلادنا وفي عدة بلدان إسلامية - إلا أن تضافر الجهود وتفعيل مفاصل أخرى لا يسهم فقط في القضاء على الإرهاب، بل اجتثاثه نهائياً وتنظيف بؤر وجوده. وإذا كان العمل الفكري والدعوي من أهم المفاصل التي تسهم في تحصين الشباب (الفئة العمرية) الأكثر استهدافاً للإرهابيين تنظيماً وتجنيداً بتحصينهم من التأثر بالأفكار الضالة والمهلكة التي تقودهم للانخراط بالأعمال الإرهابية.

إذا كان هذا المفصل (مفصل الفكر والإعلام) فإن قطع التمويل واعتراض الأموال التي توجه للصرف على الأعمال الإرهابية يعد مفصلاً مكملاً وعاملاً مهماً في القضاء على الإرهاب، وتشتيت الجماعات التي تعمل على انتشاره وتشجيعه، ولهذا فإن العملية التي قامت بها الأجهزة المسؤولة من أمنية واقتصادية في تتبع ممولي الإرهاب والقبض عليهم للتحقيق معهم وتصفية أعمالهم التي يسعون عن طريقها إلى تقوية الإرهاب وتغذيته، تعد إحدى العمليات الاستباقية الموجهة لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244