تحدثنا سابقاً عن أهمية اللحوم الحمراء ومشتملاتها من الفيتامينات والعناصر الكيميائية الأخرى التي يعتبر جسم الإنسان في مسيس الحاجة إليها؛ لأداء مهامه العضوية والضرورية، كما بسطنا الحديث عن القدر اليومي المناسب من اللحوم الحمراء، الذي يشكل تجاوزه علامة حمراء يحسن بكل إنسان ألا يتجاوزها حتى لا يعرض نفسه لمخاطر اللحوم الحمراء المحتملة، وسنلقي الضوء في هذه الحلقة على بعض هذه المضار.
أظهرت بعض البحوث العلمية الصادرة من جامعة هارفارد أن الإكثار من تناول اللحوم الحمراء قد يعرض الإنسان للإصابة بسرطان القولون، والجدير ذكره في هذا السياق أن دراسة سابقة قد دقت ناقوس الخطر محذرة من الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، وتقول الدراسة: إن المادة الهرمونية الموجودة في اللحوم الحمراء تتسبب في بعض أنواع سرطانات الثدي لدى النساء.
ولعل الحديث عن الشراهة في تناول اللحوم الحمراء يذكرنا بأسماء بعض الأمراض التاريخية القديمة، التي عرفت في الأمم والحضارات البائدة مثل داء النقرس أو داء الملوك، وقد اكتسب هذا الاسم لشيوعه بين الطبقات الحاكمة والمرفهة التي يرتفع بينها استهلاك اللحوم الحمراء، بينما يقل في الشرائح الاجتماعية الأخرى، ويقترن عادة ارتفاع السعرات الحرارية في الجسم بارتفاع الكوليسترول في الدم، كل هذه الأعراض والعلل المرضية ناتج سيئ من نواتج تجاوز المقدار الصحي من حصة اللحوم الحمراء.
نبيل بن أمين ملا
مدير عام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس