انطلقت المسيرة الرياضية الجماهيرية الكبيرة في دبي بمناسبة فوز الفريق الإماراتي لكرة القدم في خليجي 18، ونيله كأس البطولة في الساعة الثالثة من عصر (أمس) لتنتهي عند غروب الشمس، وكان الإماراتيون قد أعدوا العدة في تزيين السيارات، وارتداء الملابس الكرنفالية، ورفع صور شيوخهم وقادتهم، وخرجوا عن بكرة أبيهم للمشاركة في هذه المسيرة، بعد أن تفتحت زهرة الفوز البيضاء في البستان الخليجي، وانتظر الإماراتيون تفتحها خمسة وثلاثين عاما، لذا كان شيئا طبيعيا أن يعبروا عن كل ما في نفوسهم من مخزون الفرح الذين تفننوا في التعبير عنه بأشكال وأنواع مختلفة.

وفي أجواء مطرية ناعمة بدأت المسيرة التي تقدمها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي، من المركز التجاري، واتجهت إلى شارع الشيخ زايد، ثم ضاحية الجميرا الجميلة، حيث برج العرب، والعديد من الفنادق والمراكز التجارية الفخمة، وجالت هذه المسيرة التي ضمت الرياضيين الإماراتيين، وتعدى طولها العشرين كيلو مترا معظم أنحاء دبي إلى أن وصلت إلى القرية العالمية، حيث تبدأ الليلة الغنائية المتواصلة حتى الصباح التي يشارك فيها الفنانون من المطربين والمطربات في الإمارات الذين يغنون للإمارات والمنتخب، تعبيرا عن الفرحة الإماراتية بالمناسبة.

وكان الماراثون الإماراتي قد بدأ لحظة الفوز على سلطنة عمان 1- صفر، وما أعقبه من تتويج للمنتخب في أبو ظبي، ثم قامت قناة دبي الرياضية بتخصيص برنامج على امتداد ثلاثة أيام (في حب المنتخب) الذي نجح في تقديم رسالة الحب والوفاء لهذا المنتخب الذي صنع لشعب الإمارات الفرح، وقد قدمت العديد من التبرعات والمكافآت المالية والعينية للمنتخب، على رأسها مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وهي عبارة عن 500 ألف درهم إماراتي لكل لاعب من لاعبي الفريق البالغ عددهم 26 لاعبا.

وقد ظهر واضحا سواء خلال التشجيع في المباريات، أو المسيرات التي احتفلت بالفوز في ( أبو ظبي، ودبي، وجميع الإمارات الأخرى مدى تعطش الإماراتيين لهذا الفوز الثمين، وما للرياضة من قيمة فنية وحضارية كبرى في المنطقة، والحضور المميز للمرأة الإماراتية، من كافة الفئات العمرية التي أبدعت هي الأخرى في رسم صورة عن الفرح الوطني الإنساني الذي تشعر به، وهي تشارك في عرس جماعي من أعراس الوطن.