قالت السلطات الإيطالية إنها قررت تأجيل مباريات كرة القدم المحلية والدولية في البلاد لأجل غير مسمى أمس الأول الجمعة بعد مقتل شرطي خلال أعمال شغب وقعت في مباراة بين قطبي جزيرة صقلية كاتانيا وباليرمو.
وقالت الشرطة إن ضابطاً قتل عندما قذفه أحد مثيري الشغب بمادة متفجرة في وجهه بينما كان داخل سيارته خارج الإستاد الذي تقام عليه المباراة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي.
ويعد هذا ثاني شخص يفقد حياته خلال نحو أسبوع بسبب مباراة كرة قدم إيطالية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن أكثر من 100 شخص أصيبوا بجروح وإن شرطياً آخر يصارع الموت في مستشفى بمدينة كاتانيا.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي في بيان (يجب أن نبعث برسالة واضحة وهي إننا يجب أن نوقف هذا النوع من التدهور الرياضي الذي يتكرر حدوثه بكل أسف).
واندفع مئات المشجعين المتعصبين إلى خارج الإستاد حيث حاولت شرطة مكافحة الشغب السيطرة على الحشود.
ولاذ مشجعون كثيرون بالفرار إلى شوارع المدينة من أجل سلامتهم.
وأعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم على الفور أن جميع المباريات المقرر إقامتها في مطلع الأسبوع الحالي تأجلت، وأوضح بعد ذلك أن هذا التأجيل لأجل غير مسمى. وقال مدير منتخب البلاد الوطني لمحطة سكاي إيطالياً التلفزيونية أن قرار التأجيل يسري أيضاً على مباريات المنتخب الإيطالي.
وكان من المقرر أن يستضيف المنتخب الإيطالي بطل العالم نظيره الروماني في مباراة ودية دولية يوم الأربعاء المقبل.
ومن المقرر أن تلتقي إيطاليا بملعبها مع اسكتلندا يوم 28 مارس آذار في تصفيات التأهل لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2008م.
وتحتل إيطاليا المركز الثالث في المجموعة الثانية بالتصفيات متأخرة بفارق نقطتين عن منتخب اسكتلندا وفرنسا. وقال لوكا بانكالي مفوض الاتحاد الإيطالي لكرة القدم (لا يمكننا الاستمرار بمثل هذا الشكل. كرة القدم الإيطالية ستتوقف) حتى يتم اتخاذ إجراءات صارمة تسمح بإمكانية استئناف البطولة.
وأضاف بانكالي أن الاتحاد سيعقد اجتماعاً طارئاً غداً الاثنين لاتخاذ إجراءات جديدة (وإلا لن نبدأ البطولة مرة أخرى).
وكان بانكالي هدد في وقت سابق بإيقاف بطولة الدوري الإيطالي بعد أن أسفرت أعمال عنف وقعت في مطلع الأسبوع عن وفاة مسؤول في فريق سامرتينسي للهواة خلال مشاجرة عقب نهاية مباراة.
وتوقفت مباراة أمس الأول الجمعة التي فاز فيها باليرمو على كاتانيا 2-1 لأكثر من نصف ساعة بعدما أصبح من المستحيل الاستمرار في اللعب بسبب الدخان الذي ربما نجم عن استخدام الغاز المسيل للدموع خارج الإستاد.
وقال الطبيب الذي أشرف على حالة ضابط الشرطة فيليبيو راسيتي قبل وفاته وهو أحدث ضحايا أعمال العنف وقد ترك وراءه زوجة وطفلين إن الضابط كان في حالة ميئوس منها بعد إلقاء أحد مثيري الشغب مادة متفجرة عليه داخل سيارته. وتوقف قلب راسيتي بعد دقائق من وصوله إلى المستشفى. وتواجد اومبرتو سابانيني رئيس بلدية مدينة كاتانيا في غرفة العمليات طوال الخمسة واربعين دقيقة التي جرت فيها محاولات غير مجدية لإنقاذ حياة الضابط.
وقال سكاباجنيني: (ليس هناك ما يقال فعندما تري حياة إنسان تنتهي بهذا الشكل فإنه ليس هناك ما يمكن قوله لأن ذلك أمر سخيف وغير مفهوم أو مقبول على الإطلاق).
وقال المحققون إنهم فتحوا تحقيقاً بشأن الحادث. ولخص فرانشيسكو جودولين مدرب باليرمو الأجواء بقوله لموقع صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت على شبكة الإنترنت (أشعر بخيبة أمل كبيرة. لا يمكن الاستمرار بهذا الشكل).
وأضاف: (ما حدث يسيء للرياضة ولمدينة جميلة ومتحضرة مثل كاتانيا. لا يمكن الاستمرار بهذا الشكل. لا يمكن الاستمرار إذا لم نلتزم مرة أخرى بقيم محددة).