أطلقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات مبادرة جديدة أسمتها (مبادرة المدن الذكية)، وهي إحدى اللبنات التي يعول عليها للوصول بالمملكة إلى مجتمع عصري يعتمد على تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة ويشارك في تكوين اقتصاد رقمي متين. وتطمح هذه المبادرة إلى إيجاد مدن عصرية (تبدأ بالعاصمة الرياض كمرحلة أولى تنطلق بعدها للمدن الأخرى في المملكة) تتوفر فيها خدمات الاتصال ذات النطاق العريض broadband بحيث تتوفر تلك الخدمات لجميع الأفراد وفي مختلف الأماكن العامة بما فيها (الحدائق والمتنزهات، والمكاتب، والمستشفيات، وأماكن التجمعات عموماً)، وإضافة إلى ذلك يتم تسخير كافة الخدمات الحكومية والخاصة بحيث تكون متوفرة بشكل آمن وميسَّر لهؤلاء المستخدمين عبر مواقع نسيجية وخدمات لا سلكية.
ويسعى القائمون على المبادرة إلى ضمان توفر محتويات وخدمات تجارية متنوعة من أجل إتاحة بيئة مناسبة ومناخ ملائم لتعامل سلس مع تطبيقات العمل والتعليم عن بعد دون تقيد بمكان محدد للعمل أو التعلم. إضافة إلى ذلك فإن هذه المدن الذكية تعمل بفاعلية أعلى وبتأثير أقل سلبية على البيئة العامة وبحاجة أقل لوسائل النقل المختلفة، كما أنها تسهم في إيجاد فرص عمر أكبر للمرأة السعودية وتُشرك قطاعات جديدة من المجتمع مثل ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم.
ولإنجاح مثل هذه المبادرة المهمة تم الاتفاق بين الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأمانة منطقة الرياض وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات على إطلاق أول مدينة ذكية في المملكة وتم اختيار عاصمتنا الحبيبة الرياض لتكون الانطلاقة الأولى، وتم تنظيم ملتقى خاص أطلق عليه (ملتقى المدن الذكية) سينطلق مساء يوم الثلاثاء القادم برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - أمير منطقة الرياض والداعم الأول لهذا الملتقى لأن تصبح الرياض مدينة ذكية- في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض إنتركونتننتال، ويهدف هذا الملتقى إلى توضيح المفهوم العام للمدن الذكية وآثارها الإيجابية، وطرح التجارب الدولية في هذا الاتجاه، واستعراض جاهزية البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات لدعم مفهوم المدن الذكية، وإبراز جهود القطاعات الحكومية في تطوير الخدمات الإلكترونية والتقنيات التي تدعم مبادرة المدن الذكية، فضلاً عن تنسيق الجهود الرامية إلى نشر مبادرة المدن الذكية، وتحديد استراتيجيات وخطط العمل المستقبلية لتحويل الرياض، وغيرها من مدن المملكة إلى مدن ذكية.
إن الهدف الأساسي من المدينة الذكية هو توفير بنية تحتية لمدينة متطورة في جميع المجالات تتوفر فيها الخدمات إلكترونياً بكفاءة عالية ويتحقق ذلك باستخدام تقنية الاتصالات اللاسلكية والسلكية وبتوفير الخدمات والمحتوى المناسب ونشر الأجهزة الطرفية القادرة على الوصول اللاسلكي لهذه البيئة.
وبكل التأكيد بالدعم والرعاية التي تحظى بها مملكتنا من حكومتنا الرشيدة سنشاهد بمشيئة الله مدناً ذكية وليست مدينة ذكية واحدة. تمنياتنا لهذه المبادرة الرائعة وللقائمين عليها كل النجاح والتوفيق، وإلى الأمام نحو مستقبل مشرق لمجتمع المعلوماتية.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7410» ثم أرسلها إلى الكود 82244
Fax2325320@yahoo.com