Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/02/2007 G Issue 12546
رأي الجزيرة
السبت 15 محرم 1428   العدد  12546
طوق النجاة للفلسطينيين

تصاعدت حدة التوترات بين حركتي حماس وفتح وعادت لغة الرصاص من جديد، لتحصد أرواح الفلسطينيين بكل مستوياتهم العمرية والاجتماعية، من أطفال ونساء ومقاتلين متحزبين بين الفريقين المتصارعين الذين وصل جنون صراعهم المحموم إلى تساوي المدنيين والمقاتلين أمام فوهات البنادق، ما يدل على أن القضية الفلسطينية مقبلة على مرحلة تجييش وعسكرة داخلية ستأكل الأخضر واليابس إن لم يسارع من أذكوا نارها إلى إطفائها. لعل الجروح التي حدثت في الجسد الفلسطيني تندمل ويعود من جديد ليوجه بوصلة نضاله باتجاه قضيته الأولى والمتمثلة في انتزاع الحقوق الفلسطينية المستلبة من فك الأسد الإسرائيلي الذي وصل حد عنجهيته وتطرفه تهديد بقاء المسجد الأقصى ببناء كنيس قد يؤدي إلى انهياره وتدميره في ظل اقتتال وتناحر داخلي فلسطيني بدأ يشتت الأولويات ويبدد المفاهيم النضالية على طاولة الصراع الأيدلوجي والحركي الذي شحن أنفس إخوة النضال على بعضهم البعض وأشاع ثقافة اقتسام الغنائم والسيطرة التي يسعى البعض إلى تكريسها من خلال أساليب الخطف والقتل وتسييس السلاح.

اقتتل الفلسطينيون وأثخنوا في بعضهم القتل ودخلوا في دوامة الاحتراب الداخلي ولم يعد أمامهم للخروج من هذه الأزمة الكارثية إلا الهروب إلى أحضان الوحدة والتماسك النضالي، وذلك ما تأتى لهم من خلال دعوة خادم الحرمين الشريفين الذي جسد من خلالها حرص المملكة العربية السعودية على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وقد جاءت هذه الدعوة الأصيلة كطوق النجاة الأخير الذي إن لم يسارع الفلسطينيون إلى التعلق به للنجاة من تلاطم أمواج الفتنة والاحتراب فإنهم سيكونون بين خيارين أحلاهما مر؛ أولهما أن تبقى حالة الفلتان الأمني وطاحونة القتل والتناحر بين إخوة السلاح لتطحن منجزات النضال والإرث التاريخي للبندقية الفلسطينية وتحوله إلى ثقافة الميليشيات والتحزب.

أما الخيار الآخر؛ فيتمثل في تدخل بعض الأطراف الإقليمية والدولية في تشعبات القضية الفلسطينية، سواء تحت مسميات الوساطة أو الدعم أو مشاريع التهدئة والمبادرات الأخوية التي هي في ظاهرها كذلك وفي باطنها ما هي إلا طرق وأساليب سياسية لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية التي سيضيع فيها المشروع الفلسطيني، ويصبح مجرد أداة ووسيلة لتمرير الأجندات البرغماتية لبعض الأطراف.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS

تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد