بعد أن استباحت قوات الاحتلال وعصابات الغرباء وأجهزة المخابرات الأجنبية الوطن العراقي، حلت بالعراق النكبة؛ نكبة تذكر بالنكبة التي شردت الفلسطينيين عام 1948م. وهذه المرة تتكرر في العراق؛ فمنذ دخول قوات الغزو الأجنبية للعراق، ومعها فلول وجماعات الإجرام وفرق القتل المحترفة من جماعات طائفية وفرق استخبارية، والعراقيون يفرون من وطنهم بعد أن أحاط بهم الموت من كل جانب.
قوات الاحتلال تقتل كل من يعارض وجودها على أرض الوطن، والتهمة دائماً جاهزة؛ فالإرهاب موجه إلى كل عراقي يرفض التعاون مع قوات الغزو وعملائها الذين جاؤوا ملتحفين بعباءة الاحتلال.
الميليشيات الطائفية وفرق الموت وتشكيلات المخابرات أكملت عمل قوات الغزو؛ بإشعال الفتنة الطائفية، من خلال تنفيذ أعمال إرهابية مشبوهة لعصابات إجرامية تلبّست اللباس الطائفي، واستهدفت المراقد والجوامع والمساجد والحسينيات بالتفجيرات الانتحارية والقذائف، لتنطلق بعدها إلى شن غارات ليلية على بيوت الآمنين الأبرياء الذين ينتزعون من أسرهم ليذبحوا ثم تلقى جثثهم في الأنهار وفي خارج المدن في عملية إبادة لشعب يرفض الاحتلال؛ مما أثار الهلع والخوف في صفوف العراقيين الذين أخذ أكثر من خمسين ألفاً منهم يتركون منازلهم كل شهر، ويهربون إلى خارج العراق؛ حيث تشير تقديرات المفوضية العليا للاجئين إلى أن ما يصل إلى مليوني عراقي انتقلوا إلى دول مجاورة مثل سوريا والأردن ومصر ودول الخليج، وأن مليوني عراقي آخر نزحوا إلى مدن أخرى غير مدنهم الأصلية؛ هرباً من إجرام المحتلين وأعوانهم والعصابات التي جلبوها معهم.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244