Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/02/2007 G Issue 12544
محليــات
الخميس 13 محرم 1428   العدد  12544
خريجات معهد التأهيل الشامل للإناث لـ « الجزيرة »:
لا نريد عطفاً وإحساناً من أحد.. فقط نطالب بمَن يقدر أعمالنا

* الرياض -جواهر عبدالرحمن الدهيم:

يشكل معهد التأهيل الشامل أحد الصروح التدريبية المهمة للفتاة السعودية، وقد أنتج نماذج رائعة في العمل والكفاح إلا أن أعمال تلك الفتيات تصطدم غالباً بمن لا يقدر أعمالهن وإنتاجهن.

(الجزيرة) التقت خريجات من معهد التأهيل الشامل للإناث فتحدثن عن الصعوبات التي تواجههن بعد تخرجهن، وبعض المواقف التي حدثت معهن، ثم أعربن عن آمالهن المستقبلية في التسهيلات التي تساعدهن على شق طريقهن.

بداية المشوار

في البداية تقول سهام: التحقت بمعهد التأهيل الشامل للإناث بالرياض بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة (القسم الأدبي ) بدورة كمبيوتر لمدة ستة أشهر ثم قسم التطريز اليدوي، وبعد دراستي لمدة سنتين حصلت على شهادة دبلوم تطريز بتقدير ممتاز، ثم حاولت بعد التخرج الحصول على وظيفة أشغل بها وقتي وتساعدني على أعباء الحياة، وبمساعدة جمعية الأطفال المعوقين التي تدعمنا دائماً في إيجاد وظائف لنا، ولكن عندما حصلت على الوظيفة وجدتها غير مناسبة ومتعبة، وليست ضمن اختصاصي، حيث قدمت شهادتي بالحصول على وظيفة للعمل في التطريز والأشغال اليدوية، ولكن فوجئت بأن الوظيفة هي في مصنع لعمل (السنبوسة)؛ فاضطررت إلى تركه؛ لأنه لا يتلاءم مع شهادتي.

وتستطرد سهام: ومن المواقف العصيبة التي واجهتني أنني عندما ذهبت مرة إلى مديرة مدرسة لألتحق بالعمل بعقد أعطتني عملاً إدارياً؛ ففرحت به وقمت به على أكمل وجه. وبعد فترة أخذت مديرة المدرسة إجازة وبعد عودتها أحضرت موظفة أخرى عاملتني بكل قسوة وتلفظت عليَّ أمام زميلاتي. وقد شعرت بالإحراج أمام المعلمات؛ فأخذت ملفي وخرجت أبكي. وأتساءل: لماذا هذه المعاملة القاسية وأنا لم أرتكب خطأ حيث كنت أقوم بالعمل بكل حماس وإخلاص، وقصر قامتي ليس عيباً!

وتضيف: من الصعوبات أيضاً أننا في فترة التدريب في المعهد نقوم بتطريز المفارش والمخدات، وعندما نريد اقتناءها تقوم بعض المدربات ببيعها علينا بمبلغ ثلاثمائة ريال، كما أن بعض زميلاتي الخريجات تستعين بهن بعض موظفات ومدربات المعهد في مهرجان الجنادرية للعمل أمام الزائرات وإظهار مواهبهن بدون مقابل ضمن عروض للأعمال اليدوية والفنية، وعندما طلبنا مقابلاً منحتهن العام الماضي مائة ريال فقط.

لمسة تقدير

وتقول الأخت سهام بعد أن طرقت عدة أبواب للعمل: كانت جميعها موصدة أمامي، واتفقت مع زميلتي ابتسام على عمل مشروع بيتي نقوم من خلاله بعمل الأساور والسبح والفن التطريزي على الأباجورات وعرضها خلال المهرجانات وفي البازارات التي تقام، ولكننا نعاني من غلاء الطاولات المؤجرة علينا في هذه المهرجانات والأسواق.

الأخت ابتسام إبراهيم خريجة معهد التأهيل الشامل قالت: حصلت بعد إنهاء دراستي الثانوية على دورة تدريبية مدتها عامان في التطريز الآلي من معهد التأهيل الشامل بنسبة 98%. وبعد تخرجي حاولت الاستفادة من شهادتي في الحصول على عمل حيث كانت جمعية الأطفال المعوقين هي التي تساعدنا في إيجاد العمل، وبعد فترة أخبرتني الجمعية بوظيفة مشرفة نظافة براتب قدره 1500 ريال وفي مدرسة قريبة من منزلي؛ ففرحت بهذا العمل. وعندما توجهت لأمضي العقد من الجهة المختصة وجدت أن الراتب 750 ريالاً، وفي مكان آخر؛ فهم يخبرون الجمعية بغير ما يوقعون به العقد معنا، ولا نعلم ما سبب هذا؛ وبذلك حرمت منها، وأنا بحاجة ماسة إلى العمل؛ فتغيير الوظيفة صعوبة نعاني منها، وقد رشحنا لها كنوع من تعجيزنا.

نداء ودعم

وطالبت ابتسام في ختام حديثها بأن تجد الحاصلات على شهادات امتياز مجالاً للدراسة، كما أضافت أنها تتمنى أن تجد هي وزميلاتها خريجات المعاهد الشاملة المساندة والدعم المادي والمعنوي، وقالت: على المجتمع أن يتعاون معنا في مواسم الأسواق والبازارات بأن نعطى مجاناً أماكن عرض للمعوقات؛ ليتسنى عرض أعمالنا فيها؛ لأننا عندما نستأجرها لم نستفد؛ فكل ما نحصل عليه نقدمه أجراً للطاولة أو المكان، ويكون وقوفاً طول الوقت بدون فائدة، كما نشكر جريدة (الجزيرة) على منحنا هذا اللقاء وإتاحة الفرصة لنا للتعبير عن آرائنا.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد