Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/01/2007 G Issue 12540
الريـاضيـة
الأحد 9 محرم 1428   العدد  12540
الكرة تدير ظهرها للأخضر في الوقت الضائع.. وتكتب بطلاً جديداً
تسديدة وحيدة..ولكنها قاتلة

* أبو ظبي - موفد الجزيرة:

أدارت الكرة ظهرها لمنتخبنا الوطني في الوقت الضائع من مباراة نصف نهائي خليجي 18 أمام المستضيف الإماراتي وأهدت صاحب الأرض بطاقة التأهل لنهائي الحدث الخليج الأهم أمام المنتخب العماني يوم الثلاثاء المقبل عندما سجل إسماعيل مطر هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع وسط (غفلة) دفاعية مشتركة مع الحارس محمد خوجة كان ثمنها خروج الأخضر (المرشح المنطقي) للقب من البطولة وانتقال الشقيق الإماراتي للنهائي لأول مرة ليصبح مرشحاً مع شقيقه العماني للاحتفال بأول لقب في تاريخ المنتخبين على مستوى البطولة التي احتكرها السعوديون والكويتيون والقطريون والعراقيون في الدورات الـ 17 الماضية. مواجهة الأخضر السعودي والأبيض الإماراتي التي جرت على ملعب مدينة الشيخ محمد بن زايد في أبو ظبي كانت عنواناً للحذر التكتيكي من برونو ميتسو لحد (المبالغة) ونظيره باكيتا الذي لم يستطع التدخل في ظل صورة المباراة (المقفلة) فكانت الغفلة الأخيرة قاصمة لظهر البطل. فنياً لم يترق الشوط الأول للمستوى وتحسن الأداء من الجانبين في الثاني مع ضياع فرص في الاتجاهين حتى الدقيقة الحاسمة.

بداية حذرة

بدأ المنتخبان بتشكيل يتألف من محمد الخوجة، وأسامة هوساوي وحمد المنتشري وحسن معاذ وصالح الصقري وبدر الحقباني وسعود كريري ومحمد الشلهوب وعبده عطيف ومالك معاذ وياسر القحطاني بالنسبة لمنتخبنا، ولعب للشقيق الإماراتي ماجد ناصر وراشد عبدالرحمن وبشير سعيد وعادل عبدالعزيز وحيدر علي، وهلال سعيد سالم خميسي (سبيت خاطر) ومحمد عمر وإسماعيل مطر وعبدالرحيم جمعة وفيصل خليل (خالد درويش). كعادة المباريات الحاسمة اختار المنتخبان الحذر خلال العشر الدقائق الأولى، ورغم زخم حناجر عشرات الآلاف من أنصار الأبيض الإماراتي إلا أن خبرة الأخضر السعودي وتعود عناصره على مثل هذه الظروف لم يجعل أقدامهم تهتز، فبعد انقضاء الدقائق العشر الأولى تحولت الأمور ميدانياً لمصلحة منتخبنا فيما تراجع أصحاب الأرض لتحصين مناطقهم الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة.

سيطرة منتخبنا الميدانية لم تسجل الخطورة بسبب الرقابة اللصيقة التي طالت الثنائي ياسر ومالك من الثنائي راشد عبدالرحمن وبشير سعيد من جهة، واحتفاظ لاعبي وسطنا المبالغ به بالكرة من جهة أخرى. الأخضر استطاع مداهمة الجهة اليمنى الإماراتية غير مرة، ونجح الصقري في تجاوز حيدر على في أكثر من لقطة لكن النهاية لم تكن تكتمل.

تسديدات

لجأ منتخبنا إلى حل التسديد من خارج منطقة الجزاء بعد صعوبة اختراق دفاعات الأبيض التي كانت تزداد بعودة المحورين هلال وخميس للمساندة مع كل كرة سعودية، فسدد عطيف (11) مرت بعيدة، ويكرر مالك المحاولة بعد دقيقة لم تخطئ الحارس ماجد ناصر فيما ذهبت الثالثة من نفس اللاعب إلى خارج الملعب في الدقيقة 14 ، تسرب الصقري المتكرر من منطقة حيدر كان متواصلاً لكن النهاية بقية (مبتورة)، فمع الدقيقة 16 انتهت جملة الشلهوب والصقري لأقدام مدافعي الإمارات، ولم تجد بعدها بثلاث دقائق عرضية مماثلة مالك وياسر، ومرت رأسية لملك معاذ بعيدة في الدقيقة 22.

استمر الأداء على نفس الوتيرة في النصف الثاني من الشوط، وأضطر القحطاني لمغادرة منطقة الجزاء بحثاً عن الكرة وفتح المساحات لزميله مالك الذي انتظر في الدقيقة 31 تمريرة من عطيف لكنها افتقدت الدقة في وقتها.

المنتخب الإماراتي بقي مختفياً حتى الدقيقة 34 التي تسرب فيها عبدالرحيم جمعة خلف الصقري لكنه أيضاً لم يحسن التوجيه لزملائه، وأنذر الحكم سعد كميل عطيف في الدقيقة 36 بداعي الخشونة مع سالم خميس.

الدقيقة الساخنة

عند اكتمال دورة الدقيقة 37 شكل فيصل خليل أول خطورة إماراتية بتسديدة اعتلت عارضة الحارس محمد خوجة، وبعد ثوانٍ رد ياسر بيسارية اعتلت مرمى ماجد ناصر بقليل لكن في الحالتين أوقفت الكرتين مدرجات ملعب محمد بن زايد الممتلئ عن بكرة أبيه.

وحاول عبدالرحيم جمعة ضرب دفاعاتنا بكرة للمنطلق إسماعيل مطر الذي لم يظهر كثيراً لكن الخوجة تدخل في نفس الموقف قبل 4 دقائق من نهاية الشوط الذي يصح أن نصفه بالحذر إماراتياً في مقابل سيطرة سعودية وامتلاك للكرة لكن بدون خطورة تسجل على مرمى الحارس الإماراتي.

تحسن نسبي

في الشوط الثاني أجرى المدرب الإماراتي برونو ميتسو تبديله الأول بين الشوطين بدخول الخبير سبيت خاطر بدلاً من سالم خميس لدفع الكرة الإماراتية للأمام، وفضل باكيتا الاستمرار بنفس العناصر، وسعى منتخبنا لعنصر المفاجأة المبكرة هجومياً لكن مناسبة (مرتبة) لذلك لم تكتمل في الدقيقة 46، وشكلت زاوية نفذها هلال سعيد بعض الخطورة عندما لامست العارضة أثناء خروجها في الدقيقة 50، وحاول أصحاب الأرض المناوشة برأسية أخرى من بشير اعتلت العارضة في الدقيقة 55، وقبل ذلك أنذر الحكم سعود كريري بالورقة الصفراء الثانية في اللقاء.

استمرت المباراة في صورتها (المغلقة) بداعي التحفظ التكتيكي دفاعياً لكن ذلك لم يمنع اللقطات الساخنة وبخاصة من جانب ياسر القحطاني الذي تحصل على فرصة هدف في الدقيقة 55 لكن تسديدته ذهبت في مكان الحارس المحظوظ ماجد ناصر، وحصل فيصل خليل على فرصة إماراتية صنعها إسماعيل مطر بكرة ضرب فيها منطقة الصقري لكن تسديدة خليل عانقت السحاب (57) ليغضب ميتسو ويستبدله بخالد درويش لتعزيز الوسط مرة أخرى على حساب المقدمة وكأنه يبعث بتفسير صريح لتكتيكه الدفاعي بحثاً عن تمديد المباراة لحل آخر.

الثقل الهجومي السعودي تزايد مع مرور الدقائق، وأصبحت الجهة اليمنى حيث حسن معاذ تشارك في الحملات التي يقودها دائماً الشهلوب، وعطيف، وجرب الشهلوب الاستفادة من مخالفة في الدقيقة 60 مرت بفعل أرضية الملعب بجانب القائم، وذهبت محاولة الحقباني سهلة لحارس الإمارات بعد أربع دقائق، وفيما الأخضر يزيد ضغطه الهجومي باغت الإماراتيون خطوطه بهجمة مرتدة تعملق أسامة هوساوي في أبطالها قبل وصولها لإسماعيل مطر في الدقيقة 77، وسعى البديل خالد درويش لرسم فرصة بيضاء في الدقيقة 84 لم يقرأها إسماعيل ومحمد عمر.

غفلة.. ثمنها هدف لإسماعيل

الأمور اشتدت في الدقائق الخمس الأخيرة بين المنتخبين، وفيما المباراة تتجه لوقت إضافي استغل إسماعيل مطر (غفلة) دفاعية مشتركة من خطنا الدفاعي وأطلق تسديدة على يمين الخوجة الذي هو الآخر لم يكن يقرأ الموقف لتهتز الشباك لم يصدقه الإمارتيون قبل السعوديين وبالتالي انتقل المنتخب الإماراتي الشقيق للنهائي وبات مرشحاً مع المنتخب العماني للفوز بأول لقب خليجي في دورات كأس الخليج فيما غادر الأخضر (المرشح) في لحظة الغفلة لكنه كسب الاحترام وكسب أسماء قادرة على نقش اسمه في الاستحقاقات المقبلة بمداد الذهب.

***

عمان تكرر تفوقها على البحرين وتتأهل للنهائي

كرر منتخب عمان سيناريو (خليجي 17) ببلوغه نهائي دورة كأس الخليج بفوزه على نظيره البحريني 1 - صفر على استاد آل نهيان في أبو ظبي.

وسجل بدر الميمني هدف الفوز في الدقيقة 55 وكانت عمان تأهلت إلى نهائي النسخة الماضية عام 2004 بفوزها على البحرين أيضا في نصف النهائي بنتيجة 3 -2.

وخسرت عمان النهائي أمام قطر المضيفة في (خليجي 17) بركلات الترجيح 4 -5 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 1 -1.

والمنتخب العماني هو الوحيد الذي حقق أربعة انتصارات في البطولة الحالية، حيث كان تغلب على الإمارات والكويت واليمن بنتيجة واحدة 2 -1 وتصدر المجموعة الأولى ضمن منافسات الدور الأول.

يذكر أن مدرب المنتخب العماني هو التشيكي ميلان ماتشالا الذي يشارك في دورة الخليج للمرة الخامسة على التوالي (رقم قياسي)، اثنتان مع عمان، واثنتان مع الكويت حين قادها إلى اللقب في (خليجي 13 و14).

وتبخر حلم منتخب البحرين بإحراز اللقب الخليجي للمرة الأولى أيضا رغم أنه يشارك فيها منذ النسخة الأولى التي انطلقت على أرضه عام 1970.

وكانت الأفضلية عمانية في بداية المباراة مع انتشار جيد وانطلاقات هادئة عبر فوزي بشير وعماد الحوسني وبدر الميمني، قابلها حذر بحريني وسعي إلى عدم المجازفة بفتح الخطوط.

وتكافأ الأداء في النصف الثاني من الشوط بعد أن امتص البحرينيون حماسة العمانيين، فشكلوا بعض الخطورة على مرمى علي الحبسي من دون أن ينجحوا في التسجيل. الفرصة الأولى كانت عمانية من كرة قوية سددها خليفة عايل من ركلة حرة سيطر عليها الحارس عبد الرحمن عبد الكريم (8).

وأنقذ الحارس البحريني مرماه من هدف مبكر عندما ارتمى لالتقاط كرة من عماد الحوسني من داخل المنطقة إثر تبادل للكرة بينه وبين بدر الميمني (12).

وكانت المحاولة البحرينية الأولى عبر علاء حبيل لكن كرته كانت سهلة على الحارس علي الحبسي (14).

وكاد المنتخب البحريني يفتتح التسجيل في الدقيقة 23 إثر بلبلة أمام المرمى العماني حيث فشل أكثر من مدافع في إبعاد الكرة وكذلك الحارس علي الحبسي قبل أن يعود الأخير ويسيطر عليها.

ونفذ راشد الدوسري كرة من ركلة حرة باتجاه الزاوية اليسرى لمرمى عمان لكنها علت العارضة (28).

وغابت الخطورة عن المرميين بعد أن كثرت الكرات المقطوعة من الطرفين قبل أن يفاجئ فوزي بشير البحرينيين بكرة قوية من نحو عشرين متراً كان لها الحارس عبد الكريم بالمرصاد (39).

واضطر البوسني سيناد كريسو مدرب البحرين إلى اخراج المدافع عبدالله المرزوقي الذي تعرض إلى الاصابة اثر احتكاكه بعماد الحوسني واشرك سيد محمد عدنان بدلا منه قبل نهاية الشوط الاول بخمس دقائق.

وافلت مرمى عمان من هدف في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع عندما اطلق البديل سيد محمد عدنان كرة من ركلة حرة من نحو ثلاثين مترا فارتطمت بالارض وكادت تخدع الحبسي قبل ان يبعدها في اللحظة المناسبة إلى ركنية من الجهة اليمنى.

وبدأ المنتخب البحريني الشوط الثاني مهاجما وسنحت له فرصة بعد مرور خمس دقائق عندما تهيأت كرة امام طلال يوسف على مشارف المنطقة لكنه اطاح بها عاليا.

وارتفعت وتيرة الاداء من الطرفين فكثرت الاخطاء والتمريرات المقطوعة، وبدا ان كلا من المنتخبين سعى إلى التسجيل لتجنب انتهاء الوقت الاصلي بالتعادل واللجوء إلى وقت اضافي.

ولم يتأخر الهدف وجاء لمصلحة المنتخب العماني حين انطلق بهجمة من الجهة اليمنى وصلت منها الكرة إلى عماد الحوسني فحضرها ببراعة امام المرمى اكملها الميمني بهدوء من بين مدافعين برأسه على يمين الحارس عبد الرحمن عبد الكريم (55).

وأجرى كريسو تبديلين دفعة واحدة فاشرك محمود جلال وجيسي جون بدلا من سلمان عيسى وفوزي عايش لزيادة الفعالية الهجومية، مستنفدا بذلك جميع تبديلاته.

وضغط البحرينيون للرد بسرعة، فنفذ طلال يوسف ركلة حرة من الجهة اليمنى قابلها علاء حبيل لكنه وضع الكرة برأسه عالية عن المرمى (68)، اتبعها ابراهيم المشخص بكرة قوية من ركلة حرة بعيدة عن الخشبات (70)، ثم سدد جيسي جون كرة زاحفة بيسراه التقطها الحبسي على دفعتين (73).

وتواصلت الهجمات البحرينية، وأنقذ الحبسي مرماه من هدف محقق بعد دقيقتين عندما أبعد بأطراف أصابعه كرة من رأس محمود جلال إلى ركنية، ثم أناب القائم الأيمن عن الحبسي في إبعاد كرة لجيسي جون من الجهة اليسرى وصلته من ركلة ركنية (80).

وكانت المحاولة البحرينية الأخيرة من كرة لمحمد سالمين سيطر عليها الحبسي على مرحلتين في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد