Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/01/2007 G Issue 12540
الريـاضيـة
الأحد 9 محرم 1428   العدد  12540
وجهة نظر
هل تآمر القطري لإخراج العراقي؟
عبيد الضلع

ظهرت أصوات حاقدة تشير إلى مؤامرة مزعومة تهدف إلى إخراج البحرين من البطولة وذلك بأن تنتهي مباراة المنتخبين السعودي والعراقي بالتعادل، والحمد لله أن المباراة انتهت بفوز أحد الفريقين وهو ما شكل لطمة قوية لهؤلاء الحاقدين ويدحض خيالاتهم المريضة ويبدد حقدهم على نجاح الدورة حتى وإن كانوا من أبنائها لأن تجارب الأيام تقول (احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة) وصديقي هذا مع الأسف هو شقيقي الذي (يحضني ويلدغني).

والقاعدة الملحية التي استند إليها الحاقدون لنفث أحقادهم على نجاح البطولة هي أن بعض لاعبي العراق ممن يلعبون في الدوري القطري ذكروا أن المدرب أكرم سلمان طلب منهم - حين شرح خطة اللعب - عدم استفزاز المنتخب السعودي ومحاولة قتل اللعب لأن ذلك يحقق التعادل وهي الغاية التي يسعى العراقيون لنيلها حيث إن ذلك ينقلهم إلى الدور الثاني من البطولة.

ولاعبو العراق الذين خلقوا التشكيك في مدربهم وزملائهم الآخرين كانوا يهدفون من ذلك إلى تصفية حسابات طائفية - حسبما ذكر بعض أعضاء الوفد العراقي - وكلامهم هذا يوضح مدى دناءتهم وخيانتهم لوطنهم وهو محسوب عليهم، فكيف يرضون بذلك إن كان حقيقة، والمطلوب من مسيري الرياضة العراقية بتر هذا الداء ومساءلة هؤلاء.

نعود إلى حديث المؤامرة فكل من شاهد المباراة لاحظ أن هدف المنتخب السعودي سجل في الدقيقة (12) من المباراة فكيف عجز العراقيون أكثر من (80) دقيقة عن إحراز التعادل فلو كانت هناك مؤامرة لسمح لهم السعوديون بزيارة المرمى، وكيف يتآمر فريق هو المتصدر والفائز ويملك أكبر عدد من الفرص للتأهل، وتحدى مسؤولوه الجميع قبل المباراة عندما قالوا: (من لا يأكل بيده لا يشبع).

الحديث عن مؤامرة هو شائعة يحاول بها المكتئبون إلصاقها بالبطولة وإيضاح فشلها وإن داخلها مؤامرات، والحمد لله أن المباراة منقولة تلفزيونياً والكل شاهد كيف قاتل العراقيون للظفر بالتعادل وكيف تعامل السعوديون مع دقائق المباراة بمهارة وثقة.

نعود إلى الشائعة ونقول إنها كلام لا قيمة له يطير في الهواء ويطير معه من يحاول شق الصف الرياضي الخليجي من الحاقدين والموتورين والمرضى،ولأن الكلام سهل وإطلاق التهم جزافاً بسيط فبإمكان أي متابع أن يقول إن قطر تآمرت لإبعاد المنتخب العراقي وتأهيل البحرين لعدة أسباب أولها أن المنتخب القطري هو أضعف فرق المجموعة وتأهله للدور الثاني مستحيل بسبب ما يعانيه من سوء تنظيم وعدم تفاهم لاعبيه فقد رأى الجميع الموهوب حسين ياسر وحيداً ومحمد صقر يدافع ببسالة عن مرماه وخلفان متذبذب المستوى والبقية يؤدون أدواراً باهتةً وكأنهم مجبرون على اللعب لذا فإن وصولهم إلى الدور الثاني ستكون نتيجته فضيحة في تاريخ الكرة القطرية.. فكيف تآمرت قطر؟ الكل يعلم أننا في زمن الاتصالات السريعة وما يحدث في ملعب آخر يعلم به في حينه آخرون في أماكن بعيدة لذا فعندما تأكد القطريون أن المنتخب العراقي ليس باستطاعته تحقيق التعادل خاصة أن العراقيين يلعبون بنقص والكرة في أغلب دقائق المباراة بين أقدام السعوديين عمدوا إلى التساهل في اللعب مما سمح للاعب البحريني القصير القامة علاء حبيل أن يقفز بين عمالقة الدفاع القطري ويسجل هدفاً حاسماً أفرح به كل من في مملكة البحرين، كما فرح القطريون بهذا الهدف الذي تسبب بإبعاد العراق، عموماً المباراة الوحيدة التي تفوق بها القطريون على إمكانياتهم الفنية ومستواهم الباهت كانت أمام العملاق السعودي.

علم التحقيقات يقول (في كل جريمة انظر من المستفيد) ومنتخب العراق إذا كان طرفاً في المؤامرة لم يستفد والمنتخب السعودي هو المتصدر أي أنه مستفيد مسبقاً، أما البحرين فقد استفاد من هزيمة السعودية للعراق وقطر حقق هدفه بإبعاد العراق، فهل كان الحديث عن المؤامرة المزعومة هو محاولة قطرية لصرف الأنظار عن إبعاد العراق وعن الحديث عن ضعف مستواهم؟.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد