اثبت منتخبنا الوطني لكرة القدم ان لغة الانتصار هي اللغة الوحيدة التي يتعامل بها رجال الأخضر بخاصة والسعوديون عامة في جميع المواقف عندما وضعوا أمس الاربعاء كل التكهنات والإشاعات جانبا وانتزعوا فوزا مستحقا على المنافس العراقي في ختام مواجهات الدور التمهيدي من خليجي 18 بهدف دون مقابل سجله النجم الذي دائما فوق العادة (ياسر القحطاني) من ضربة جزاء في الدقيقة 12.

كان يمكن أن يخرج الصقور بفوز تاريخي لولا الحظ الذي وقف للمرة الثانية بجانب الخصم فضاعت أكثر من ثلاثة أهداف محققة أمام مرمى الحارس المتألق نور صبري لكن في النهاية لم يصح إلا الصحيح فقد حافظ المنتخب على تقدمه حتى النهاية وواصل مسيرته القوية باحثا عن اللقب الذي حققه من قبل في ثلاث دورات.

المباراة شهدت سيطرة سعودية في غالب فتراتها الساخنة، كما سجلت خروج القائد عمر الغامدي مصابا في الدقيقة 30 تاركا مركزه للحقباني، وسجلت طرد المدافع العراقي حيدر عبودي في الدقيقة 39 من الشوط الأول.وبنتيجتها تصدر منخبنا المجموعة الثانية بسبع نقاط واحتل البحرين الثاني ليصعدا معا لنصف النهائي وودع العراق البطولة وبذلك سيواجه الأخضر الإمارات صاحب الضيافة في نصف النهائي ويلعب البحرين ضد عمان متصدر المجموعة الأولى.

لعب المنتخبان بطريقيتين مختلفتين فالأخضر واصل اسلوبه (4-4-2) بينما لعب المنتخب العراقي بطريقة (3-5-2) معتمدا على تكثيف منطقة الوسط وقطع الإمداد عن ثنائي الهجوم السعودي.

المبادرة كانت سعودية الهوية واتضح الانسجام بين الاعبين حتى بدون كرة، فنجح اسامة هوساوي في التقدم بكرة من الخطوط الخلفية حتى بلغ مشارف منطقة الجزاء لكن رسالته لم تجد ياسر الذي سبقها بخطوة عند الدقيقة الخامسة.

المنافس قابل التقدم السعودي بالاستكانة في ملعبه والاعتماد على الهجمات العكسية التي من خلالها حصل هوار محمد على مخالفة في الدقيقة 8 حملت الخطورة على مرمانا قبل ان يتدخل الدفاع ويبدد تأثيرها بنجاح.

القناص يتقدم بالأخضر

من هجمة منسقة بين لاعبينا مارس الثنائي مالك وياسر (الثنائيات) التي انتهت للأخير في مقابلة صريحة مع الحارس نور صبري الذي لم يجد بدا من الإعاقة التي قابلها الحكم الإماراتي علي حميد باحتساب ضربة جزاء صريحة تقدم لها القناص (ياسر) بنجاح واضعا المنتخب الوطني في المقدمة بعد 12 دقيقة.

الهدف كان نقطة تحول في شخصية المباراة التي فتحها المنتخب العراقي وبالتالي حرر المساحات الضيقة فكرر الثنائي الهجومي السعودي الثنائيات بيد أن التنفيذ من مالك معاذ لم يخط الحارس العراقي في الدقيقة 14.

*المنافس حاول العودة بقوة للمباراة من خلال عدة لقطات كان أبرزها محاولة عماد محمد التي مرت بجوار القائم عند الدقيقة 16، وكرر اللاعب نفسه خطورة أشد في الدقيقة 27 عندما تسلم كرة (مبعدة) بالخطأ من اسامة هوساوي وسدد في الشبك الخارجي لمرمى الخوجة الذي ساهم بخروجه السليم في تضييق الزاوية.

*المدرب باكيتا وجد نفسه مجبرا عند الدقيقة 30 على استبدال القائد عمر الغامدي (المصاب) في كاحله ببدر الحقباني، وحصل منتخبنا على ثلاث ضربات ركنية في الدقيقة 34 لم تستغل، في المقابل استبسل الرباعي الدفاعي في إخماد نار هجمة عراقية أحدقت بمرمى الخوجة بعد دقيقتين من الضغط السعودي على المرمى العراقي.

*عندما يتحرك ياسر القحطاني فإن فرائض المدافعين لاتهدأ وهو الذي حدث من المدافع حيدر عبودي الذي لم يجد حلا إلا الخشونة لوقف زحف القناص نحو المرمى في الدقيقة 39 فكان قرار (علي حميد) حاسما بطرد عبودي الذي يحمل بطاقة صفراء من الدقيقة 23 نتيجة مخاشنة مماثلة مع ياسر، وسدد الشلهوب الخطأ المحتسب بمكر لم يمر على صبري الذي أنقذ الموقف.

شهدت الدقائق الخمس الأخيرة محاولتين الأولى من هوار محمد الذي حاول استغلال تهاون خطنا الدفاعي بيد أن الصقري والمنتشري تجاوزا الموقف في الدقيقة 44، وحمل القحطاني الخطورة الثانية والأخيرة في هذا الشوط عبر تسديدة مرت بجوار القائم الأيسر لنور صبري.

*بعد الاستراحة مباشرة أجرى المدرب العراقي أكرم سلمان التبديل الأول بدخول صالح سدير بدلا من جاسم محمد، وحصل العراقيون على مخالفة قريبة من المنطقة سددها هوار عاليا في الدقيقة 47، ومن خطأ فردي للمنتشري ارتدت الكرة للمنتخب العراقي فتجاوز عماد محمد المتراجع (عطيف) وأطلق يسارية كان لها الخوجة بالمرصاد منقذا مرمانا من هدف التعادل في الدقيقة 50.

*الأخضر استعاد حضوره بعد امتصاص رد الفعل المتوقعة من المنافس وبدأ اعتباراً من الدقيقة 55 يشكل ثقلا هجوميا مكثفا كان من نتيجته انفراد مباشر للشلهوب بالحارس العراقي الذي استبسل في منع الكرة قبل أن يعيدها الشلهوب لمالك معاذا إلا أن الحظ العاثر للأخير شق الأرض وأخرج المدافع حيدر عبدالأمير الذي أنقذ الموقف في الدقيقة 59 الساخنة.

واثبت حسن معاذ أن الصقور يبحثون عن هدف ثان بتسديدة في الدقيقة 60 أنقذتها أصابع نور صبري إلى ضربة زاوية، ومرت لقطة من القناص بجوار القائم في الدقيقة 62، ونفذ عبده عطيف بمهارة بعد دقيقة لكن تسديدته اليسارية اعتلت العارضة بقليل، وفيما منتخبنا يسطر على المباراة راسما لوحة الثقة والإبداع انفرد البديل العراقي أحمد صلاح بالمرمى إلا ان الخوجة سد الثغرة وأنقذ الموقف في الدقيقة 66، ورد الشلهوب بعد دقيقة بيسارية اعتلت العارضة.

*لم تهدأ المباراة ولم تتوقف حملات منتخبنا التي تشكلت من كل الزوايا حتى استطاع عبده عطيف وضع القحطاني أمام المرمى العراقي لكن الحظ العاثر من جديد يقف بجانب العراقيين فذهبت لمسة القناص بجوار القائم عند الدقيقة 75.

*بحث باكيتا عن الاحتفاظ بأوراقه الكاسبة بعد فرصة ياسر فأخرجه وأدخل سعد الحارثي، واستعان المدرب العراقي بنشأت أكرم بدلا من علي حسين لتنشيط خططه الهجومية التي شكل منها هوار خطورة صريحة بضربة راسية اعتلت العارضة في الدقيقة 78.

اشتعلت الدقائق العشر الأخيرة من الجانبين وبخاصة العراقي الذي شدد بحثه عن إدراك التعادل فحاول استغلال الأطراف والكرات الثابتة التي من إحداها كاد أحمد صلاح يدرك الهدف برأسية لكنها اعتلت العارضة في الدقيقة 85، وأطلق نشأت كرة ثابتة مرت بجوار القائم في الدقيقة 90 التي غادر فيها الشلهوب الميدان تراكا مكانه لمحمد مسعد، وقبل انتهاء الوقت الضائع كان عطيف يحمل الخطورة الأخيرة في المباراة بتسديدة تحولت على ضربة ركينة أعلن بعدها الحكم نهاية اللقاء بفوز سعودي يتحدث عن نفسه ويثبت ان الصقور يلعبون للفوز ولا ينظرون لأي حسابات خارجة عن نص الانتصار ولا سواه.

من المباراة

- المباراة فنيا تسيدها منتخبنا الذي لعب الفوز وشاركه الأشقاء العراقيون الذين ودعوا البطولة بشرف بعد أن لعبوا مباراة كبيرة.

- قاد اللقاء بنجاح الحكم الاماراتي علي حمد الذي أنذر كلا من نور صبري وحيدر عبودي وياسر رعد من العراق وخالد عزيز وياسر القحطاني وأسامة هوساوي من منتخبنا، كما طرد حيدر عبودي في الدقيقة 39.

- إذا كان رجال المنتخب نجوما في اللقاء فإن ياسر كالعادة كان فوق العادة حاضرا.

- باكيتا تعامل مع المباراة كما يفعل المدربون الكبار في المواقف الحاسمة.

- جمهور كبير حضر المباراة وكالعادة كان أنصار المنتخب السعودي اللاعب رقم 12.

البحرين *قطر

فاز البحرين على قطر بهدفين مقابل هدف واحد وهو الفوز الذي أهله بجانب منتخبنا إلى الدور نصف النهائي من خليجي 18، وساعد فوز الأخضر على العراق في تأهل الفريق البحريني بفارق الأهداف فقط عن العراق، ويلعب البحرين في نصف النهائي مع منتخب عمان صاحب الصدارة في المجموعة الأولى. وسجل البحرين هدفيه في الوقت بدل الضائع من كل شوط.

وكان القطري خلفان إبراهيم قد وضع منتخب بلاده في المقدمة في الدقيقة 19 من الشوط الأول قبل أن يتعادل علاء حبيل للبحرين في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول.

وأضاف حبيل الهدف الثاني له ولفريقه في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني أيضاً.