مثلما أنقذ المهاجم اللامع ياسر القحطاني الأخضر أمام البحرين من تعادل أشبه بالهزيمة والمدرب من قرار الاستغناء عنه، فهو مع زملائه النجوم الآخرين هم وحدهم بعد الله من يملك مفاتيح الفوز والتأهل لدور الأربعة، وبخبراتهم ومواهبهم يستطيعون التغلب على ظروفهم وعلى تقليعات مدربهم باكيتا..
بالأمس أمام قطر وبعد غد أمام العراق ستكون كلمة الفصل والحسم بيد نجوم الأخضر لسبب بسيط وهو أن المدرب باكيتا لم يعد مقنعاً في تصرفاته وتغييراته وتعاملاته مع أحداث المباراة، كما أننا لم نلمح منه أية إضافة فنية أو منهجية أدائية تؤكّد أن له دوراً إيجابياً ملموساً على مستوى المنتخب، على الرغم من المدة الطويلة الكافية التي قضاها مدرباً له..
لا أدري ماذا صنع البارحة أمام قطر وهل عاد لمزاولة تقليعاته واختراعاته أم لا؟! لكنني في الوقت ذاته أنا على يقين بأنه استمر بمكابرته وعناده وسوء تقديراته التي آمل ألا يكون تأثيرها فادحاً ومعيقاً لحظوظ وطموحات الأخضر..
علّمناهم!!
ما سمعناه من تصريحات وتعليقات غير لائقة وجارحة لمشاعر بعض حكام الدورة، هي برأيي عبارة عن أصداء لذات اللغة المستخدمة هنا ضد الحكام السعوديين في المنافسات المحلية، وما قيل عن حكمنا خليل جلال بعد لقاء الإمارات وعمان، وضد حكم لقاء منتخبنا والبحرين لا يختلف في مفرداته وقسوة اتهاماته، بل هو أخف وأهون مما قيل هنا عن رئيس لجنة الحكام السابق مثيب الجعيد وما اتخذ بحق الحكمين الكابلي والشريف..
نحن في هذا الشأن آخر من يتحدث عن حقوق ومشاعر وآدمية الحكم، ولكثير من الإداريين وأعضاء الشرف في أنديتنا مواقف وعبارات وتصريحات يندى لها الجبين، وأصبحت ماركة مسجلة باسمنا، وعلامة فارقة لشكل وطبيعة ومستوى مسابقاتنا..!
سر السقوط
إضافة إلى محدودية مؤهلاتهم العلمية وتدني ثقافتهم العامة، فإن من أسباب إخفاق وعدم بروز عدد من نجوم الكرة السعودية المعتزلين في مجال التحليل الرياضي هو أنهم يعانون من عقدة الابتعاد عن الأضواء والشهرة في الملاعب، والتي تحوّلت إلى ما يشبه الغيرة من نجوم الكرة الحاليين.. إلى جانب فشلهم في التخلص من ميولهم وتعصبهم وانتماءاتهم مما جعلهم يصادرون على نجوم الأندية المنافسة تفوقهم وتألقهم وإسهامهم في منجزات الكرة السعودية..
التحرر من قيود الميول والغيرة، أمر مهم وشرط أساسي لنجاح المحلّل، أما التوقف فقط عند النجومية القديمة ودون العمل على تطوير المدارك وزيادة المعرفة فلن تقدّم سوى محلّل يسيء لسمعته ويشوّه صورته وينسف تاريخه بتحليلات فارغة وآراء مقلوبة وكلمات غريبة ومتلعثمة..!
احترافنا إلى أين؟!
لدي قناعة بأن وجود رجل خبير وفاهم وعقلاني بمستوى عبد الله الدبل سيجعل لجنة الاحتراف في المرحلة المقبلة أكثر انضباطاً وتنظيماً وتعاملاً مع واقعنا الاحترافي الراهن، وأن التعديلات الجديدة المتوقّعة ستكون في مصلحة الاحتراف السعودي، لكن هذا لا يمنع من التنويه عن ضرورة أن تهتم اللائحة المعدلة بمسائل تتعلق بالجانب القانوني لعقود اللاعبين، وأهمية توافر الظروف والبنود والتعليمات التي تضمن تطبيق اللائحة على جميع الأندية بالتساوي ودون أية مجاملات أو استثناءات أو تدخلات ستعيد الاحتراف ولوائحه ومنسوبيه إلى نقطة الصفر..
الوقائع السابقة والقضايا المزعجة والمعقدة بين الأندية واللاعبين ولجنة الاحتراف تشير إلى أن وجود مسؤول قانوني في النادي والتعامل مع مكتب متخصص في هذا المجال بات مطلباً ضرورياً لحماية جميع الأطراف والمحافظة على حقوقها المادية والصحية والاعتبارية، كما يساعد اللجنة على فهم وتفعيل قراراتها داخل الأندية، ولو دققنا النظر في الكثير من مشاكل الاحتراف لوجدنا أن السبب الرئيسي يعود إلى أن اللاعب المحترف أو النادي أو كلاهما ليس لديهما المعرفة والإلمام الكامل بلوائح الاحتراف..
الأكيد أن لجنة الاحتراف برئيسها الجديد عبد الله الدبل المتحمس لتطوير الاحتراف والارتقاء بأجوائه ومخرجاته والمنتمين إليه، ستكون أمام اختبار صعب من خلال لائحتها المعدلة، وكل ما نتمناه أن تتمكن من صياغة البنود القادرة على أن تكون في مصلحة الاحتراف والكرة السعودية وليس العكس، وبالذات فيما يخص أسلوب وكيفية وشروط انتقال اللاعبين بطريقة مرنة ومتوازنة وواضحة ومنصفة للجميع..
ضريبة الاستقلالية
على غير عادتها تعاملت إحدى المطبوعات مع فضيحة التعاقد مع النجم العالمي لويس فيجو بمهنية صحافية رائعة ونزيهة، وكشفت الصفقة المزعومة على حقيقتها، ولأن هذا الموقف يعد تمرداً وخروجاً عن المألوف بالنسبة للإدارة الاتحادية فقد بادرت الأخيرة سريعاً إلى اتخاذ الخطوات الكفيلة بإعادة المياه إلى مجاريها، واحتواء الأزمة مع المطبوعة على الطريقة الاتحادية الشهيرة، والتي أثمرت عن تراجع الصحيفة عن موقفها والعودة إلى ما كانت عليه داخل بيت الطاعة الاتحادي..!
هذه الحادثة بتقلباتها ومشاحناتها أكدت أن لإدارة منصور البلوي توجه قوي ودائم للنفوذ إلى وسائل الإعلام واستخدامها للدعاية والإعلان والترويج لأهداف شخصية أكثر من كونها لفائدة نادي الاتحاد، كما أن الحديث عن أخطاء الإدارة لا يستدعي التفاهم والتعليق ومحاولة التصحيح وإنما احتواء الصحف والأقلام بأية طريقة ممكنة وبأي ثمن كان..!!
هي رسالة اتحادية واضحة وصريحة لكل من يحاول أن يكون نزيهاً وأميناً ومستقلاً في مزاولة عمله الإعلامي، وبخاصة الأسماء والصفحات المحسوبة على الاتحاد التي لا تستطيع ممارسة النقد بحرية أو بأسلوب يخالف مزاج ورغبة وتعليمات الإدارة..!
حتى لا تسجَّل الكارثة ضد مجهول!!
بقدر ما أثبت سباق اختراق الضاحية (المهزلة) الذي أقيم في حائل الأسبوع الماضي وشارك فيه أكثر من ثلاثة آلاف متسابق أن الناس وتحديداً الشباب منهم في حاجة ماسة لهذا النوع من الفعاليات الرياضية والترفيهية لاستثمار طاقاتهم وأوقات فراغهم بأنشطة مفيدة وممارسات مجدية تساهم في بناء العقل والجسم والمجتمع، إلا أنه في المقابل - أي السباق - وفي ظل ما ظهر به من فوضى وتخبط وتخلّف في التنظيم والتسجيل والإجراءات كلها وما نتج عنه من إزهاق لروح بريئة وحوادث مختلفة ومناظر مأساوية مؤذية يدل على أن هنالك أخطاء وتجاوزات إدارية خطيرة في جهة أو جهات رسمية عديدة لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالموافقة على إقامة السباق من قِبل مؤسسة خيرية تطوعية وأخرى تجارية دون أن تتخذ الخطوات الضرورية المتعارف عليها في سباقات اختراق الضاحية مثل الكشف الطبي وموافقة ولي الأمر لمن هم دون 18 عاماً وتحديد فترة تسجيل تنتهي قبل بداية السباق بمدة كافية وما إلى ذلك وتجهيزات وإجراءات تنظيمية ومرورية وأمنية..
ما حدث يجب ألا يمر مرور الكرام، ومطلوب فتح ملف تحقيق شامل وجاد لا يستثني أحداً من المسؤولين والمتورطين في ارتكاب هذه الحادثة كي لا تتكرر في حائل وفي غيرها، وفي سباقات ومناسبات رياضية أو تلك التي لها علاقة بالجماهير وتحتاج لاحتياطات وترتيبات رسمية مسبقة، وخصوصاً في الأيام المقبلة التي ستشهد فيها حائل حدثاً رياضياً دولياً يتمثَّل في رالي حائل 2007م..
غرغرة
* نتمنى من الرئيس المثقف والخلوق والإنسان عبد العزيز الدوسري أن يوضح للجميع ظروف وملابسات انتقال اللاعب أحمد البحري..
* كان من المفترض أن يصدر بيان رسمي من اتحاد الكرة يرفض فيه أسلوب وتوقيت تصريح منصور البلوي الذي أكَّد فيه انتقال اثنين من نجوم المنتخب الأول إلى صفوف الاتحاد بعد مشاركتهما في خليجي 18
* الذين أيَّدوا وصفقوا وقدَّموا لابن همام عضوية الشرف بعد أن ظلم وحرم محمد الشلهوب من اللقب الآسيوي لكي يمنحه لابن أخته خلفان إبراهيم، ها هم الآن يتباكون ويهاجمون قناة دبي وكل من صوَّت لجاسم يعقوب الحائز على لقب أسطورة الخليج..
* ما الهدف من استنزاف جهود وإمكانات وعطاءات فريق الطائي في كأس الأمير فيصل بن فهد؟! ولماذا يصر معظم اللاعبين على ارتكاب أخطاء ومخاشنات واعتراضات لا داعي لها وسيتضرر منها الفريق في مواجهات الدوري الحاسمة..
* كالعادة، خطفت قناة الدوري والكأس الأضواء من الجميع، لأنها ببساطة شديدة تنفق بسخاء وبعيدة عن المنغصات الإدارية والتعقيدات المالية..
* بعد سنوات من الصبر والبناء أصبح المنتخب العماني أكثر نضجاً وتمرساً، وهو اليوم يعد الأقوى والأجمل والأجدر بنيل كأس خليجي 18
* عيسى الحربين معلِّق سعودي بارع ومتميِّز خسرناه وكسبته قناة الجزيرة الرياضية.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS
تبدأ برقم الكاتب«5297» ثم أرسلها إلى الكود 82244
abajlan@hotmail.com