** كانت دورات الخليج تمثل لنا ولأشقائنا الخليجيين منتهى الطموح وغاية المنى.. فلم تكن الكرة الخليجية مهيأة للمشاركات القارية أو الدولية لتصبح دورات الخليج هي متنفس الخليجيين الأوحد.. وقد أمسى لها من الإيجابيات ما فاق الوصف.. فقبل اعتماد دورات الخليج لم يكن أحد يتابع كرة القدم إلا قلة قليلة بالنسبة للمجتمع السعودي وللمجتمعات الخليجية.
** أذكر جيداً في المرحلة المتوسطة حين كنت أدرس بها لم يكن يتابع مباريات كرة القدم إلا العبد الفقير لله وطالبان اثنان فقط ما زلت أتذكرهما أحدهما اسمه عبدالكريم والآخر راشد.. فقد كنا ثلاثة طلاب فقط الذين نهتم بكرة القدم وأنديتها ونتائجها في مدرسة تضم مئات الطلاب.. وبالتالي كان المجتمع لا يعرف الكثير عن كرة القدم إلا بعد استقطاب دورات الخليج لاهتمام العامة.. خاصة بعد أحداث دورتي الخليج الثانية بالرياض والثالثة بالكويت التي جعلت جل المواطنين يهتمون بكرة القدم من خلال دورات الخليج.
** ذلك الاهتمام جعل مسؤولي ومواطني دول الخليج يهتمون بالدورة، وكل دولة أصبحت تتهيأ للدورة بإنشاء الملاعب والمنشآت الرياضية وإعداد منتخباتها وجلب أفضل المدربين.. وهذه من فوائد دورة الخليج على دول الخليج.. وأعتقد أن المجتمع الرياضي الخليجي يذكر بكثير من الامتنان دور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل صاحب فكرة دورات الخليج وتفعيل قيامها على أرض الواقع.
** الآن أصبح الاهتمام بالدورة أقل من السابق سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.. فبعد وصول بعض المنتخبات الخليجية للتصفيات النهائية لكأس العالم وحصول بعضها على الكؤوس القارية وغيرها من الفعاليات الكروية كل ذلك جعل كأس دورة الخليج أقل أهمية عن السابق بكثير.. ولكن إثارتها ومتابعتها هي ما يميزها عن البطولات والدورات الأخرى.
** كذلك الاهتمام الشبابي بكرة القدم اتجه كثيراً نحو الأندية العالمية والأوروبية تحديداً.. فأصبحوا يتابعون الدوري الإنجليزي والإسباني ويعرفون كل صغيرة وكبيرة عنه.. بل أصبحت هناك مواقع ومنتديات عربية ينشئها أنصار الأندية الأوروبية وهم ليسوا بالقليل فالأعداد تتزايد عاماً بعد آخر وهذا شيء جيد وغير سلبي وخروج لعالم كرة القدم الفسيح بدلاً من التقوقع والانكفاء على المحليات فالرياضة بصفة عامة من مقوماتها الانفتاح على الآخرين خاصة من سبقونا في المضمار الرياضي عامة وكرة القدم خاصة.. وأكاد أجزم بأن فوائد الانفتاح الرياضي هو أحد الأهداف العليا للرياضة عموماً ومنها كرة القدم.
خليجي 18!!
بعد حفل افتتاح خيالي وخارج عن المألوف وعالي التكلفة تلقى منتخب الإمارات هزيمة مستحقة من المنتخب العماني في مباراة متوسطة المستوى لا تعكس بذخ حفل الافتتاح بحال من الأحوال وقادها بكل ثقة واقتدار الحكم السعودي خليل جلال.. وفي ثاني أيام الدورة أتت مباراتنا مع المنتخب البحريني بأحداثها من طرد وضربات جزاء ونرفزة من الأشقاء لاعبي المنتخب البحريني فتداعت الأفكار لتلك المباراة التي جرت مع نفس المنتخب في دورة الخليج الثانية التي أقيمت في الرياض.. عندما انسحب بعض لاعبي المنتخب البحريني وكانت النتيجة 2 - صفر لصالحنا ولو اكتملت المباراة لأمكننا تسجيل هدف آخر لتصبح أهدافنا ثلاثة أو أكثر مما يؤهلنا للحصول على كأس الدورة الثانية ولكن انسحاب البحرانيين أهدى الكأس للمنتخب الكويتي بعد موافقة جهات الاختصاص السعودية وذلك بدلاً من إجراء مباراة فاصلة بين منتخبنا والمنتخب الكويتي.
ومن تلك الحادثة أصبحت مباريات منتخبنا والمنتخب البحريني يشوبها شيء من التوتر من قبل لاعبي المنتخب البحريني.. ورغم ذلك فقد فاز منتخبنا بهدفين نظيفين للاعب (الثروة) ياسر القحطاني مودعين في رصيدنا ثلاث نقاط ثمينة نأمل أن تكون دافعاً لحصد النقاط الست الأخرى من منتخبي قطر والعراق لنتصدر مجموعتنا دون هزيمة بإذن الله.. والدورة يبدو أنها حبلى بمزيد من الإثارة والتشويق.
في الوفاء!!
العنوان أعلاه هو ما يتناوله العامة عن بيت شعر قاله شاعر في أحد الخلفاء الأمويين فلم ينكر عليه الخليفة ما جاء في شعره حين قال:
أنت كالكلب في حفاظك للود
وكالتيس في قراع الخطوب
والكلاب مشهود لها بالوفاء.. وقد ذكر أستاذنا صالح السليمان أن هناك من اقترح الاستعانة بالكلاب للحفاظ على أمن الملاعب لكي لا يتكرر دخول بعض المراهقين لأرضية الملعب، والعبد الفقير لله لا يرى أن هناك مانعاً شرعياً حيث يعتبر في هذه الحالة كلب حراسة (والله أعلم).. وهناك كلاب مدربة للكشف عن المخدرات والمتفجرات.. كما قد رأينا كثيراً من الملاعب العالمية يوجد بها رجال أمن ومعهم كلاب بوليسية.
وأختم هنا ببيت لأمير الشعراء أحمد شوقي يقول فيه:
أودعت إنساناً وكلباً أمانة
فضيعها الإنسان والكلب حافظ
فلا تترددوا في الاستعانة بالكلاب المدربة في ملاعبنا.. ويكفي للدلالة على مكانة الكلاب ما ورد في سورة الكهف فقد كان للفتية الذين آمنوا بربهم (أهل الكهف) كلب باسط ذراعيه.. ولماذا لم يكن أسداً أو سبعاً؟!! تلك حكمة الله في خلقه!!..
نبضات!!
* مصروفات تأسيسية لأكاديمية الأهلي تجاوزت عشرة ملايين ريال وهذا هو الاستثمار الواعي لفكر الواعي.. وشتان بين فكر وفكر.. وبين استثمار واستثمار لتلميع الذات!!
* خطوة رائعة لإدارة الأهلي عندما استعانت بالشيخ الدكتور سعيد بن مسفر للتوعية الدينية لجماهير النادي حول تجنب فاحش الكلام والسباب.. وننتظر من بقية الأندية أن تحذو حذو إدارة الأهلي!!
* الأستاذ خليل الزياني كان لاعباً ومدرباً في دورات الخليج لذا وضح فهمه العميق لتحليل المباريات وآرائه السديدة مع مجموعة من لاعبي الخليج السابقين مثل العنبري وحمود سلطان وعدنان درجال مما جعلنا نتسمر أمام مجلسهم.. كما أن أبا إبراهيم كان يمثل صوت العقل والرزانة عندما امتص انفعال حمود سلطان بعد مباراة السعودية والبحرين!!
* الأستديو التحليلي الذي يضم خبراء مارسوا اللعبة يختلف كثيراً عن إستديوهات التحليل التي تضم مشجعين منظرين يظنون في أنفسهم الظنون بينما هم في موقع شفقة المشاهد!!
* أبدى الكثير من النقاد عن استنكارهم على المدرب باكيتا استبداله لمالك معاذ.. مما أراح دفاعات المنتخب البحريني وكادت تنتهي المباراة بهدف وحيد.. ولكن القناص ياسر عزز الموقف بهدف في الوقت القاتل!!
* آمل أن نكون قد أضفنا ثلاث نقاط أخرى من المنتخب القطري ليلة البارحة.. حتى ندخل مباراة العراق و(نحن مرتاحين بإذن الله)!!
قبل الطبع: الأيام القليلة القادمة ستشهد تصعيداً لتسجيلات وإثباتات تدين أحد مسؤولي الأندية الذي استساغ (تخريب) لاعبي الأندية الأخرى وسيتورط معه عدد غير قليل من المتلاعبين، وستكون ردة الفعل مذهلة!!
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS
تبدأ برقم الكاتب«6891» ثم أرسلها إلى الكود 82244
salehreda@hotmail.com