بالأمس القريب.. ودعنا عاماً هجرياً كان حافلاً بالإنجازات والبطولات والحضور المشرف في شتى المجالات بحق رياضتنا السعودية.. واستقبلنا عاماً آخر وكلنا أمل وتفاؤل بأن يكون امتداداً للعام الذي سبقه.
أقول.. حري بنا ونحن نستقبل العام الهجري الجديد أن نخطو خطواتنا الأولى في درب المحبة وأن نقف من خلاله أيضاً وقفة تأمل جاد وعميق مع أنفسنا من حيث المكاشفة ومناقشة الأمور وعلى طريقة (كشف حساب) مع النفس والآخرين ندعم من خلالها نقاط المثالية والواقعية وبالتالي نسهم في إشهارها.. ومن ثم نضع خططاً بناءة من جانب ما تتطلبه منا الوطنية ومن ثم المجتمع كأمانة.. بل لنجعل لحياتنا ومجتمعنا الرياضي معنى.. ونحول أيامنا وأعوامنا وإنجازاتنا ذات لون وطعم.
هذا المرعب.. وهذا الملتهب
مهما جاء الإعجاب منا تجاه نجم كروي عن غيره من النجوم الأخرى تظل هناك معايير فنية وأخرى إنجازية قد تميز هذا النجم عن ذاك.. وهذا بالطبع تفرضه الوقائع لا العاطفة.. وحينما جاء التصويت على (أسطورة الخليج) بين النجم الكويتي السابق جاسم يعقوب والنجم السعودي السابق ماجد عبد الله اختلف الكثير من حيث (مصداقية) التصويت.. دون أن يضعوا في مخيلتهم اختصار الإنجاز على الإقليم الخليجي لا على الصعيد العربي أو القاري. ولهذا جاء التصويت طبيعيا ومنطقيا بحق (المرعب) ابن يعقوب وذلك عطفاً على الإنجازات والألقاب التي نالها على المستوى الشخصي أو حتى البطولات التي حققها منتخبه على الصعيد الخليجي.. بمعنى أن حضور النجم (جاسم) الفني على مستوى الإقليم يفوق وبدرجات كبيرة أي لاعب خليجي وليس على مستوى ماجد عبد الله فحسب.. لعلني بهذا كله لا أقلل بحق نجمنا (الملتهب) الذي ظلت الألقاب تنشده حتى الآن ومن كل صوب.. وإنما الأفضلية على المستوى الخليجي فإن (الفصل) فيها لجاسم يعقوب بكل جدارة واستحقاق.
وجه الشبه بين المنتخب الكويتي والفريق النصراوي
هناك تشابه في الظروف والأوضاع وحتى الطباع تربط بين المنتخب الكويتي الشقيق والفريق السعودي النصراوي الحبيب جميعها تصب في رحاب التاريخ الرياضي والبطولات، فكل منهما ابتعد عن الإنجازات منذ مواسم.. وكلاهما يكمن حضورهما الفني والحماسي أمام منافسيهما سواء السعودي بالنسبة للكويتي أو الهلال بالنسبة للنصراوي.. لدرجة أن فوزهما عليهما بمثابة البطولة.. وإلا كيف يفسر لنا ذلك كله؟!! في المقابل أجد أن الجمهور الكويتي الشقيق ذاق مرارة الألم وتجرع المعاناة من (الأزرق) وحضوره الفني الضعيف في شتى البطولات والمناسبات بصرف النظر عن المنتخبات المواجهة من حيث قوتها أو ضعفها.. وهذا بالطبع يتوافق مع ما يعانيه الجمهور النصراوي مع فريقه.. ولكن يظل السؤال وفي ظل الأوضاع المتردية التي يعيشها كل من المنتخب الكويتي والفريق النصراوي ما الذي جعلهما حديث الساحة والصحافة والجماهير في كل مناسبة؟!
أحسب أن الإجابة تتداعى تلقائياً.. قدرة إدارة كل منهما على كثرة التصاريح النارية والوعيد بالقادم القريب سبباً في ذلك.. على الرغم من مطالب جماهيرهما بالإنجازات والبطولات.. لا بالتصاريح وإصدار البيانات.
السركال بين العاطفة والقانون
حينما تصدر صيحات استهجانية من مشجع يقبع في المدرجات بحق حكم مباراة أو لاعب خصم فهي ليست محسوبة أو أنها تأخذ طابع المسؤولية على هذا الفريق أو ذاك، ولكن حينما تصدر من (مسؤول) وعلى قدر كبير من الأهمية فتلك كارثة لا ترقع!! فاعتقد ما أعلنه رئيس الاتحاد الإماراتي الشقيق (السركال) بحق حكمنا الدولي خليل جلال سقطة في عالم اللجان الفنية الخليجية.. خصوصاً وأن الأخ السركال كان من أحد أعضائها في فترة ماضية.. بل إنني أتذكر له تصريحاً سابقاً عن الحكام قال فيه: لا نجعل العاطفة فوق القانون!!
آخر المطاف
قالوا:
النجاح ليس بسبب الحصول على الشهرة.. وإنما لموهبتك وقدرتك على تجاوز عاطفتك