فرض حارس منتخب عمان ونادي بولتون الإنكليزي علي الحبسي نفسه أفضل حارس في منطقة الخليج في السنوات الأخيرة خصوصاً بعد اعتزال السعودي الشهير محمد الدعيع حارس القرن في قارة آسيا المباريات الدولية، فلم يكن غريباً اختياره أفضل حارس في النسختين الأخيرتين لبطولة الخليج.وأنجبت المنطقة الخليجية العديد من الحراس المميزين أبرزهم الكويتي أحمد الطرابلسي والبحريني حمود سلطان في السبعينيات والثمانينيات والدعيع في التسعينات لكن الحبسي كان الوحيد الذي نجح في الاحتراف الخارجي أولاً بانضمامه إلى لين النروجي ثم إلى بولتون حيث يبذل جهوداً كبيراً ليصبح الحارس الأساسي مكان الفنلندي يوسي ياسكولاينن خصوصاً أن أمامه متسعاً من الوقت نظراً لصغر سنه (25 عاماً).وأصبح الحبسي حارس المرمى العربي الثاني الذي يحترف في الدوري الإنكليزي بعد المصري الأصل السويدي الجنسية رامي شعبان الذي دافع عن ألوان أرسنال قبل أربعة مواسم، علماً بأن حارس المصري الشهير أحمد شوبير خضع لتجربة أيضاً مع أيفرتون الإنكليزي في مطلع التسعينيات.ويُعتبر الحبسي ورقة رابحة في صفوف منتخب بلاده لأنه يتمتع بثقة عالية في النفس ويسيطر على منطقته ببراعة بفضل طوله الفارع وتدخلاته الحاسمة ورد فعله السريع ما يجعل مهاجمي الفرق المنافسة تحسب ألف حساب لدى مواجهته.وبدأ الحبسي المولود في 30 كانون الأول - ديسمبر عام 1981 في الظهور بشكل لافت خلال تصفيات كأس أمم آسيا عام 2003 حين تقدم منتخب بلاده على نظيره الكوري الجنوبي صاحب المركز الرابع لكأس العالم في صدارة ترتيب مجموعته التأهيلية، وكان مدرب المنتخب العماني آنذاك والحالي أيضاً ميلان ماتشالا أشاد بحارس مرماه كثيراً وقال (لم يرتكب علي الحبسي أي خطأ خلال المباريات الست التي لعبناها ولديه كل المقومات التي يحتاجها أي حارس ناجح).وخلال نهائيات البطولة الآسيوية في تموز - يوليو 2004 في الصين لعب الحارس ثلاث مباريات رائعة وكان من سوء حظه ومنتخب بلاده وقوعه في مجموعة واحدة حديدية مع إيران واليابان ورغم ذلك فقد كان المنتخب قاب قوسين أو أدنى من بلوغ ثمن نهائي المنافسة لولا هدف إيراني في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، وبعد نهاية البطولة فاز الياباني شونسوكي ناكامورا بجائزة أفضل لاعب وأجمع الكل على اختيار علي الحبسي أفضل حارس.. وكان الحبسي يمني النفس في المشاركة في نهائيات مونديال ألمانيا العام الماضي، لكن المنتخب الياباني اعترض طريق منتخب بلاده مجدداً ليمنعه من التواجد في العرس العالمي فتبددت فرصة الحبسي في فرض نفسه في أكبر محفل دولي.ورغم سوء حظ الحبسي مع منتخب عمان فإنه أظهر مستوى رائعاً مع ناديه النروجي لين الذي انتقل له في كانون الثاني - يناير 2003، والمستوى الذي ظهر به أهّله للفوز بجائزة أفضل حارس في الدوري النروجي عام 2004م.وتلا ذلك إشاعات حول انتقاله إلى ليفربول أو بولتون الإنكليزيين خصوصاً بعد أن شوهد مدرب الأخير سام الاردايس في خليجي 2004 في الدوحة يتابع مباريات المنتخب العماني للوقوف عن كثب على مستوى الحبسي لكن المفاوضات تعثرت بين الطرفين، لكن المدرب الانكليزي تابع اهتمامه بالحارس العماني ونجح في الحصول على خدماته الموسم الماضي.وبدأ الحبسي حياته الكروية في عمان كلاعب هاو يدرس في الصباح ويواصل تدريباته في المساء، لكن بعد انتقاله إلى نادي لين النروجي اختلفت الحال تماماً حيث واجه صعوبات كثيرة في البداية مثل الجو البارد الذي لم يعتد عليه ناهيك أيضاً عن الغربة، لكن ذلك لم يقلل من أبداً من طموحاته ورغبته في الوصول إلى ما يصبو إليه حيث جعل من تدريبات اليومية همه الأول وبدأت حياته تستقر هناك كلاعب محترف يسعى دائماً لتطوير مستواه يوماً بعد يوم ويملك طموحات لا نهاية لها.