قدر اتحاد المصارف العربية قيمة المشروعات التى تم إنشاؤها العام الماضي في دول الخليج بأكثر من تريليون دولار. وأكد الاتحاد في تقرير أصدره حديثاً أن دول الخليج العربي ضاعفت استثماراتها في البنية التحتية لبلدانها ثلاث مرات منذ ارتفاع أسعار النفط إلى 70 دولاراً للبرميل، وذلك في محاولة لتنويع المصادر الاقتصادية والاعتماد بشكل أقل على صادرات النفط في إدارة اقتصاداتها في المستقبل.. لافتاً إلى أن عمليات الاستثمار هذه تدل على الثقة الكبيرة التى تشعربها الدول الخليجية المنتجة للنفط ببقاء أسعار النفط الخام عالية في المستقبل القريب وربما لسنوات طويلة.وأوضح أن قيمة المشاريع الحالية والمستقبلية التى تقوم في دول الخليج بلغت أكثر من تريليون دولار في حين لم تكن تتعدى 277 مليار دولار قبل سنة ونصف السنة من ذلك.. مؤكداً أنه برغم الأرباح المحققة من بيع النفط الخام التي يتم استثمارها وإعادة تدويرها بشكل عام في الخارج ، إلا أن الأسعار الحالية للنفط دفعت الدول للتركيز على استثماراتها الداخلية حيث يضع معدل البطالة المرتفع ضغوطاً كبيرة على حكومات هذه الدول كما يحصل في المملكة العربية السعودية.

وأشار التقرير إلى ما ذكرته مجلة (ميد) المتخصصة في شئون النفط بأن دول الخليج لم تتوقف عند استثمار مليارات الدولارات من إيرادات النفط في البنية التحتية وتطوير عمليات انتاج الغاز وزيادة انتاجه وتطوير عدد من محطات التكرير الحديثة وبنائها، بل لجأت هذه الدول إلى تقليد الإمارات العربية المتحدة وخصوصاً دبي في تنويع قطاعاتها الاقتصادية التى تعتمد عليها وبدء التركيز على قطاعي السياحة والخدمات.ولفت إلى أن عمليات استثمارعائدات النفط هذه المرة وبعكس ما حصل في السبعينيات والثمانينيات تجري وتتم بشكل عقلاني متزن.. حيث إن دول الخليج تبدي انضباطاً كبيراً في عمليات الانفاق الحكومي عبر زيادة معدلات التوفير ودفع الديون المترتبة عليها وصناديق ادخار الفوائض المالية النفطية..