تعود مشاركة منتخب العراق الوطني لكرة القدم بدورات الخليج إلى عام 1976م عندما شارك لأول مرة في الدورة الرابعة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة وحصل فيها على لقب الوصيف إثر خسارته أمام منتخب الكويت في مباراة فاصلة بنتيجة 4-2 بعد أن كان أقوى المرشحين للفوز بكأس البطولة.
وخلال مشاركته في ثمان دورات تمكن من الفوز باللقب ثلاث مرات وانسحب في دورتين وخرج خالي الوفاض في دورتين أخريين.. ورغم أن الترشيحات قبل بدء مباريات بطولة خليجي 18 كانت تميل لصالح منتخبات قطر والسعودية وسلطنة عمان إلا أن الفريق العراقي تمكن من اقتحام دائرة التنافس بقوة يوم أمس الأول إثر فوزه الثمين الذي حققه على المنتخب القطري بهدف الترجيح الذي سجله اللاعب هوار ملا محمد بطريقة ذكية مباغتة للدفاع القطري وحارس المرمى محمد صقر لينال هوار جائزة أفضل لاعب في المباراة.
واكتسب فوز المنتخب العراقي على المنتخب القطري أكثر من خاصية، وكان له أكثر من دلالة كون أن المنتخب العراقي تمكن من الثأر لخسارة زميله المنتخب الأولمبي العراقي التي تعرض لها في نهائي أسياد الدوحة قبل أكثر من أسبوعين أمام المنتخب القطري، وهو في نفس الوقت قد ضرب عصفورين في حجر واحد على أساس أن فوزه قد تحقق على منتخب قطر حامل لقب بطولة خليجي 17 حامل ذهبية الأسياد، إضافة إلى أن هذا الفوز قد تحقق عن جدارة واستحقاق بعد أن هيمن اللاعبون العراقيون على مجريات اللعب في الشوط الأول خاصة الذي تعرض خلاله المرمى القطري لهجمات مكثفة، وأكثر ما لفت الانتباه خلال مباراة العراق وقطر آلاف الجماهير العراقية التي حضرت إلى ملعب نادي الوحدة في أبوظبي بوقت مبكر واستمرت تشجع فريقها بحماس زائد بالشكل الذي حفَّز اللاعبين العراقيين لتقديم العطاء المضاعف الذي قادهم لانتزاع الفوز الباهر من اللاعبين القطريين الذين كانوا يتطلعون لتجديد ما حققوه في الدوحة.. ولكن إرادة العراقيين وثقتهم العالية بقدراتهم ومن ثم نجاح المدرب أكرم أحمد سلمان في توظيف هذه القدرات وبصورة خاصة للاعبين الشباب الذين كانت لهم مواجهة سابقة مع اللاعبين القطريين حيث لا حظنا نجاح حيدر عبودي مدافع الأولمبي في تجريد اللاعب المجنس سبستيان سوريه من خطورته ومشاطرة اللاعبين أصحاب الخبرة ومنهم بصورة واضحة نشأت أكرم وصالح سهريد وأحمد كاظم وهوار ملا محمد في قول الكلمة القوية ليخرج الفريق العراقي فائزاً ليضمد جراح الشعب العراقي الجريح الذي خرج بعد المباراة سعيداً فرحاً وتدخل البسمة لكل بيت عراقي.