مع أن النتائج المرجوة من لقاء الرئيس الفلسطيني والقيادي بحركة حماس خالد مشعل في دمشق لازالت في طي المجهول, ومع أن ما تسرب لوسائل الأنباء من أن هذا اللقاء لن يتناول جوهريات الخلاف الفتحاوي الحمساوي, كقضية الوحدة والوطنية والانتخابات وغيرها من خطوط التماس بين الجانبين الفلسطينيين, إلا أن مجرد عقد هذا اللقاء بين الرجلين يشكل بادرة إيجابية للملمة ما تبعثر في شوارع الفلتان الأمني من أثاث البيت الفلسطيني الكبير, ويعتبر نفوقاً واضحاً للقرار الفلسطيني من دائرة التحكم والسيطرة السياسية من قبل بعض الأطراف الدولية, وذلك ما اتضح في سياق حديث دبلوماسي أمريكي قال إن الحكومة الأمريكية لا تعتقد أن اجتماعاً في دمشق بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تعتبرها واشنطن حركة إرهابية ستكون له نتيجة إيجابية, وذكرت مصادر فلسطينية مقربة من عباس أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس اعترضت خلال اجتماعها مع الرئيس الفلسطيني في رام الله يوم الأحد الماضي على الزيارة المقترحة لعباس إلى دمشق.
وأضافت المصادر أن عباس أصر على الزيارة وعلى لقاء مسؤولين سوريين منهم الرئيس السوري بشار الأسد حتى بالرغم من أنه لن يلتقي مع مشعل إذا لم يأت الأخير لرؤيته.
إن أخطر ما يهدد المشروع الوطني الفلسطيني خصوصاً في مرحلته الحالية هي تلك التدخلات الخارجية التي بدأت تدس أنفها في أصغر تفصيلات الشأن الفلسطيني في محاولة واضحة وجريئة لخطف مسار القضية وتوجيه بوصلته السياسية لخدمة مصالح إسرائيل وتمرير الأجندات الخاصة جداً للمنطقة, ففي الوقت الذي يتعثر فيه الحوار الفلسطيني خطوة ويتقدم بصعوبة خطوة أخرى تأتي هذة المطالبات للرئيس الفلسطيني بعدم القيام بالزيارة وعقد اللقاء بين الرجلين متجاهلة حالة الاحتقان السياسي التي يمر بها المجتمع الفلسطيني والتي تحتم على جميع عقلاء الداخل والخارج من الكوادر الفلسطينية عقد مزيد من اللقاءات خصوصاً بين كبار الشأن الفلسطيني كلقاء عباس - مشعل الذي إن لم ينفع المصالح الفلسطينية فلن يضرها بل إنه سيساهم في إحداث نوع من الألفة السياسية بين الرجلين وسيلعب مجرد عقده دوراً ولو بسيطاً في إبعاد الصورة القاتمة في علاقة فتح وحماس اللتين وبسبب تصرفات منفلتي الكوادر الفصائل الفلسطينية ومؤامرات واشتراطات بعض الأطراف الدولية أصبحتا وكأنهما على شفير حرب أهلية.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS
تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244