بدأ التلفزيون المصري مساء الخميس الماضي التنويه عن العرض الأول من نوعه للنسخة العربية من فيلم (الرسالة) الذي أنتجه وأخرجه المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد عام 1976 في نسختين إحداهما عربية والأخرى إنجليزية ومنع عرضه في مصر لأسباب دينية طوال تلك السنوات.

وذكرت التنويهات المكثفة التي تعرضها القناة الأولى المصرية أن الفيلم الذي قام ببطولته الفنان الراحل عبدالله غيث ومحمد العربي والسورية منى واصف سيعرض في سهرة اليوم السبت بمناسبة رأس السنة الهجرية للمرة الأولى في مصر رغم عرضه في عشرات الفضائيات العربية.

وظلت مصر تحظر عرض الفيلم الشهير طوال أكثر من 30 عاماً خوفاً من اعتراض رجال الدين باعتباره يضم ممثلون يقدمون شخصيات مقربة من النبي محمد وصحابته أبرزها عمه حمزة بن عبد المطلب الذي قام بدوره عبد الله غيث في الوقت الذي يرفض فيه الأزهر تجسيد الصحابة في أعمال فنية.

وكشف الناقد المصري مدكور ثابت قبل عدة أعوام أثناء رئاسته لجهاز الرقابة المصري عن حصول مخرج الفيلم على موافقة الأزهر على السيناريو باعتباره المؤسسة الدينية الرسمية التي يرجع لها في مثل تلك الحالات. وقال ثابت: إن مصطفى العقاد وقع في خطأ إجرائي بسيط حيث لم يحصل على موافقة مكتوبة خاصة بالعرض لأنه لم يعرض الفيلم بعد انتهاء تصويره على الأزهر مجدداً مما أدى إلى انتشار شائعة منعه من العرض بقرار من الأزهر.

وكانت لجنة من الأزهر وافقت على السيناريو في نهاية السبعينيات من القرن الماضي معتبرة أن الشخصيات المحظور تجسيدها في الأعمال الفنية تنحصر في العشرة المبشرون بالجنة فقط وليس من بينهم حمزة لكن المؤسسة الدينية تراجعت عن موقفها قبل عدة أعوام عندما منعت تصوير حمزة في فيلم الرسوم المتحركة (محمد رسول الله) ما اضطر مخرج الفيلم إلى تعديل السيناريو للحصول على الموافقة.

ولجا العقاد قبل بدء تنفيذ الفيلم الى علماء دين مسلمين لتفادي إظهار مشاهد أو معالجة موضوعات مخالفة للتاريخ الإسلامي إضافة إلى إحضار الأمريكي هاري كيجاف من هوليوود ليمضي سنة كاملة في القاهرة لكتابة السيناريو بمشاركة كتاب مصريين بينهم عبد الحميد جودة السحار وتوفيق الحكيم وعلماء من الأزهر بينهم الدكتور عبد المنعم النمر والدكتور محمد البيصار.