يستهل منتخب الإمارات لكرة القدم مشواره على أرضه وبين جمهوره في العاصمة أبو ظبي باختبار قوي مبكر ضد نظيره العماني ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تشهد أيضاً مواجهة غير متكافئة بين الكويت واليمن.
وينتظر الإماراتيون انطلاق منافسات (خليجي 18) بفارق الصبر، وقد ارتفع منسوب التفاؤل لديهم كثيراً بإحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخهم، ويعتقدون بأن الفرصة الآن سانحة جداً أمام منتخبهم للدخول في قائمة المنتخبات التي تحتكر ألقاب هذه الدورة وهي الكويت (9 ألقاب) والسعودية (3) والعراق (3) وقطر (2).
أعد المنتخب الإماراتي العدة جيداً للبطولة لأن المسؤولين عنه كانوا يدركون تماماً أن الإخفاق على أرضهم لن يهضم بسهولة، كما أن منافسات (خليجي 18) تأتي في وقت جيد للكرة الإماراتية بعد أن استعاد المنتخب عافيته بتأهله إلى نهائيات كأس أمم آسيا الصيف المقبل.
ليس هذا فقط، بل إن الإدارة الفنية ل(الأبيض) الإماراتي في أيد أمينة الآن بقيادة الفرنسي برونو ميتسو الذي بات يلم تماماً بإمكانات اللاعب الخليجي ومنتخبات المنطقة بعد أن عمل لسنوات فيها متنقلاً بين العين الإماراتي واتحاد جدة والغرافة القطري وكانت له نجاحات متفاوتة معها.
وحرص ميتسو على إيجاد التفاهم المطلوب بين اللاعبين وأوجد خليطاً بين لاعبي الخبرة والشباب، وسيعتمد في البطولة الحالية على نخبة من أفضل نجوم الأندية الإماراتية وفي مقدمتهم إسماعيل مطر والمخضرم محمد عمر وسبيت خاطر ومحمد خميس وعبد الرحيم جمعة وفيصل خليل.
وخسر منتخب الإمارات في آخر تجاربه الودية أمام نظيره الإيراني صفر-2، لكن ميتسو اعتبر أن لاعبيه (حققوا الاستفادة المطلوبة من هذه المباراة بغض النظر عن نتيجتها).
الاختبار الأول للإمارات سيكون بمواجهة عمان المتطورة والساعية بدورها إلى لقبها الأول في دورات كأس الخليج بقيادة مدربها المحنك التشيكي ميلان ماتشالا الذي سبق له الإشراف على تدريب منتخب الإمارات لفترة وجيزة.
وافلت اللقب من العمانيين في النسخة السابقة في الدوحة بعد أن قدموا فيها عروضاً جيدة قادتهم إلى المباراة النهائية التي حسمها أصحاب الأرض بركلات الترجيح 5 -4 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي.
وسيسعى نجوم عمان إلى التعويض هذه المرة، لكن نتائج المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة الشهر الماضي غير المشجعة فتحت ملفات كانت عالقة وأدت إلى استقالة الاتحاد العماني لكرة القدم وتعيين مجلس مؤقت يديره الرئيس السابق للاتحاد الشيخ سيف بن هاشل المسكري ومجموعة من رؤساء أندية السلطنة.
تاريخياً، يتفوق منتخب الإمارات على نظيره العماني بفارق شاسع حيث حقق ثمانية انتصارات مقابل خسارتين وأربعة تعادلات.
والفوزان العمانيان تحققا في النسختين السابقتين اللتين كشفتا عن وجه جديد للمنتخب العماني الذي تخلى عن دوره كجسر عبور للمنتخبات الأخرى وبات منافساً لها على المراكز الأولى.
ففي (خليجي 16) في الكويت فازت عمان 2 - صفر، ثم كررت فوزها عليها 2 -1 في (خليجي 17) في الدوحة التي اعتمد فيها نظام المجموعتين.
الكويت - اليمن
قد يكون التوقيت غير مناسب على الإطلاق لأي مشاركة لمنتخب الكويت في الفترة الحالية بسبب حالات الإخفاق الأخيرة التي تعرض لها وآخرها فشله في التأهل إلى نهائيات كأس آسيا المقبلة بعد خسارته أمام البحرين في المباراة الحاسمة بينهما، وتعثر المنتخب الأولمبي أيضاً في تخطي الدور الأول لأسياد الدوحة الشهر الماضي.
لكن (الأزرق) الكويتي يملك تاريخاً مهماً وتربطه علاقة وثيقة بكأس الخليج التي توج بطلاً لها تسع مرات (رقم قياسي)، لكنه منذ النسخة الرابعة عشرة في البحرين عام 1998 عبثاً يحاول استعادة بريقه وأمجاده، فحل ثالثاً في (خليجي 15) في الرياض، وكانت نتائجه شبه كارثية على أرضه في (خليجي 16) فجاء سادساً قبل الأخير، وفي (خليجي 17) في الدوحة بلغ نصف النهائي قبل أن يخسر أمام أصحاب الأرض صفر - 2.
فنياً، لا يعد منتخب الكويت من المرشحين للقب الخليجي هذه المرة أيضاً، لكن ظروف مباريات كأس الخليج تختلف دائماً عن أي مواجهة أخرى، والفارق في المستوى بين النجوم الحاليين وأفراد الجيل الذهبي كجاسم يعقوب وفيصل الدخيل وفتحي كميل وعبد العزيز العنبري وسعد الحوطي شاسع جداً.
يقود (الأزرق) في البطولة الحالية المدرب المحلي صالح زكريا (64 عاما) الذي يعود إلى القيادة الفنية للمنتخب بعد 21 عاما من قيادته إلى لقب (خليجي 8) في البحرين عام 1986م.
وهي المرة الثالثة التي يقود فيها زكريا المنتخب بعد عامي 1978 و1986 حيث قاده عام 1986 لإحراز برونزية أسياد سيول، ويعد أول مدرب محلي يقوده مرتين في كأس الخليج، وثالث مدرب يشرف عليه مرتين في الدورة الخليجية بعد الصربي بروشيتش (خليجي 2 و3) والبرازيلي كارلوس البرتو باريرا (خليجي 4 و5) والتشيكي ميلان ماتشالا (خليجي 13 و14).
وتوجه منتخب الكويت إلى أبو ظبي من القاهرة مباشرة حيث أقام معسكراً إعداديا خاض فيه العديد من المباريات الودية مع فرق محلية وقف من خلالها زكريا على مستويات اللاعبين.
ابرز لاعبي الكويت المهاجم الشاب حسين الموسوي الذي يتألق مع العربي في الدوري المحلي وهو اصغر لاعب في التشكيلة (مواليد 11 أيلول - سبتمبر 1988)، واستدعي بديلاًَ لبشار عبد الله بعد رفضه العودة عن قرار الاعتزال دولياً، فضلاً عن يعقوب الطاهر ويوسف اليوحة ومساعد ندا وبدر المطوع ونواف المطيري ومحمد جراغ وحمد الطيار وفهد الفهد.
وقد تكون المهمة الأولى للكويت في الدورة الأسهل ضد منتخب اليمن الذي يشارك فيها للمرة الثالثة فقط.
وفازت الكويت على اليمن في المرتين السابقتين، في (خليجي 16 و17) بنتيجتين كبيرتين 4 -صفر و3 -صفر على التوالي.
ولكن مدرب منتخب اليمن، المصري محسن صالح الذي يعرف الكرة الكويتية جيداً حيث اشرف على فريق العربي لفترة، رفض (اعتبار فريقه الحلقة الأضعف في البطولة).
ومن أبرز لاعبي التشكيلة اليمني في (خليجي 18) الحارس سالم عبدالله عوض وزاهر فريد وياسر باصهي وحمادة الوادي وعبد الرزاق العشبي وفكري الحبيشي ونشوان الهجام.