يدشن الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية اليوم (الأربعاء) الملتقى السادس لتطوير الموارد البشرية بتنظيم من الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية والشركة السعودية للكهرباء، بمشاركة 10 خبراء دوليين، وحضور أكثر من 600 مشارك ومشاركة.
وأكد عبد الرحمن بن راشد الراشد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية، رئيس مجلس الغرف السعودية خلال كلمته التي ألقاها أمس مع انطلاق فعاليات الملتقى، أن قضية الموارد البشرية وقيادة التغيير التي يتخذها هذا الملتقى عنواناً له، تعد واحدة من أهم القضايا التي تشغل العالم على اختلاف أنظمتها وتوجهاتها وأولوياتها.
وأوضح الراشد أن أهمية الموارد البشرية قد تجلت خلال النصف الثاني من القرن العشرين وتعاظمت مكانتها في قائمة الأولويات الدولية، بعد أن أثبتت كل تجارب التنمية في العالم أهمية العنصر البشري، وتأكد أنه لا معنى لأي حديث عن التنمية، بل ولا نجاح لأي عمل تنموي بدون الموارد البشرية، التي يعد الارتقاء بمستواها شرطاً لأي نهضة، وضرورة لأي تقدم، لافتاً إلى أنه في ضوء المتغيرات الدولية التي يعيشها العالم اليوم، وانطلاقاً من طبيعة هذه المتغيرات التي تتسم بالسرعة والتعقيد والتنوع، ومع دخول التقنيات الحديثة في كافة مجالات الحياة اليومية للإنسان المعاصر، فإن تأهيل الموارد البشرية للتعامل مع هذه المتغيرات، أصبح ضرورة من ضرورات الحياة، والنمو، والتقدم.
وبيّن الراشد أن هذا الملتقى هو حلقة مهمة ضمن حلقات التعاون الناجح والمثمر بين الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية والشركة السعودية للكهرباء وفي إطار توجه مشترك نحو ترسيخ العمل في خدمة المجتمع، وقضاياه الاقتصادية، وأولوياته الإستراتيجية، ومن هنا يأتي هذا اللقاء الذي يعقد في هذا الصرح الاقتصادي الشامخ للمرة السادسة، دلالة على عمق التفاهم المشترك بين غرفة الشرقية والشركة السعودية للكهرباء، واتفاقهما على أن تكون التنمية البشرية موضعاً ثابتاً ورئيساً للملتقى، كما يأتي دلالة على أن الملتقى يخطو بثبات من حيث دقة الترتيب، وتفوق الأعداد، وحسن التنظيم، على طريق تأكيد مكانته بين الملتقيات والمنتديات المرموقة عالمياً وإقليمياً.
وقال الراشد: (إذا كنّا نتحدث عن النجاح الذي حققه الملتقى، خلال دوراته الخمس السابقة، وما حققه هذا النجاح من أصداء دولية وعربية، فإن الأمانة والإنصاف يقضيان أن نذكر الفضل منسوباً لأهل الفضل، ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أعبر عن جزيل الشكر للأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، الذي دفع بدعمه الكريم مسيرة الملتقى إلى ما حققه من نجاح، ولا يفوتني أن أشكر لأمير الشرقية رعايته الكريمة والدائمة لكافة فعاليات الغرفة وأنشطتها عامة، ورعايته هذا الملتقى خاصة، كما أشكر له رعايته لكافة أشكال وصيغ التواصل بين مؤسسات المنطقة وهيئاتها وأجهزتها المختلفة، إثراء للعمل المشترك في خدمة أولويتنا الوطنية، وتعزيزاً لمسيرة التنمية).
وشكر الراشد في ختام كلمته الجهات والشركات التي حرصت على دعم الملتقى انطلاقاً من شعورها الوطني، وإدراكاً لمسؤوليتها الاجتماعية، وتعبيراً عن انتمائها المخلص للقطاع الخاص، كما شكر المتحدثين ورؤساء الجلسات، وكافة المشاركين في أعمال الملتقى الذي تجسموا عناء السفر، والذين أعطوا مشاركتهم في فعاليات هذا الملتقى أولوية على ما عداه من ارتباطات.
وتضمنت جلسات اليوم الأول من الملتقى خمس جلسات رأس الأولى منها عبد الرحمن التويجري نائب رئيس الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية (اشرم)، وتحدث خلالها المتحدث العالمي توم بيترز حول قيادة التغيير، وكيفية تحقيق أهداف التغيير، ومساعدة المختصين على تفهم الدور الحيوي الذي تلعبه الموارد البشرية في التعامل مع التغيير والذي يحدد إلى درجة بعيدة مدى نجاح مؤسساتهم في التواكب مع مقتضياته واستثماره لصالحها.
أما الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور ناصر القحطاني مدير إدارة البحوث والاستشارات في معهد الإدارة فرع المنطقة الشرقية فذكر خلالها الدكتور فواز العلمي مستشار وزير التجارة والصناعة، رئيس الفريق الفني السعودي لمفاوضات انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، أن عدد السجلات التجارية في المملكة بلغ 648.100 سجل، وعدد الوكالات المسجلة 9499 وكالة، وعدد الشركات القائمة 17.138 ، أما الشركات المساهمة فبلغت 194 شركة، فيما شكلت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من 80 إلى 85 في المائة من القطاع الخاص، وتشكل عجلة النمو في الاقتصاد.
وأشار الدكتور العلمي إلى أنه بحلول عام 2020 سيزيد عدد المواطنين بنسبة 89 في المائة ليصبح عددهم 33 مليون نسمة، وستؤدي هذه الزيادة إلى ارتفاع العرض في القوة العاملة السعودية من 44.2 في المائة عام 2005 إلى 76.9 في المائة عام 2020م، مما يعني أن قوة العمل السعودية المعروضة سترتفع من خمسة ملايين في عام 2005م، إلى أكثر من 12 مليون في عام 2020، أي بزيادة قدرها 112 في المائة.
وبيّن العلمي أن المملكة منذ تأسيسها وهي تؤمن باقتصاديات السوق وحرية التجارة، حيث تشكل التجارة الخارجية نسبة 70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وتعد سوق المملكة قبل الانضمام مفتوحة للاستثمار الأجنبي والتبادل التجاري، كما أنه تحتل المركز الأول في مخزون النفط العالمي وإنتاجه وتصديره، والمركز 12 في الصادرات، والمركز 22 في الواردات، موضحاً أن الناتج المحلي الإجمالي بلغ 1.35 تريليون ريال، فائض الميزان التجاري بلغ 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، أما النمو الاقتصادي فبلغ 6.5 في المائة، وفائض الميزانية الحكومية نحو 50 في المائة من الميزانية و15 في المائة من الناتج الإجمالي، وبالنسبة للنقد المتوفر فبلغت نسبته 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ويكفي لتمويل 20 في المائة من المشاريع لعدة أعوام.
وحول مستقبل المملكة الاقتصادي ذكر العلمي أنه سيتم تسديد الدين العام خلال عامين، إلى جانب إنشاء خمس مدن اقتصادية بمستويات عالمية، وتخصيص تريليون دولار للمشاريع التنموية في العقد المقبل، وتخصيص 20 منشأة حكومية منها السكك الحديدية.
وتحدث في الجلسة الثالثة المهندس علي بن صالح البراك الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء حول تحديات إدارة التغيير، ورأسها سمير المقرن مدير عام معهد الإدارة في المنطقة الشرقية، حيث أبان المهندس البراك أن هناك أخطاء تقع فيها الإدارة عند تنفيذ برامج التغيير تشمل افتقاد الرؤية الواضحة، توصيل الرؤية بطريقة فعالة، غياب التحالف القوي بين الإدارات والأفراد، عدم وصول التغيير إلى جذور ثقافة المنظمة، الرضا المبالغ فيه عن الوضع الحالي، العقبات الإدارية، وعدم تحقيق نجاحات سريعة.
وأضاف المهندس البراك أن متطلبات النجاح تتطلب وضع رؤية إستراتيجية واضحة لهذه الرؤية، وإيصال رؤية التغيير، إضافة إلى بناء تحالف لقيادة التغيير، ترسيخ ثقافة التغيير، تمكين الموظف، مكاسب الأجل القصير، وخلق إحساس بضرورة التغيير.
ولخص البراك طرحه في أن التغيير يحتاج إلى قيادة، وإدارة المنظمات قد تؤدي إلى إعاقة التغيير من خلال التقليل من شأن الرؤية وإيصالها، الفشل في تأصيل التغيير في ثقافة الشركة، عدم الاهتمام بتحقيق مكاسب في الأجل القصير، والعيش على طموحات متواضعة والرضا بالقليل.
وعلى الصعيد ذاته أوضح منصور الخربوش نائب الرئيس للخدمات المشتركة في (سابك) خلال الجلسة الرابعة التي رأسها عبد السلام التريكي مدير إدارة التطبيقات الشاملة في الشركة السعودية للكهرباء، تجربة (سابك) في إدارة التغيير ضمن نظام التطبيقات الشامل (فنار)، المعتمد على برنامج ساب الذي يقوم بتوحيد الخدمات في مجال الإنتاج، المالية، الصيانة، المبيعات، التوزيع، الدعم اللوجستي، أنظمة المشاريع، وإدارة الموارد وشؤون الأفراد.
أما بروس كارلوس الرئيس التنفيذي لشركة جريد انترناشونال فتحدث في الجلسة الأخيرة من اليوم الأول للملتقى التي رأسها سعود الشمري نائب أول الرئيس للموارد البشرية في الشركة السعودية للكهرباء، رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى، حول الامتيازات التي تقدم للموظفين وتواجه بعدم القبول لدى الإدارة العليا لديهم، والتي تعمل بدورها على تهبيط الهمم وتقليل الحافز في الإبداع والابتكار، ملمحاً خلال طرحه إلى تغيير التنظيم، مواصفات النجاح، والعادات والتقاليد وتأثيرها في التغيير، إضافة إلى استعراضه بشكل موسع لنظرية grid.
يشار إلى أن اليوم الثاني من فعاليات الملتقى يشمل خمس جلسات أخرى سيتحدث في بدايتها نبيل الجامع مدير عام إدارة التدريب وتطوير الكفاءات في شركة ارامكو السعودية حول منهجية (أرامكو السعودية) في تطوير القياديين لإدارة التغيير، ويديرها صلاح الزامل نائب الرئيس للموارد البشرية في شركة الاتصالات السعودية، فيما يتحدث في الجلسة الثانية المهندس خالد الكاف العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة اتحاد الاتصالات عن عملية التغيير تحت عنوان (التغيير رؤية مختلفة)، ويدير الجلسة عدنان المنصور نائب الرئيس لمصنع الزامل للحديد، فيما يتحدث في الجلسة الثالثة الدكتور علي فخرو وزير التربية السابق في البحرين حول طبيعة وثوابت التغيير، ويدير الجلسة عبد العزيز العياف أمين عام الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية، وسيتحدث في الجلسة الرابعة الدكتور أحمد حسني مستشار الموارد البشرية في جنرال موتورز عن استراتيجية إدارة رأس المال البشري، ويديرها الدكتور سالم الغامدي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أما الجلسة الخامسة والأخيرة من اليوم الثاني للملتقى فيستحدث فيها البروفيسور جاري ماكلين مستشار تطوير الموارد البشرية، ويدير الجلسة وليد الصومالي من الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية.