لعل كأس الخليج العربي الثامنة عشرة التي تنطلق غداً في أبوظبي هي الأصعب للمنتخب السعودي ربما طوال تاريخه.. فبعيداً عن المجموعة الحديدية التي وقع بها منتخبنا مع البحرين والعراق وقطر.. فإن المستوى العام للمنتخبات لم يكن متقارباً بهذا الشكل ربما طوال الدورات الماضية كما هو الآن.. فضلاً عن المستوى المتوسط الذي يقدّمه الأخضر منذ عودته من مونديال ألمانيا دون أن يعكس استفادته الفعلية من هذه التظاهرة العالمية بالشكل الذي يدخل الثقة والاطمئنان في قلوب السعوديين جميعاً وليس الرياضيين فقط.
الأداء السعودي حتى الآن لا ينبئ بأن الأخضر قادر على تجاوز منافسيه وخصوصاً منتخب قطر القوي.. الذي تطور خلال العامين الماضيين بشكل يفوق كل المنتخبات الخليجية بما يضمه من عناصر شابة ومدرب قدير واستقرار فني جعله أحد أقوى المرشحين للقب الثامن عشر ليحافظ على لقبه الذي يحمله منذ الدورة الماضية.. فالقطري في تصوري هو الأفضل فنياً من بين المشاركين يليه منتخب الإمارات المضيف الذي رغم افتقاده للاعب النجم إلا أنه يملك مجموعة متجانسة ومتقاربة المستوى جعل منها الفرنسي برونو ميتسو فريقاً متماسكاً ويؤدي بطريقة جماعية ومنظّمة تستحق الإعجاب.. أضف إلى ذلك الأرض والجمهور والمجموعة الأسهل التي قد تجعل طريقه مفروشاً بالورود للوصول للأدوار النهائية وعندها سيكون عقبة قوية أمام جميع الفرق.. وهو ما ينطبق تماماً على المنتخب السعودي الذي إذا ما نجح في التأهل فسيكون قادراً على الدخول في أجواء المنافسة الفعلية وعندها من الصعب التنبؤ بما سيقدّمه نجومنا كون الإطار الفني العام للسيد باكيتا يعتمد على قدرات ومهارات اللاعبين أولاً ثم العمل الفني الجماعي ثانياً.. ونحن نعلم أن لدى لاعبينا من الإمكانات ما يؤهلهم لتحقيق الفوز في أي لقاء لكن هذا لن يكون كافياً ما لم يأت في إطار العمل الفني والأداء الجماعي للمجموعة عموماً لتؤدي كفريق قوي مترابط يجيد حماية مرماه أولاً ثم تنظيم الهجمات وإدارة دفة اللعب جيداً وهذا أيضاً لم نشاهده حتى الآن مع باكيتا.
إذاً البطولة القادمة ستكون الأصعب والأقوى في ظل إمكانية نجاح المنتخب العماني في خلط الأوراق وكذلك المنتخب العراقي بإمكاناته العناصرية الكبيرة.
شخصياً.. أعتقد أن منتخبات الكويت والبحرين واليمن ستكون خارج الحسابات دون أن يمنع ذلك من تحكمها في وجهة المنافسة وخصوصاً الكويتي والبحريني.
على أية حال السعودي سيكون في اختبار صعب وكما يبدو أننا لم نعد أنفسنا جيداً لمثل ذلك والدليل الأداء المفتوح البعيد عن الحسابات الذي يقدّمه باكيتا في كل المباريات.. مع أمنياتي كما هي أمنيات الجميع أن ينجح نجومنا في معايشة أجواء البطولة والإحساس بقوة المنافسة والرغبة الكبرى التي تدخل بها كل المنتخبات مبارياتها لتحقيق الفوز.. وإذا فعلوا ذلك فسيحق لنا بإذن الله أن نتفاءل.. ولكن ليس قبل أن نشاهد البداية..!
الفشل يتحمّله الهلال!!
** فشل المنظّمين للقاء الهلال والحزم الماضي وضعف التنسيق مع الجهات الأمنية وسوء الملعب وطباعة تذاكر مضاعفة للأعداد التي يستوعبها الملعب حُمّلت كلها للهلال بقرار إقامة مباراته أمام الخليج دون جمهور!! فالفريق الضيف الذي لم يجد الحماية من جماهيره العاشقة للنجوم عند وصوله للفندق ليلة المباراة وما صاحب ذلك من تدفق جماهيري كبير يندر أن يحدث مثله لأي فريق سعودي جعل الآخرين غير مستوعبين لما يحيط بهذا الفريق من جماهيرية طاغية تلاحقه أينما حلَّ وارتحل.. ولذلك ومكافأة للهلال على إعادته للجماهير للمدرجات وإعادة الحيوية والإثارة والمتعة للملاعب ودعم خزائن المنافسين قبل خزينته كل ذلك تحول لنقمة بدلاً من أن يكون نعمة كما هو..
وللأسف فإن الفشل التنظيمي الذريع في لقاء الحزم سيمر مرور الكرام لأنهم وجدوا المشجب الذي يمكن أن يتحمّل كل هذه الإخفاقات ويخرجهم من المأزق والفشل في التعامل مع هكذا أحداث.. فالهلال بشعبيته ونجومه وإنجازاته للوطن كلها لم تشفع في التعامل معه بعقلانية وإنصاف لمجرد أنه الهلال.. فهو الهلال الذي بظلمه يرضى المتعصبون وباغتصاب حقوقه يسكت المحرومون وبمحاربته ومحاولة تحجيمه تقوم قائمة العاجزين.. هكذا يتعاملون مع الهلال.. البعض يعتقد أن الاستمرار في الضغط على الهلال يعني القوة والسيطرة والنفوذ.. بينما هو في حقيقة الأمر الضعف والإخفاق في السيطرة والتعامل والرضوخ لأصوات مأجورة لا تهمها المصلحة العامة ولا الخاصة بقدر اهتمامهم بهدم كل المكتسبات الرياضية التي يتسنّم الهلال قمتها.. فما يحدث للهلال في الواقع قمة الضعف من قبل اللجان المعنية.. فهو كشف ضعفها وقلة حيلتها وعدم قدرتها على العمل المنظّم والصحيح لتعوّض بذلك بعقوبات مخجلة لن تحل المشاكل ولن تغيّر من الأمر شيئاً.. وفي قضية الرس كنت أتمنى أن يصدر اتحاد الكرة بياناً يتحمَّل فيه بشجاعة ضعف التنظيم والتنسيق مع الجهات الأمنية والتنظيمية للمباراة ويعترف بالقصور الذي تسبب في دخول عدد من المراهقين بشكل كوميدي لا علاقة للهلال وربما للهلاليين به.. فالمسألة برمتها بحاجة لتعامل عقلاني ونظرة شمولية على طريقة (اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه..).
وبهذه الطريقة يمكن وضع العديد من الآليات التنظيمية ومساءلة الجهات المقصِّرة ومعالجة الأمور بحكمة بدلاً من تحميلها مشجب الهلال وانتهائها كما بدأت وخروج المعنيين ببراءة مهينة كانت محل استياء الرياضيين جميعاً.. ولمصلحة الرياضة في الوطن ولمصلحة شباب الوطن فإن الحاجة ملحة لتولي أهم المناصب في اتحاد الكرة أشخاص لديهم العقل والرزانة وبعد النظر والمسؤولية حتى لا يورطوا اتحاد الكرة أكثر مما ورطوه.
لمسات
* إعلان سمو الأمير نواف بن فيصل إنشاء قوة خاصة لأمن الملاعب خطوة رائعة ستقودنا نحو المزيد من العمل المنظّم لحماية شباب وقطاع الرياضة من العديد من الممارسات المشكوك فيها!
***
* عند ترشيح الأستاذ منصور البلوي لرئاسة نادي الاتحاد كانت أهم الشروط الشرفية عدم التصريح للإعلام دون الرجوع لأعضاء الشرف وذلك بعد التصريحات الصحفية المخجلة التي تعرّض فيها للرئاسة العامة واتحاد الكرة.. لكن هذه الاشتراطات تبخّرت لتعود مجدداً بعد مسرحية فيجو ورونالدو.
***
* باستثناء البرازيلي براغا فإن أسماء البرازيليين الآخرين الذين يتداولهم الهلاليون مخيفة وتنبئ بنهاية عهد الإنجازات الهلالية رغم أن الفريق الحالي هو الأفضل في تاريخ الزعيم!
***
* سيقدّم الهلاليون كثيراً إذا اعتمدوا على ما يُسمى بنجومية قوارو وفوّتوا فترة تسجيل المحترفين القادمة دون تدعيم صفوفهم بلاعب مميّز.. ولو استدعى الأمر إعادة البرازيلي الرائع كماتشو رغم كل سلبياته فالجميع يهمهم ما يقدّمه في الملعب.. وهو بالتأكيد دعامة قوية لا يمكن إنكارها!
***
* الهلاليون بالفعل على نيّاتهم.. فرغم كل ما يدور حول الفريق من إشكالات إلا أنه يواصل مسيرته بثبات بفضل دعم جماهيره القوي بكافة فئاتهم!
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS
تبدأ برقم الكاتب«6469» ثم أرسلها إلى الكود 82244