كما الإشاعات الموسمية أصبح معتاداً أن يرافق زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين للمنطقة، وخصوصاً وزراء الخارجية، أحاديث عن مبادرات جديدة وخطط لحل القضية الفلسطينية التي باتت النقطة المركزية في تأجيج كثير من بؤر السخونة والتوتر في منطقة الشرق الأوسط. هذه المرة، ومع بداية زيارة الدكتورة كونداليزا رايس للمنطقة، تعددت الروايات والتوقعات بما تحمله الوزيرة الأمريكية في حقيبتها للمنطقة؛ فمن خطة لإقامة دولة فلسطينية مؤقتة تكون حدودها جدار الفصل العنصري، تطلق بعدها مسيرة التفاوض لإقرار الحدود الدائمة لهذه الدولة المرتقبة.
ورواية أخرى تتحدث عن توسيع اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط لتشمل دولاً عربية، ورواية ثالثة تقترح عقد مؤتمر دولي في مدريد؛ تيمناً بما تم بناؤه في مؤتمر مدريد الأول الذي احتفل بذكراه الخامسة عشرة في العاصمة الإسبانية قبل أيام.
وعلى الرغم من نفي وزيرة الخارجية الأمريكية هذه التوقعات، وتأكيدها أنها لا تحمل أي خطة أو اقتراح، بل تأتي للإصغاء فقط؛ حيث قالت إنها عندما كانت أستاذة للعلوم السياسية في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا قرأت كثيراً عن الجهود السابقة للتقدم على صعيد المسألة الإسرائيلية - الفلسطينية، مشددة على أنه إذا لم نحضر جيداً فلن تنجح الأمور، مؤكدة أيضاً أنه يجب عدم طرح خطة (صنعت في أمريكا)، وأنه يجب أن تسهم كل الأطراف في إحراز تقدم على هذا المسار.
تأكيدات الوزيرة الأمريكية هذه، وإن أثارت قلقاً من خلال الإشارة إلى أن أمريكا لم تعد اللاعب الوحيد في فرض السلام على الإسرائيليين، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، ألا أنها تشير أيضاً إلى الاستعداد الأمريكي لإفساح المجال للاعبين آخرين مؤثرين دولياً وإقليمياً للإسهام في إيجاد الحل المنشود لقضية باتت تمثل صداعاً وإزعاجاً لكل القوى الدولية والإقليمية والمحلية.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS
تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244