منذ أن تسلّم الأستاذ فيصل العبد الهادي أمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم والمشاكل تتناثر هنا وهناك وتشوّه سمعة الاتحاد السعودي للكرة.. ففي كل الامتحانات التي خاضها الأمين سقط سقوطاً شنيعاً وفشل فشلاً ذريعاً في كسب ثقة الرياضيين وإقناع المتابعين بقدرته كأمين عام لواحد من أنشط وأكبر الاتحادات الكروية في القارة الآسيوية.
ففي الوهلة الأولى لتولي العبد الهادي المهمة أحرج الاتحاد السعودي لكرة القدم مع الاتحاد الدولي حين قدَّم معلومات مغلوطة عن لاعبي الاتحاد البرازيليين (قبل بطولة العالم للأندية) الذين قالت خطابات اتحاد الكرة إنهم مسجلون قبل التاريخ النهائي الذي حدّده الاتحاد الدولي وإن بطاقاتهم لدى اتحاد الكرة ليقدّم الأهلي المصري احتجاجاً موثقاً للاتحاد الدولي يؤكّد (كذب) هذه المعلومات وعدم صحتها إطلاقاً ليستبعدهم الاتحاد الدولي ويسجل نقطة سلبية تجاه الاتحاد السعودي للكرة مصدر هذه المعلومات فضلاً عن التجاوز الصارخ للأنظمة بالسماح للاتحاد بتسجيل ستة لاعبين أجانب في بادرة ربما هي الأولى على مستوى العالم.. ثم جاءت قضية عقد محمد نور وما صاحبها من تزوير في تاريخ نهاية العقد والشكوى المقدّمة من اللاعب والتي كشفت التلاعب الذي يحدث في الأمانة ولجنة الاحتراف والتي على أثرها استبعد العبد الهادي من رئاسة اللجنة بعد أن اتضح للجميع وعلى رأسهم القيادة الرياضية التوجه الواضح للعبد الهادي في تمويت القضية ولملمتها وإخراج المتهمين من الموضوع كخروج الشعرة من العجين.
متجاهلاً المهمة الرئيسية لاتحاد الكرة في العدل والمساواة بين الأندية وحفظ الأنظمة واللوائح من العبث والأهواء والوقوف أمامها بكل حزم.. وتوالت الأحداث لتأتي قضية القضايا حين صدر أول قرار في تاريخ الدوري السعودي (ربما) ينقل مباراة الهلال والطائي إلى حائل عقاباً للجماهير التي أطلقت بعض الهتافات المسيئة تجاه الاتحاديين وهو القرار الصادر من لجنة الانضباط وبتحريك مباشر من العبد الهادي الذي اكتفى بعقاب الهلاليين تاركاً الطرف الآخر ومتجاهلاً الهتافات المسيئة الصادرة من جماهيره والألعاب الخشنة التي صدرت من لاعبيه والتي كانت تستحق تدخل لجنة الانضباط لو نظرت للأمور بما تستحق وبعيداً عن الانتقائية والتوجيه، ولعل قرار النقل بحد ذاته ناله الكثير من التعليقات التي كشفت الضعف الفاضح في اللوائح وعدم قدرتها على إيقاف هذه الممارسات التي حدثت في أكثر من مباراة بعد ذلك وبشكل أحرج اتحاد الكرة وأضره أكثر مما حماه.
ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فقد واصل العبد الهادي تخبطه في قضية مفتعلة تحولت من دعوة حبية إلى قضية الشرق الأوسط حين تدخل الأمين بشكل سافر في توجيه وتحديد من يشارك ومن لا يشارك متحولاً من جهة تنفيذية إلى جهة تشريعية تفتقد القدرة على اتخاذ القرار الصحيح الملائم للطبيعة الحساسة لهذا المنصب.
ولذلك أقول لمصلحة الكرة السعودية يجب أن تتغيّر آلية العمل وأن يكون هناك تحرك إيجابي لتفعيل دور اتحاد الكرة وأعضائه وتنشيط العمل اليومي بشكل حقيقي يتوافق والمرحلة المهمة التي تعيشها الكرة السعودية بدلاً من التقليدية الحالية للعمل في مختلف المجالات.
لماذا يحدث هذا؟!
** ظل ضعف الثقة في الحكم السعودي بعد الأخطاء العديدة التي شهدتها عدة مباريات مؤخراً وبالتالي اللجوء للحكم الأجنبي في مباريات الدوري التنافسية لأول مرة في الكرة السعودية.. نجد أن هناك بعض الممارسات التي تصدر من لجنة الحكام وتسمح للكثير مما يقال بالتصديق بين الجماهير الرياضية.. ففي عهد العديد من اللجان التحكيمية السابقة كانت الأصوات تتحدث هنا وهناك عن بعض التصرفات التي تتناول تكليف حكم ما في مباراة لأحد الفرق أو تبديل حكم وفقاً لرغبة أحد الأندية بشكل مفاجئ..
فمثلاً أن يقوم المطلق مؤخراً بقيادة ثلاث مباريات متتالية لفريق الاتحاد ويرتكب أخطاء عديدة أثبتها المحلّلون ومنها عدم احتساب ضربات جزاء وطرد أو إنذار بعض اللاعبين ويمر مرور الكرام فهذا يرفع درجة التساؤل والمسؤولية على لجنة الحكام نفسها برئاستها الجديدة بقيادة الحكم الدولي السابق عبد الله الناصر.
فلقاء الاتحاد بالحزم قاده المطلق ثم الاتحاد والفيصلي قاده أيضاً المطلق ثم الاتحاد بالنصر (حكم أجنبي) والاتحاد بالقادسية قاده أيضاً المطلق فكيف يحدث مثل هذا الأمر وكيف يخصص حكم واحد لفريق بهذا الشكل.. هذا بخلاف المباريات العديدة التي قادها المطلق للاتحاد هذا الموسم.. فاللجنة وضعت نفسها في موقف محرج بهكذا تصرف رغم أنها لم تكن بحاجة لذلك.. ولماذا تقبل تخصيص الحكم علي المطلق للاتحاد حتى وإن كان أفضل حكم في العالم.. فمثل هذا التصرف لا يليق ولا مبرر له ويضع الحكم واللجنة والاتحاد في موقف محرج أمام الأندية الأخرى والمتابعين وأمام المسؤولين الذين لا يريدون مثل هذه التصرفات التي تفتح مجالاً للقيل والقال والتكهنات والاتهامات..
فاللجنة أمام هذا الأمر مطالبة بإيضاح الأسباب التي دعتها لمثل هذا التكليف لأن ذلك حق لكل الأندية والرياضيين أن يعرفوا ويطمئنوا ويشعروا بالثقة والقناعة بالأسباب التي تجعل لجنة لديها عدد كبير من الحكام تقوم بمثل هذا التصرف، وإلا فما حدث من الاتحاد الآسيوي العام الماضي لمصلحة فريق العين يظل طبيعياً ومتوقعاً ما دام أننا نفعل الشيء نفسه!
لمسات
** سألني أحد الهلاليين عن وضع الفريق الهلالي في رأيي فقلت إنني قلت رأيي منذ أكثر من شهرين في المدرب البرتغالي بوسيرو.. ووقتها كان القرار جاهزاً لكن النجم الكبير ياسر القحطاني أجل القرار بتألقه اللافت في المباريات.. وحين توقف عاد الوضع المعتاد والطبيعي للفريق مع هذا المدرب وأن القرار في الهلال متردد وبطيء ويخضع للمزاج في كثير من الأحيان أقول لمن بيدهم القرار (إذا عزمت فتوكل على الله)، لأنه بعد كأس الخليج هناك مرحلة حاسمة على كافة المستويات ولا تحتمل أي تخبطات.
* * *
** في كل معسكر مهم للمنتخب السعودي يخرج علينا رئيس الاتحاد بمفاوضات وهمية مع نجمين دوليين في صفوف المنتخب السعودي.. كما فعل قبل كأس العالم وحالياً.. وهذا يؤثّر على اللاعبين والجماهير والإعلام ويدخل المنتخب ولاعبيه في أمور هو في غنى عنها وهو مقبل على بطولة مهمة فكيف يسمح لمثل هذا الأمر ويتم تجاهل تأثيراته السلبية؟!
* * *
** مشكلة دخول الجماهير للملاعب أصبحت ظاهرة تقلق منظمي مباريات الدوري السعودي ولذلك فالحل على طريقة (الوقاية خير من العلاج) بحيث يتم توفير الأمن الكافي في الملاعب أولاً، وثانياً إعلان عقوبات حازمة (أمنياً) بحق كل من يدخل لأرض الملعب لأن التعامل مع هذه المشكلة رياضياً من خلال نقل المباريات أو حرمان الجماهير من حضورها لن يغيّر من الأمر شيئاً.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS
تبدأ برقم الكاتب«6469» ثم أرسلها إلى الكود 82244