أبدت وسائل الاعلام الاماراتية امتعاضها الشديد وغضبها مما اسمته بكذبة المفاوضات الاتحادية للاعب الدولي البرتغالي فيجو، ووصف الاعلامي الشهير سامي عبدالامام (جريدة البيان) ما حصل بالفيلم الهندي غير المتقن ناصحا البلوي ان يحترم اوقات الاعلاميين ويعرف ان اوقاتهم من ذهب وليست للفرجة والمرح.
أما مراسلو وكالات الانباء فقد كانوا الاشد غضبا حيث انتظروا طويلا لمتابعة الموقف وحضروا بعد تأكيد البلوي ان الاجتماع الهدف منه التوقيع لكنهم فوجئوا بأن ذلك سراب اضاع عليهم الوقت والجهد فيما كانت جريدة الخليج الاماراتية تتهكم بلغة ساخرة بالصفقة عبر كلمات لم تتعد التسع!!!
مقال سامي عبدالامام
(البيان الاماراتية)
اعتدنا التعامل اليومي مع أنديتنا ومؤسساتنا الرياضية في الإمارات بشفافية ومهنية من الطرفين ولم نحضر يوماً مؤتمراً صحافياً عن حدث معين ليتم ابلاغنا بأن الحدث لم يتم بعد وسنستدعيكم ثانية عند الانتهاء من كل التفاصيل.
وقد تعاملنا مع خبر رغبة نادي الاتحاد السعودي في ضم النجم البرتغالي لويس فيغو مثلما تعاملنا سابقاً مع انضمام نجوم آخرين لعدد من أندية المنطقة، لكننا لأسباب لم نخترها وجدنا أنفسنا وسط الصفقة لأن منصور البلوي رئيس نادي الاتحاد اختار دبي مقراً لمفاوضاته مع فيغو كما اختارها من قبل لمفاوضاته مع البرازيلي بيبيتو..
وبدأ السيناريو منذ أكثر من أسبوع حفلت أيامه بأخبار يومية عن (السير الايجابي في المفاوضات) و(الاتفاق على جميع التفاصيل) و(الاقتراب من التوقيع) حتى وصل الأمر بتلقينا رسالة رسمية من النادي تؤكد ان توقيع العقد الرسمي بين رئيس نادي الاتحاد والنجم البرتغالي سيتم صباح الخميس 4 يناير في أبراج الإمارات بدبي - راجين حضورنا لتغطية الحدث.
ورغم معرفتنا بوجود فيغو في البحرين حيث دخل في معسكر انترميلان استعداداً للقاء منتخب البحرين إلا أننا حضرنا وحضر زملاء آخرون من السعودية وأبوظبي في المكان والزمان المحددين لمعرفتنا بأن نادياً مثل الاتحاد لن يعرض اسمه وسمعته للانتقاد ما لم يكن متأكداً من الأمر، وحتى من كانت معلوماته تشير إلى عدم نجاح المفاوضات آمن بتطورات اللحظة الأخيرة خصوصاً أن نادي الاتحاد لم يتصل لإلغاء المؤتمر الصحافي حتى قبل ساعة واحدة من موعده المحدد.
خبر الموسم
بعد مرور 20 دقيقة من الموعد المحدد اعتلى رأفت تركي مدير عام نادي الاتحاد ومريم أبو خضور الوكيلة الرسمية للاعب لويس فيغو منصة المؤتمر ليخبرانا تصريحاً رسمياً من فيغو ونادي الاتحاد بأن هناك مفاوضات جدية بين ادارة نادي الاتحاد وفيغو لضم اللاعب وأن هذه المفاوضات في مراحلها النهائية.
حيث يضع منصور البلوي رئيس نادي الاتحاد ولويس فيغو اللمسات الأخيرة على الاتفاق وسيقومان بالإعلان عن التفاصيل في مؤتمر صحافي يقام في وقت لاحق لم يحدد مكانه أو زمانه!! ياله من خبر يجب ان نشكرهم عليه وهو فعلاً يستحق عناء الحضور من السعودية وأبوظبي والمدن الأخرى لسماعه لأنه فعلاً خبر الموسم!
ورفض مدير نادي الاتحاد تقديم إجابة شافية عن أي سؤال للصحافيين المندهشين من الموقف، فلم نعرف موعد المؤتمر الصحافي المرتقب، ولم نعرف رغم اسئلتنا ان كان البلوي وفيغو في دبي أو البحرين، وما إذا كانت هناك أمور استجدت على سير المفاوضات، وغيرها من التفاصيل التي سعى إليها الحضور وهم من مختلف الصحف والمجلات والقنوات الفضائية في الإمارات والمنطقة، وخرج رأفت تركي من قاعة الاجتماع تاركاً الكثير من علامات الاستفهام التي تبحث عن جواب.
ورغم معرفتنا بأن كل مفاوضات معرضة للفشل حتى لو كان طرفها مانشستر يونايتد (مع رونالدينيو) وبرشلونة (مع هنري) او ريال مدريد مع (كاكا) وغيرها من الحالات الكثيرة، إلا أن أياً من هذه الأندية لم يدعُ الصحافيين لمؤتمر صحافي لحضور حفل توقيع عقد الانتقال ثم يتحول المؤتمر لمجرد الحديث عن مفاوضات وصلت إلى مرحلة متقدمة وهو خبر قديم وأقل مما أعلنه البلوي نفسه مع قناة (mbc) وفي الصحف بأنه تم الانتهاء من كل التفاصيل والحصول على الموافقة النهائية من اللاعب ومن ناديه. ولذلك فيحق لنا أن نشعر بالانزعاج من (الحركة) التي أقدم عليها نادي الاتحاد.. وإذا كان رئيسه البلوي (زاده الله من فضله) لديه المال ليحجز صالة في أبراج الإمارات ليبلغنا خبر المفاوضات فإنه لا يجب الاستهانة بوقتنا كإعلاميين يتم تجميعنا من كل المدن ولتبليغنا بأمر لم يتم حسمه، فكان الأجدر التبليغ في اللحظات الأخيرة بإلغاء المؤتمر ليحفظ وقت وجهد الإعلاميين والاكتفاء بنقل خبر المفاوضات كخبر عبر احدى وكالات الأنباء.
عنواننا حمل صفة (الفيلم الهندي) على المفاوضات الغريبة وأخبارها المتناقضة حول انتقال فيغو من عدمه، وللإنصاف فإننا يجب القول إن بعض الأفلام الهندية أكثر اتقاناً من فيلم فيغو والاتحاد!
احترقت الطبخة!
أما صحيفة الخليج فتهكمت بالمفاوضات بشكل مختصر لكنه بالصميم قائلة (في طبخة فيجو زادت البهارات.. وزادت النار.. ففسدت واحترقت)!!